المسيح للجميع

المسيح يملأ المؤمنين والعائلات ، والملكوت يفيض فى الكنيسة والأمم.

دروس الكتاب المقدس للتأسيس الروحى

قيم الموضوع
(0 أصوات)

دروس الكتاب

المقدس

للتأسيس الروحى

 

      تأثر الجميع من دراسات الكتاب المقدس فى مجموعات صغيرة بروح الآباء والكنيسة   ( وعقيدتها وطقوسها ) وبروح الصلاة والتأمل، وقد لاحظنا هذا التأثير فى إزدياد محبتهم لله وللكنيسة وانتظام حياتهم وعبادتهم وشركتهم وممارستهم للأسرار وخدمتهم ... فأصبحت نفوس التائبين المعترفين فى حالة روحية ملموسة وواضح فيها عمل الله .

 

       ولقد جنت الكنيسة أيضًا ( بجانب النمو الروحى للمخدوم ) ثماراً لهذه الخدمة، منها تم إعداد مجموعات من خدام وخادمات قاموا هم بدورهم بخدمة مجموعات جديدة من الشباب والعائلات لدراسة الكتاب المقدس .

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

       كنيسة مار مرقس بلندن

 

 

 دروس الكتاب

المقدس

للتأسيس الروحى

 

إهداء

       إلى أبينا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث معلم الجيل ،

      والذى نتتلمذ جميعا على كتبه وعظاته وقدوته وتوجيهاته :

      أقدم لقداستكم " دروس الكتاب للتأسيس الروحى " .

      وقد قمت بإقتباس أقوال شهية وملهمة من كتاباتكم وأشعاركم 

      وقد وجدت فيها سنداً قوياً كنور لتعليم وتوضيح رسالة كل درس  

      وقد كان لها التأثير الكبير فى خدمة أولادكم وبناتكم فىمجموعات

      دراسة الكتاب المقدس .

لقد إكتسبت الدروس قوة خاصة بسبب أقوالكم المقتبسة ،

      وذلك بسبب تعليمكم للحق الإلهى الفائض بالنور

      وبسبب الحجم الضخم لمحبة الشعب لكم ولأقوالكم الذهبية

      وتفتّح قلوبهم لما تقدمه كلمات النعمة الخارجة من قداستكم

      وصلواتكم المقتدرة التى تسند خدمتنا وكل خدمة ولاسيما فى الغربة .

      يا سيدنا نحن أبناءك 

      وهذه الخدمة هى ثمرة عمل قداستكم وتعبكم وتشجيعكم .

      أبقاكم الله لنا وللكنيسة .


فهرس دروس الكتاب

1- أبوة الله وبنويتنا:                                                       

1. كونتنى وجعلتنى فى النعيم ( من أنا ؟ – ولماذا خلقنى الله ؟ ) 

2. معه برغبة أنفسنا وتهليل قلوبنا ( عواطف الله نحوى – وسيرة البنين )      

2- موقفنا الخاطئ من أبوة الله وبنوتنا

ماهى الخطية ؟     

3. الخطية إنتماء                                                                    

4. الخطية طريق وإتجاه                                                             

نتائج الخطية

5. مُلك الموت                                                                         

6. مُلك الخطية                                                                        

 

3- أبوة الله والبدء مع المسيح

7. حولت لى العقوبة خلاصا ( هبة المسيح وعمله عنا وفينا )                    

8. سر المعمودية ( ينبوع الحياة مع المسيح وعهده الجديد )                       

9. تجديد عهد المعمودية                                                              

   الخلوة اليومية مع الله                                                               

10. معالم بداية الطريق (1) عش المسيح فى حياتك                               

11. معالم بداية الطريق (2) بداية الحروب الروحية والتيقن من الحماية         

12. كلمة الله (1)  لقاء وطعام وحياة                                                

13. الصلاة بالأجبية ( التردد على الله وملكوته على مدى اليوم ، ومدرسة الصلاة ) 

14. سر الإعتراف                                                                   

4- الأبوة والنمو فى الحياة والسير مع المسيح

15. الجهاد الروحى                                                                  

16. سر التناول والقداس ( زمن توبة وإزالة عوائق الوحدانية والعطش لله )    

17. سر التناول وبركاته وآثاره على العبادة ( ثمار المشاركة الحقيقية فى القداسوالتناول )

18. سر التثبيت ( سر الميرون )                                                     

19. كلمة الله (2) كيف نعيش بها                                                    

5- أبوة الله وعلاقاتنا

20. الحياة فى المجتمع ( الشهادة المسيحية لعالم محتاج )                         

21. عش يومك بالصلاة (1) هدف الله أبى من أحداث حياتى اليومية ومكانه فيها    

22. الكنيسة نظام وحياة  (الحياة فى الكنيسة)                                       

23. عش يومك بالصلاة (2) الإشتراك معا فى أمور الحياة اليومية والحديث المفتوح 

24. الحياة فى الأسرة                                                                  

سير القديسين المصاحبة للدروس وشخصيات أخرى

ملحوظة: الرقم أمام كل شخصية وهو نفسه رقم الدرس الذى ستجد السيرة فى نهايته .

1. شخصية الآب - القديس أبوللو      2. القديس يوحنا سابا ( الشيخ الروحانى )

3. القديس أنطونيوس                  4. شخصية الأسبوع: الغنى الغبى و بيلاطس الوالى

5. سيرة الشيخ با يترموث وتلميذه كوبريه والوثنى الكسندر

6. شخصية الأسبوع: عيسو أخو يعقوب

7. لمحة عن قدوس القديسين: الرب يسوع المسيح ( الذى وضع نفسه )

8. المرأة التى عمدت طفلها بدمها      9. القديس أوغسطينوس

10. القديس تادرس ( تلميذ الأنبا باخوميوس )

11. القديسة بربتوا ( حديثة الإيمان التى هزأت بتجارب الشيطان )

12. داود النبى ( صاحب المزامير )   13. القديس موسى الأسود

14. القديس بولس الرسول             15. البابا كيرلس السادس

16.  خبرات فى القداس               17. القديس مقاريوس الكبير

18. قداسة البابا شنوده الثالث (أطال الله حياته)

19. القديس باخوميوس ( أب الشركة ) 20. الراهب لورانس ( إختبار حضور الله )

21. القمص ميخائيل إبراهيم بشبرا     22. القمص بيشوى كامل

23. عائلتين بالإسكندرية  (فى زمن القديس مقاريوس الكبير)

24. القديس أغريغوريوس الصانع العجائب

 

 

 

 

دروس أسرار الكنيسة

 

1) سر المعمودية   درس 8                   2) سر الإعتراف   درس 14

3) سر التناول ( الأفخارستيا) دروس 16و17  4) سر التثبيت ( سر الميرون )  درس 18

موضوعات يحسن دراستها أثناء دراسة "دروس الكتاب للتأسيس الروحى" وقد وضعنا ثلاثة منها فى نهاية الكتاب وهم: الصوم ، وصحة الكتاب المقدس ، وقيامة المسيح .

 

موضوعات عقيدية

يحوى هذا الكتاب موضوعان فقط. يحسن دراسة الموضوعات الأخرى مع هذه الدروس

  1. صحة الكتاب المقدس وعصمة النص.  ص141
  2. قيامة المسيح أهميتها ودلائلها           ص149
  3. عقيدة الأسرار فى الكنيسة.
  4. قانون الإيمان.
  5. الكهنوت فى الكنيسة.
  6. شفاعة القديسين.
  7. الخلاص (علاقته بفداء المسيح والكهنوت والأسرار وزمانه والجهاد والنعمة)

موضوعات طقسية

يحوى هذا الكتاب موضوع واحد فقط. يحسن دراسة الموضوعات الأخرى مع هذه الدروس

  1. الكنيسة بيت الله (المبنى).
  2. الصوم فى حياتنا الكنسية.              ص137
  3. التعرف على الأجبية وأهميتها.         درس13
  4. الألحان الكنسية.
  5. التعرف على الأبصلمودية وأهميتها.
  6. السجود فى الصلاة.
  7. الشموسية.
  8. الأعياد الكنسية.

 

تاريخ الكنيسة

يحسن دراسة هذه الموضوعات مع هذه الدروس

  1. دخول المسيحية مصر.
  2. أهم العلامات فى القرن الأول والثانى.
  3. مدرسة الإسكندرية.                      4. الإستشهاد.
  4. المقـدمة

     

          نشكر الله من عمق القلب، الذى حقق أمنية كنت أتمناها يوما، وهى أن يعيش أبناء كنيستنا فى الغربة فى عمق غنى الإنجيل وفى قوة وبركات الأسرار الإلهية داخل الكنيسة،   " لكى يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " 2تى3: 17 وقد بدأت هذه الخدمة       " دراسة الكتاب القدس " منذ عام 1995م وهى مستمرة ونامية نرجو لها المزيد .

     

          تأثر الجميع من دراسات الكتاب المقدس فى مجموعات صغيرة بروح الآباء والكنيسة   ( وعقيدتها وطقوسها ) وبروح الصلاة والتأمل، وقد لاحظنا هذا التأثير فى إزدياد محبتهم لله وللكنيسة وانتظام حياتهم وعبادتهم وشركتهم وممارستهم للأسرار وخدمتهم ... فأصبحت نفوس التائبين المعترفين فى حالة روحية ملموسة وواضح فيها عمل الله .

     

           ولقد جنت الكنيسة أيضًا ( بجانب النمو الروحى للمخدوم ) ثماراً لهذه الخدمة، منها تم إعداد مجموعات من خدام وخادمات قاموا هم بدورهم بخدمة مجموعات جديدة من الشباب والعائلات لدراسة الكتاب المقدس .

     

          أتمنى من كل قلبى أن يتذوق الجميع الشبع والغنى من الكنوز الإلهية بالكتاب المقدس وأقوال الآباء والإيمان السليم لكنيستنا القوية القادرة على خلق قديسين بعمل الروح القدس العامل فيها وفى أسرارها ونفتدى الوقت غير المثمر وذلك للشهادة لربنا يسوع المسيح فى داخل حياتنا وأمام الآخرين .

     

          نشكر الله أيضا أن دراسات الكتاب المقدس التى قام بإعدادها وأدائها إبننا الشماس الدكتور إبراهيم ( الذى أشرف على هذه الخدمة ) قام أيضا بتجميعها فى هذا الكتاب القيّم الذى نرجو أن يكون بركة لكل من يقرأه ويدرسه فيدخل إلى العمق فى العشرة مع الله والكنيسة، وكذلك يكون هذا الكتاب بركة ومرجعاً نافعاً لكل من يخدم الرب خدمة ناجحة ومثمرة .

     

          ولا يفوتنا أن نشكر أولا قداسة البابا شنوده الثالث الذى شجّع هذه الخدمة . كما نشكر قدس الأب الموقر القمص أشعياء ميخائيل الذى شجّع طبع هذا الكتاب لزيادة الفائدة . كما نشكر كل من يساهم فى إنتشار رسالة هذا الكتاب النافعة للجميع .

     

          نطلب من الله أن يبارك حياة كاتب هذا الكتاب وفى شريكة حياته وجهاده وفى خدمتهما وفى خدمة كل من يخدم معه، ولتفرح الكنيسة بالثمار المتزايدة أكثر فأكثر وليعوضهم الرب بالمائة ضعف وبالحياة الأبدية السعيدة بشفاعة أمنا العذراء مريم ، وبصلوات كاروزنا القديس مرقس الرسول والشهيد .. وبصلوات صاحب الغبطة العظيم فى البطاركة قداسة البابا شنوده الثالث " أطال الله حياته " الذى إليه يرجع الفضل فى نهضة التعليم والخدمة ولربنا كل المجد فى كنيسته من الآن وإلى الأبد آمين .

     

                                                             القمص بيشوى بشرى

                                                                كاهن الكنيسة

                                                      ومشرف مجموعات دراسة الكتاب


    شـكـر

           لا أدّعى أن هذا عملى ، فدورى هو الصغير. وهنا أقدم الفضل والشكر لمستحقيه .

           أولا أرفع الشكر لله الذى أعطانى نعمة فى خدمة كنيستى القبطية الأرثوذكسية ، ممثلة فى مخدومين فصول دراسة الكتاب المقدس والأعمال البسيطة الأخرى .

           كما أشكر أبينا الطوباوى قداسة البابا الذى شجَّع ويشجع خدمة أولاده ، وقد نلت بركة تشجيعه ودعواته مع بداية هذه الخدمة ولازال يحيطنى بحنانه الأبوى وصلواته .

           وأقدم الشكر القلبى لأبى المحبوب القمص بيشوى بشرى ، الذى وقف بجانبى وشجعنى فى كل خطوة حتى تم إعداد هذه الدروس ، فكان مؤيدًا ومضيفًا بتوجيهات ثمينة. وأفسح المجال لتطبيقها تحت رعايته وقيادته فى مجموعات دراسة الكتاب المقدس بالكنيسة ، متحملاً مشاق الخدمة على طول الطريق . فقد وثق أن الرب الذى بدأ العمل سيكمل أيضًا .

           وهنا أيضًا لا أنسى أبينا المحبوب القمص أنطونيوس ثابت على محبته وصلواته المرفوعة من أجلنا ، عوَّضه الله عن ما قدمه من محبة وصلاة .

           ونشكر محبة وتشجيع خدام وخادمات الكنيسة ، وشمامسة كنيستنا المحبوبة .

           وشكر لكل أعضاء مجموعات دروس الكتاب المقدس التى خدمتها أنا وزوجتى هدى مدة السنتين الأولتين وكان لمواظبتهم الأسبوعية وتجاوبهم مع رسالة كلمة الله ونموهم أكبر تشجيع لنا، بل كانوا يأتون بأصحابهم لينضموا لمجموعات دروس الكتاب المقدس، ممن لاحظوا عمل نعمة الله فى أصدقائهم .

           وشكر خاص لأخوتنا وأخواتنا الخدام الذين بدأوا يقودون مجموعات دروس الكتاب وليسوا أعضاء فى مجموعات فقط . فهم وحدهم الذين حوّلوا الحلم إلى حقيقة. فبالثمر الواضح من خدمتهم أعطوا الشهادة الحقيقية للرب يسوع المسيح من خلال هذه الدروس ولإمكانية أن تكون الدروس مادة نافعة فى يد الخدام الحقيقيين ، فيعمل الله فى حياة الكثيرين.

           وإلى زوجتى الغالية هدى أرجع الفضل الكثير وأقدم شكرى لأنها كانت دائما المشجع وخاصة وقت الضعف ، والملهم والناصح والمصلى ، بل وتنقد بعين فاحصة وحانية لأصحح وأدقق . إنها حقًا شريكة حياة وشريكةالخدمة حبًا فى المسيح ولمجده .

           وشكرى للأب الفاضل القمص أشعياء ميخائيل الذى كان وراء أن تتحول هذه الدروس إلى كتاب فى يدك، حتى يمكن الإستفادة منه خارج الدائرة التى نخدم فيها إلى كنيستنا عامة .

           وأقدم الشكر لكل من يصلى من أجلنا ولا ينسونا أبدا أمام عرش النعمة ويقفوا بجانبنا.

           والفضل الحقيقى يرجع إلى أصحاب الأقوال المسجلة فى هذه الدروس ، من أقوال القديسين وكتب البيعة المقدسة من عقائد وطقوس. والكثيرمن الأقوال هى لقداسة البابا شنودة الثالث أدامه الله لنا ، فمنه نتعلم جميعا. أما لكلمات الكتاب المقدس المباشرة على قلوب وعقول المخدومين، فيرجع الأثر الكبير فى الرسالة الإلهية الموجهة لكل فرد بحسب احتياجه.       وأرجو منك أيها القارئ والدارس لهذا الكتاب الصغير، أن تمتزج قراءتك بروح الصلاة لأجل نفسك ولأجل الآخرين ولأجلنا ، حتى يتمجد الرب الإله من خلال كلمات هذا الكتاب وكل خدمة فى كنيسته المقدسة من الآن وإلى الأبد آمين . ولله الآب والإبن والروح القدس الفضل الأول والأخير، فمنه وبه وله كل الأشياء له كل المجد وحده

     

                                                         إبراهيم السايح

                                                       

                                                     عيد الآباء الرسل


    2001


    الهدف من هذه الدروس والموضوعات

     

    1- إكتشاف المسيحية كحياة صفاء وفرح ومعنى

    إكتشاف أن المسيحية حياة، وحياة ممتعة ومشبعة. وأنها تغذى القلب والعقل، وتشمل كل جوانب الحياة، وكل الوقت وليست Part time . وأن المسيحى شخص حى ونقى وفرحان، كما أن له قيمة كبيرة فى عين الله، وبالتالى فى حقيقته.

    2-  معرفة الله واختباره كأب

    معرفة الله وإختباره كأب على المستوى الشخصى والعملى، وليس مجرد أن نؤمن به من بعيد فقط بدون خبرة ملموسة.

    3- معرفة كلمة الله ومعناها الحقيقى لحياتنا

    معرفة كلمة الله كما قصد الله أن نفهمها وليس بفكر محدوديتنا. وسيتضح ذلك بواسطة فكر الآباء وسير القديسين وكتب الكنيسة الطقسية، وسيرفق مع كل درس بعض الإلهام من ذخائر الكنيسة وآبائها، وأقوال وأشعار قداسة البابا شنودة ما يفتح كنز الآيات المملوءة بالحياة والإلهام والتشجيع. وبهذا يدخل الدارس فى إختبار كلام الله وما يعنيه

    4- التمتع بحياة المعمودية

    التمتع بحياة المعمودية وعمل نعمة المسيح  فى حياتنا. هذا الغنى الفياض الذى نلناه ولكن إنصرف عنه الكثيرون ولم يعودوا ينبشوا أباره العميقة المُرْوية. قد يكون ذلك بسبب الإنشغال عن دعوة الله. هدف الدروس أن تأتى بنا – بالنعمة – إلى التمتع بتغييرات مباركة، والإشتراك فى نعمته وسلامه، فى فرحه وبره.

    5- إختبار حياة الكنيسة

    هذا  سيكون بلا شك نصيب من يدخل فى إختبار حياة الكنيسة وجمالها وقدّاسها وأسرارها وعباداتها المختلفة ومعايشة قديسيها. هذا نصيبك من خلال الإشتراك القلبى والمواظبة على صلوات الكنيسة والتأمل فى كلمات الصلاة وتخصيص الوقت والجهد

    6- التمتع بالأخوية والعائلة فى الكنيسة

    التمتع بعلاقات أخوية فى الكنيسة بصورة تجعلها ذات قيمة غالية لا تُعَوض، وتُعمق الإنتماء العملى المثمر.

    7- تحرير من المخاوف

    تحرير من المخاوففدخول المسيح وأبوة الله لحياتك تحرر من تصورات وخبرات نعانى منها فى مسيرتنا فى هذا العالم المملوء بالتشويه .

    8- التواصل مع عقيدة وطقس وتاريخ الكنيسة وقديسيها

    دراسة ومعايشة العقيدة والطقس وتاريخ الكنيسة وقديسيها: كتاب معايشة بروح الكنيسة


     


    1) كونتنى وجعلتنى فى النعيم

    من هو الإنسان ؟ ولماذا خلقه الله ؟

     

    سيرة الدرس: شخصية الآب - القديس أبوللو.   

    آية الحفظ: الله هو أبى: يوحنا الأولى3: 1

    " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله. من اجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه.

    هدف الدرس: كل سؤال يعتبر درس مستقل. هدف الدرس الأول (س1) هو أن يعرف الدارس نفسه ويكتشفها. أن يعرف نفسه كما قصد الله وكما أعده الله. ومن أهم ما يعرفه هو نوع العلاقة الوثيقة التى تربطه بالله ومكانته الخاصة عند الله الآب. الدرس يفضح حيلة العدو ضد نفسك الثمينة وقيمتك الرفيعة.

     

    قداسة البابا شنوده:                                                                       1) " علاقة الله بالإنسان هى قصة حب . هى قصة حب بدأها الله ...

    فقد أحب الله الإنسان من قبل أن يوجد . ومن أجل هذا أوجده ..

    أحبه حين كان فى عقله فكرة ، وفى قلبه مسرة ... "   كتاب الله والإنسان ص66

    2) " أنت أبى، ولدتنى فى محبتك، ولولا محبتك ما دعوتنى إبنا." كتاب أبانا الذى .. ص

     

    القداس الإغريغورى: "أنت الذى جبلتنى. ووضعت يدك على. وكتبت فى صورة سلطانك. ووضعت فىٌ موهبة النطق. وفتحت لى الفردوس لأتنعم.وأعطيت علم معرفتك. أظهرت لى شجرة الحياة."

    أبونا بيشوى كامل: " رؤية الله عطية مخصصة لأولاده."

     

    ملحوظات للإجابة على الأسئلة: 1- أكتب كل آية أمام الشاهد الذى لها.   2- اقرأ السؤال بدقة.    3- ستجد الإجابة على السؤال فى الآيات التى بأسفله.   4- إفهم الآية وإستخرج منها إجابتك.   5- أكتب الإجابة فى الفراغ الموجود بعد الآية.

     

    س1: اكتب المعلومات التى تعرفها عن الإنسان بحسب الآيات التالية ؟ ( من هو الإنسان ؟)

    يوحنا الأولى3: 1 "أنظروا اية محبة اعطانا الآب حتى ندعى اولاد الله. من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه."

     

     

     يوحنا الأولى3: 2 "أيها الاحباء الآن نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم انه اذا أظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو."

    تكوين1: 27

    تك1: 28 

    جامعة3: 11 

    لبش الهوس الثانى:  صنع الإنسان / كشبهه ...  وصورتـه /  لكـى     يباركـه

                             فلنسـبح / ونرفع  إسمه ... ونشكره لأن رحمته / كائنة إلى الأبد

    القمص تادرس ملطى:

    " خلق الله الإنسان لا لإحتياجه، او لعبادته.

    وانما خلق الإنسان على صورته ومثاله. يلذ به لما فيه من انعكاس انطباعات الله قبل ان يفسدها الإنسان.

         فالله يحب والإنسان يقبل الحب.. الله يعطى والإنسان يتقبل العطية.. الله يهتم والإنسان يدرك اهتمام الله."

     

    هدف الدرس الثانى(س2): تعلم وإختبار أنك موجود ليس بالصدفة أو بلا سبب. أنت هنا لأن الله أبوك يريدك ومسرته فيك، وأتى بك لغرض غالى عنده. إكتشف بنفسك من كلمته.

    س2: لماذا خلق الله الإنسان ؟ أجب من الآيات التالية ؟

    1-            أعمال17: 27

    2-            أعمال17: 28

    3-            لوقا12: 32

    4-            أشعياء43: 7 


    القديس إيرينيئوس: كتاب ضد الهرطقات

     " مجد الله أن يحيا الإنسان ، وحياة الإنسان أن يرى الله " أعمال17: 27 

    قداسة البابا شنوده:

    " إنه يوفى حاجات أولاده  كجزء من عمل رعايته كأب."   كتاب أبانا الذى.. ص

    " إن الله يفرح بأن يمجد الإنسان ، لأن مسرته فى بنى البشر ، لأنه لا يعتبر مجد الإنسان منافسا له "  كتاب الله والإنسان ص46

    القمص بيشوى كامل: " الإنسان هو صورة الله ومثاله.

    لهذا يجب ان يتحلى الإنسان بصفات الله، ويحافظ على هذه الصورة.

    وصفات الله هى المحبة والوداعة والطهارة."

    ثاؤطوكية الإثنين:  آدم   بينما /هو   حزين       سُر الرب أن / يرده إلى رئاسته

                          أشرق جسديا / من العذراء     بغير زرع  بشر / حتى  خلصنا

     

     ماذا استفدت من الدرس:

     

    للفائدة الشخصية:

    1-كيف ينظر الله اليك ؟

    2-ما هو سبب وجودك فى الحياة ؟  وما هو برنامج الله لحياتك ؟

    3- هل تعيش فى دائرة الله ؟ اكتب نعم أو لا. ثم اكتب ما هو هدفك من حياتك ؟

     

    القديس أنبا انطونيوس :

    " إن كل الذين اقتربوا من النعمة وتعلموا من الروح القدس،

    قد عرفوا أنفسهم حسب جوهرهم العقلى.

    وفى معرفتهم لأنفسهم صرخوا قائلين " أننا لم نأخذ روح العبودية للخوف ولكن روح التبنى الذى به نصرخ يا آبا الآب." رو8: 15

    حتى نعرف ما أعطانا الله "إن كنا أبناء فإننا ورثة، ورثة الله ووارثون مع المسيح " رو8: 17

     

    1) القديس أبوللو

     

          عاش هذا المبارك فى طيبة بالصعيد. وكان أبوللو فى شبابه المبكر يزور الرهبان المقيمين عند الطرق الصحراوية المجاورة، فالتهب قلبه بالحنين نحو هذه الحياة البنوية الملائكية على مستوى سماوى.

           عرَّفنا القديس جيروم وهو قد رأى أبوللو. أن أبوللو سمع  صوتا سماويا يدعوه إلى تأسيس دير، قائلا له: " أبوللو، إنى سأبيد حكمة حكماء مصر بيدك، وأنزع الفهم الذى هو ليس فهما عن أغبياء الأمم، فإنك لحسابى تتقدم حكماء بابل وتنزع خدمة الشياطين. أخرج سريعا إلى البرية، فى المنطقة القريبة من سكنى البشر، فستلد لى شعبا مقدسا يتمجد بأعمال صالحة" . وإذ صدق أبوللو صوت أبيه السماوى ولكنه خشى من الكبرياء فأجاب الصوت فى صراحة: " إنزع عنى ياسيدى الكبرياء، لئلا أتشامخ على الأخوة، وأفقد كل بركة ". فتحدث معه الصوت ثانية، طالبا منه أن يضع يده على عنقه ليمسك بشئ قبيح ويدفنه فى الرمل، وإذ فعل ذلك سمع صوتا يخرج من هذا الشئ المدفون، يقول: " أنا هو روح الكبرياء " .. وللمرة الثالثة سمع الصوت السماوى يقول: " إذهب وما تسأله من إلهك يُعطى لك " .

     

          إذ سمع الطوباوى ذلك، للحال ذهب إلى Shaina حيث أقام فى مغارة، وكان يشبع من أبيه وينمو فى بنوته له فيقضى يومه فى الصلاة، قل كان يصلى مئة مرة فى اليوم مع مطانيات كثيرة، كقول القديس جيروم. وكان الله يرسل له بواسطة ملاك فى البريه حاجته من الطعام، وكان يغطى جسده بثوب قصير الأكمام ورأسه بمنديل صغير لم يغيرهما ولا بليا قَط.

     

           ولأنه عرف قلب الله الأبوى فكان الله يسدد حاجات الناس عن طريق عمل عجائبه وشفاء الناس من خلاله، هذا ما سمعه جيروم من الشيوخ المحيطين بأبوللو. وإذ ذاع صيته فى كل موضع جاء اليه الناس كما لأب حقيقى وعاشوا فى الرهبنة معه، وكان يقودهم ويحثهم على الإرتفاع عن ملذات وشهوات الدنيا والجسد، إذ لهم شبع وغنى أمجد، وعلى سمو النسك، حتى صار بعضهم يتمتع برؤى إلهية وآخرون بأعمال روحية مجيدة.

    علاقته مع الله صبغت حياته كلها بإيمان عملى:  يقول جيروم: " عاش هؤلاء الأخوة معا على مثال الرسل، بفكر واحد ونفس واحدة، وكان الطوباوى ينصحهم يوميا أن ينمو فى الأعمال المجيدة، وأن يطردوا بسرعة وفى الحال  حِيل المفترى  التى يثيرها فى الأفكار.. ويجاهدوا بغيرة وحماس فينشط كل واحد منكم بغيرة فى الأعمال.. ولا يكون بينكم من هو أقل من أخيه فى السمو ( فما يريده الله للواحد منهم إنما يريده لكل أبنائه )

    علامات الملكوت فيه:لقد ظهر ملكوت الله فيه، الذى هو " بر وسلام وفرح فى الروح القدس" رومية14: 17  فقيل أن وجهه كان دائم البشاشة، مجتذبا الناس إلى الحياة المترفعة عن شهوات الدنيا، فكان يردد هذا الشعار دائما:

           " لماذا نجاهد ووجوهنا عابسة ؟! ألسنا ورثة الحياة الأبدية ؟ اتركوا العبوس والوجوم للوثنيين والعويل للخطاة، أما الأبرار والقديسون فحرى بهم أن يفرحوا ويبتسموا لأنهم يستمتعون بالروحيات "

         

    + ويظهر روح الملكوت والسلطان فى القصة التالية:

          إذ كانت قريتان فى خصام ومشاجرة ولا تريد إحداهما الصلح حتى عندما تدخل أبوللو بينهما، وعرف أن السبب هو أنهم منتفخون بحماية رئيس عصابة لصوص، فقرر أن يذهب له. ولاقاه القديس بجرأة ولكن أيضا ببشاشة عذبة وحلاوة حديث، قائلا له: " إن قبلت كلماتى ياحبيبى سأطلب عنك من ربنا ليغفر لك خطاياك " وإذ سمع المجرم المُثقل بأعمال الشر، ألقى سلاحه بغير تردد، وركع أمام القديس، وسأل تابعيه أن يرجعوا إلى منازلهم وحل السلام بين القريتين .

           والتصق رئيس العصابة بالقديس أبوللو ليحقق له وعده وذهب معه إلى البرية حيث كان يعيش أبوللو. وفى ليلة واحدة أعطى الله لأبولو ولرئيس العصابة حلما واحدا وهما أمام عرش المسيح ساجدان ، وسمعا معا كلمات طمأنت الرجل ودعته للإلتصاق بأبوللو كإبن وأبيه.

     

    + وفى أحد المرات:

           بعد أن صلوا قداس عيد القيامة، ولم يكن عندهم طعاما، فقال لأولاده:  " يا أولادى إن كنا مؤمنين وخداما حقيقيين للمسيح، فليطلب كل منا من الله فيعطينا ما نأكله". ثم إنحنى على ركبتيه وأخذ يصلى بإيمان، وكان الوقت لا يزال ليلا. ومع ذلك وجدوا أمام باب المغارة رجالا غرباء لا يعرفهم أحد، وقد أحضروا لهم أطعمة كثيرة ومتنوعة وفواكه وخبز لا زال ساخنا، وقالوا أن غنيا أرسلهم بالطعام، ثم تركوهم بسرعة، فأكلوا منه. وظلوا يأكلون منه حتى العنصرة ( خمسون يوما ) .

     

    + حدثت مجاعة فى منطقة طيبة:

           حيث يعيشون، ولمعرفة الناس أن لأبوللو قلب إبن لله فى الشفقة والدالة عند الآب السماوى ، لذا ذهب الكثيرون من المسيحيين بنسائهم وأطفالهم إلى الدير. فخدمهم أبوللو وقدم الطعام لهم حتى لم يعد لديه إلا طعاما  يكفى ليوم واحد. فأتى به وسط الأخوة والجماهير، وبصوت عال وثقة فى الله المعتنى باحتياجات أولاده قال: " أليست يد الله قادرة أن تزيد ؟ لأنه هكذا قال الروح القدس: " لن ينفذالخبز من هذه السلال حتى نأكل خبزا جديدا " ، وبالفعل بقى الكل يأكل منه أربعة شهور، وكذلك حدث للزيت والقمح وغيرهما، حتى ضجر منه الشيطان، فظهر له وقال: " أتظن أنك إيليا أم واحد من الأنبياء أو الرسل حتى تتجاسر وتفعل ذلك ؟" . أجابه أبوللو:

           " لماذا لاأفعل هذا ؟ ألم يكن الأنبياء القديسون والرسل الطوباويون بشرا ؟ ألم يُسلِم لنا الآباء هذا التقليد لعمل ذلك ؟ أو لعل ربنا يكون قريبا فى وقت وبعيدا فى وقت آخر ؟ ألله قادر فى كل الأزمنه أن يصنع مثل هذه الأمور وليس شئ غير مستطاع لديه. إن كان الله صالحا فلماذا أيها الفاسد أنت شرير ؟ " .

          وعاش هذا القديس المملوء حياة، أكثر من تسعين عاما فى فرح وبساطة. وكم يشتاق الله أن يراها تتكرر فى حياتنا جميعًا. وذهب أبوللو إلى مجد أبيه حوالى عام 395م . إن سيرة القديس أبوللو هى دعوة للإرتماء فى حضن الآب وملكوت محبته فىإيمان وبساطة الأطفال .

     


     

    سيرة الدرس: القديس يوحنا سابا.    آية الحفظ: إعرفه واختبره داخلك: أم3: 5و6

    " توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. فى كل طرقك إعرفه وهو يقوم سبلك."


     

    هدف الدرس: هذا يعتبر درسان. الدرس الأول (س1): هدفه أن أدخل فى معرفة عواطف الله ومشاعره الأبوية والشخصية نحوى. الدرس يبيِّن أن إحساس الله لا يتغير من نحوى لأنه دائما أبى الذى لا يتغيَّر. وعدم تغيّره هو الذى يحفظنى ويقودنى للإلتصاق والثبات فيه. سنرى مواقفه معى فى الظرؤف المختلفة.

     

    قداسة البابا شنوده: "كما أعطيتنى اسمك كإبن لك ، اعطنى أيضا صورتك.

    لست أستطيع أن اصل إليها بجهادى الخاص وحده،

    إنما آخذ صورتك كهبة مجانية من عندك.

    كما اعطيتنى ذاتك عندما خلقتنى بهبة إلهية من عندك دون أن اطلب."  كتاب أبانا ص33

     

    س1: ماذا تعرف عن مشاعر الله نحو الإنسان ؟

    1-        أمثال8: 31 "فرحة في مسكونة ارضه ولذّاتي مع بني آدم."

    2-        مزمور104: 34 "فيلذ له نشيدي وانا افرح بالرب‎."

    3-        صفنيا3: 17 "الرب الهك في وسطك جبار. يخلّص. يبتهج بك فرحا. يسكت في محبته. يبتهج بك بترنم."

    4-        أشعياء63: 9 "في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم. بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الايام القديمة."

    قداسة البابا شنوده: " الصلاة هى اغنية تقدمها الى الله من قلوب سعيدة به.

    داود النبى حين كان يغنى مزاميره، لم يكن يصلى بالمزمار فقط بل أحيانا بالعود..

    أحيانا مع جوقة عجيبة من المغنيين والموسيقيين.. الكل معا يغنون للرب أغنية جديدة، فى فرح بالرب..

    حقا ما اجمل أن تكون الصلاة أغنية.. إذن فالصلاة وقت فرح بالرب ؟"    كتاب أبانا ص33

    هدف الدرس الثانى(س2): يرسم الدرس صورة لما تكون عليه شخصية أولاد الله وحياتهم وعلاقتهم بالله كأب لهم. الدرس يضع الأساسيات التى يحبها أولاد الله والتى تسعد قلب الله عندما يراها فينا. الهدف هو رسم صورة لرد فعل الإنسان من الذى تعلمه واختبره مما درسه حتى الآن عن الله الأب وعن نفسه.

    س2: ما هى العلاقة التى يتوقعها الله منا  ( مسيرة البنين )؟

    1-        يوحنا الأولى4: 19

    2-        أمثال3: 5و6

    مار إسحق السريانى: ( إقترب من الله بفكر الطفل ، وسر أمامه لكى تستحق عنايته الأبوية التى تشبه عناية الآباء لبنيهم. قيل " الرب يحفظ الأطفال " مز114: 16 )

                                                                         كتاب النسكيات

    3-        كورنثوس الأولى10: 31 

    4-        مزمور37: 4و5

    أبونا بيشوى كامل: 1. " لن تستطيع أن تحب الله أن لم تشعر بمحبته لك أولا."

    2- حياة الإنسان فى الصلة بالله. وعريه وخطيته وموته فى انفصاله عن الله وإحساسه بذات مستقلة عن الله."

     

    قداسة البابا شنوده: " الإبن يكلم أباه وليس المخلوق يكلم خالقه، أو العبد يكلم سيده.

    نحن نكلم الله كأب. من هنا كانت الصلاة حديثا عاطفيا بين إبن وأبيه فىغيراستجداء وتوسل.

    فإذا خرجت صلواتكم عن هذا المستوى تكونون قد خرجتم عن روحانية الصلاة الربانية."                         كتاب أبانا ص25

    ماذا استفدت من هذا الدرس:

    التطبيق الشخصى: على ضوء درس1و2 أكتب تقييمك لعلاقتك السابقة مع الله الآب.

     

    هل ترى فرصة أفضل الآن لبداية نوع جديد من العلاقة ؟… إن كان نعم. رجاء وضع بعض تصوراتك لهذه العلاقة ؟

     

    القديس يوحنا سابا ( المعروف بالشيخ الروحانى )

     

            عاش هذا القديس فى القرن الثامن. وولد فى نينوى بالعراق ، وكانوا ثلاثة أخوة تعلقت قلوبهم بالله الحبيب ، فذهبوا إلى الأديرة ليعيشوا معه من الآن. أما يوحنا نفسه فقد بدأ أبديته مع الله أبيه وهو على الأرض بقرب نهر الفرات وفى الجبال. لقد عاش راهبًا، ولكنه قضى معظم حياته متوحدا ، ولم يتركه العطشى إلى الله . أتى إليه الكثيرون ليكونوا رهبانا تحت إرشاده وأبوته . فأسسوا ديرا بسبب كثرة القادمين إليه ليشاركوه حياة السماء على الأرض . ولقد عاش حتى صار شيخا فى السن .

     

           لقد إتسمت حياته: بحب الله الشديد ، وإحساسه الغامر بحضور الله ، وكان يحب التوبة جدا ويتغنى بها لأنه تلقى به إلى نعيم الرب ، وفى الإحساس الغامر بنور الله وحريته ونعمه . وقد تعلق بالزهد ليبتعد عن كل ما أحس أنه يأخذه من الحبيب. وقد كانت حياته مع الله وخبرته الروحيه محفورة فى كتاباته وأحاديثه،  وظاهرة جدا ، وبصوره يصعب معها الا نجرى نحن أيضا نحو الآب الحبيب والإبن الأزلى يسوع الذى أتى إلينا . ، فكان فى هذا يُشبه القديس بولس الرسول الذى يجعل من يقترب من رسائله وخدمته فى سفر الأعمال يشعر بلهيب قلبه وحبه لله ، حتى لابد أن يكتوى بناره، كل من يفتح لله قلبه .

     

           وفى هذه السطور سنقدم لك سيرة قلب هذا الرجل وحياته التى عاشها مع الله من خلال كلماته بنفسه . وقد أخذنا أقواله من كتاب ، أعده القس أغسطينوس البرموسى عنه.

     

    1. المجد لك أيها الآب يارب حياتى .
    2. آه ! كم هى مذهلة خفاياك يا إلهنا ، ومن يؤمن بهذا ؟! من ذكرها طار قلبى ، وبحلاوتها تقطعت أوصالى .
    3. آه من حبك يا إلهنا ، فالذين ذاقوا عظمة حلاوتك صاروا أعداء كل لذة.
    4. يارب إرم نارك المقدسة على أرض أنفسنا ، ولتحرق بها كل الأشواك الخانقة .
    5. يارب ، إخلقنى خليقة جديدة على مثال حُسنك ، فننسى ونتجاهل طبيعتنا السابقة .
    6. ياربى يسوع ، إحترق القلم من شدة نارك ، وقفت يمينى عن الكتابة وترمدت عيناى بأشعة حُسنك .
    7. ياربى يسوع ، إرفع من أمام نظرنا كل الأحجبة التى تُغطى رؤية نفوسنا وتمنعنا من رؤية نورك .
    8. ياربى يسوع ، ليس لى دموع ، ليس لى قلب متوجع فى طلبك ، ليس لى توبة وندامة .
    9. ياربنا يسوع المسيح أمت الرغبة الشهوانية فى عبيدك بالرغبة فيك أنت .
    10. يا أبانا المملوء عطفا تشفع أنت لدى ذاتك واغصبنا وقربنا إليك ، لأننا لا نريد أن نتضرع إليك .
    11. يا إلهى طوبى للذين يسكرون من حبك .
    12. يا سيدى بابك مفتوح وليس من يدخل ، يمينك مبسوطة لتعطى وليس من يأخذ !!
    13. لك المجد يارب الكل ، أنت محجوب من الكل ، وتفعل فى الكل لتظهر مجدك للكل كمثل درجة قربه إليك .
    14. رب ، قبل أن أخرج من الجسد أعطنى حُسن منظرك مأكلا وتجليات أسرارك المخفية مشربا مفرحا .
    15. إنى لا أنعم نظرى فى هذه الأشياء الفانية ، فيعطينى الصالح حُسنه المفرح للملائكة لأتنعم به .
    16. أبكى وأنوح على أيامى التى جازت فى الحقل الذى يُطعم المر لفلاحيه .
    17. إحتد قلبى على القلم ، كدت أكسره ، لأنه لا يقدر أن يُصور الجمال العجيب الذى أنظره
    18. إذا أردت أن أطلب الرب ، أبصره فى داخلى .
    19. ياليتنا لو تقطعت رباطاتنا بالعالميات لنرتبط بإلهنا .
    20. لا ينبغى أن أبدل خالق العالمين بعالم زائل .
    21. نسيت ذاتى بهذيذ أولئك القديسين الذين لست أنا واحدا منهم .
    22. فى صلاتى ما أعرف تعبا ، لأنى لا أتحرك بهواى بل أنصت فقط إلى الروح القدس فى فأشتعل حرارة وحبا .
    23. فى داخلى ينبوع الحياة ، ذاك الذى هو غاية العالم غير المحسوس .طوبى للنفس التى فى كل ساعة تنتقل من حياة الجسد إلى حياة الروح .
    24. لا توجد نفس لإنسان إلا وقد جُعلت لتحتضن المسيح لولا تنجسها مع أعدائها بانحلالها
    25. لماذا تطيش فى بلد ليس لك ؟ فى بيت الملكوت ، لماذا تشحذ كسرة خبز كالجالسين فى المزابل .
    26. لماذا تنظر عيناك إلى السماء كمن لا يحس بخالقه داخله ؟! .
    27. فيك مخازن خبز الحياة ، إبحث وابصر فى نفسك فترى الملكوت داخلك .
    28. قساوة القلب سقطة شديدة للنفس من معرفة الله .
    29. قلب الغضوب لا توجد فيه أسرار الله ، والوديع الهادئ هو ينبوع أسرار العالم الجديد
    30. تستأنس الوحوش بالنفس إذا رأت فيها صورة خالقها .
    31. الله يُفتش عن البلد الذى يستطيع فيه أن يُظهر حُسنه ، هو مشتاق جدا أن يُرى .

     

    3) الخطية إنتماء

    ما هى منابع حياتك ؟

    سيرة الدرس: القديس أنطونيوس الكبير.    آية الحفظ: الإنتماء الخطأ: يعقوب3: 15

    " ليست هذه الحكمة نازلة من فوق ، بل هى أرضية، نفسانية، شيطانية "

    مقدمة: لقد أحب الله الإنسان وتبناه وخطط لحياته بكل حكمته. أما الآن فدعونا نبحث فى موقف الإنسان من هذا العطاء الإلهى وخطته. ترى ما القرار الذى إتخذه والخطة التى سار فيها. فالإنسان الذى لا يتمتع بالله وخطته المملوءة بحياة حب وفرح، وبحياة آمنة وناجحة، فإن قراره واختياره هما سبب هذه الخسارة . هذا هو موضوع الدرس.

     

    هدف الدرس: هو إكتشاف المفهوم الحقيقى للخطية. وهو أن يختار الخطية كحياة ونبع ينتمى له. كل آية فى الدرس تلقى ضوءًا على أحد المنابع، وهذا هو لب الخطية ومصدر لكل الخطايا. الدرس يهدف أن تراجع نفسك وموقفك من الخطية كنبع حياة. هل تعيشها أم تركتها. وأن تكون إتجاه قلبى ضد الخطية. وتتكلم مع الله الأب عن هذا.

     

    قداسةالبابا شنوده: " الخطية فى كلمة واحدة – هى الإنفصال عن الله – هى استقلال الإنسان عنه لكى يعمل ما يريد، ونتيجة لهذا الإنفصال حدثت بقية الإشكالات وباقى الخطايا .. وانفصل عن الله فى المعرفة، فبعد ان كان يأخذ معرفته من الله وحده بدء يأخذ العرفة من شجرة المعرفة التى نهاه الله عنها .. وبإنفصاله عن الله انفصل عن الحق ودخل فى الباطل، دخل فى تغييرات لا تنتهى واصبح كل يوم فى حال."  |ـ| كتاب الرجوع إلى الله ص32

     

    أبونا بيشوى كامل: " إن التصق الإنسان بالله صار عظيما. وان التصق بالأرض صار حقيرا دنيئا."

     

    س: الخطية هى ترك الإنتماء الصحيح  بالإنتماءات الخاطئة ليجد فيها الإنسان حياته. ما هى الخطية ؟ - على ضوء هذا التعريف – من الآيات التالية.

    1-            تثنية32: 18

    2-            تكوين3: 5و6

    3-            يوحنا8: 23

    4-            يوحنا8: 44

    5-            رومية1: 25

    القمص تادرس ملطى: 1) خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، خلق نفسه نسمة صادرة منه، قادرة بالله ان تحب. يتطلع اإنسان الى خالقه فينجذب اليه ويتوق له ويشبع منه – يرى الله فى كل شئ – فى داخله وفى خارجه. مشغول به هائم فى حبه بلا حدود ولا نهايات – لكن بسقوط الإنسان فى الخطية، التى هى ليست الا إنشغال الإنسان بذاتيته، يريد ان يكون هو الكل فى الكل، يود ان يتحرر من إرادة الله وفكر الله. من هنا بدء للإنسان ان تكون له ذات مستقلة عن الأصل " الله ". هذه الذات هى الفساد والعدم."

     

    2) " مساكين هؤلاء الناس المتهاونين بالوليمة. واحد منهم يُحرم منها بسسب حقله، اى يرتبط بالأرض ولا يقدر ان يرتفع الى السموات. هكذا تربطه الأنا بما حوله فلا يقدر ان يتحرر ليرتفع فوقها، ويتسع قلبه فوق حدودها .. وآخر يُحرم من الوليمة من اجل تجارته، فيكون قلبه مركزا للأعمال البشرية لحساب مكاسب زمنية، ومديح زمنى عوض الأمجاد الأبدية والأفراح الإلهية الدائمة."

     

    قداسة البابا شنودة

    هل ترىـ العـالم إلا تـافها     يشتهى المتعة فيه التـافهون

    كـل  ما فيه  خيـال يمحـى     كل ما فيه  سيفنى  بعد  حين

    هل ترى الآمال إلا  مجمـرا       يتـلظـى  بلظـاه  الآمـلون

    لست منهم. هم جسوم بينما        أنت روح فر من تلك السجون

                                                            إنطلاق الروح: من قصيدة من تكون    

     

    ما هو الفهم الذى خرجت به من الدرس ؟

    تطبيق شخصى: هدف هذا الدرس هو ان تعرف نفسك بصورة أوضح.

    هل تجد نفسك فى هذه الإنتماءات ؟

    أكتب اسماءها هنا:  1                              2                                      

    هل تصلى لله وتقول انك متنازل عن الإنتماءات الخاطئة، وتطلب بثقة فيه ان يخلصك منها ؟

    3) العظيم الأنبا انطونيوس

           نلتقى مع أنطونيوس لنرى تجسيد رائع لإنسان إكتشف أن إنتماؤه لا يمكن أن يكون لغير الله ذاته . لأنه هو " الذى ولده ، وهو الذى أبدأه ". إنه ترك الخطية كحياة.

     

           فى عام 251م فىبيت لعائلة غنية وُلد الطفل أنطونيوس بقمن العروس التابعة لبنى سويف. وكانت أسرته عبارة عن الوالدين وأخته ديوس. وبينما هو فى مطلع شبابه، وقبل أن يتجاوز العشرين فقد مات كلا من والديه، وصار بلا أب وبلا أم. ورغم الأهمية الفائقة لحضن الوالدين، فقد وجد نفسه يفقدهما. وأمام جسد أبيه الذى فارق الأرض وكل ما جمعه منها، فبدأ يتأمل ويفكر بعمق، وخرج بنتيجة عبر عنها بهذه الكلمات: " تبارك إسم الله، أليست هذه الجثة كاملة ولم يتغير منها شئ البته سوى توقف هذا النفس الضعيف . فأين هى همتك وعزيمتك وأمرك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال . إنى أرى الجميع قد بطل وتركته.. فيالهذه الحسرة العظيمة والخسارة الجسيمة ". ثم نظر إلى والده الميت وقال: " إن كنت قد خرجت أنت بغير إختيارك فلا أعجبن من ذلك، بل أعجب أنا من نفسى إن عملت كعملك " .

     

           النتيجة التى وصل إليها الفتى أنطونيوس عن الإنتماء الخطأ والإنتماء الصحيح هى: أن الأهل والمقربين هبة من الله ، ومن الممكن أن نفقدهم فى وقت ما ويتركونا بدونهم. كما أن الأرض بما فيها من سلطان ومال ونشاط ، سيأتى يوم ويفقدهم الإنسان ولا يعود له بهم أى صلة. وهكذا فالدنيا بكل أحوالها وما فيها ليست إنتماءاً كافيا لأى إنسان بل هى عطايا من الله ، الذى هو تبارك إسمه يبقى وحده الإنتماء الحقيقى والوحيد. ولذا قرر وبإختياره أن يترك كل هذا وينتمى لله الأب الموجود دائما والباقى معنا ولنا كل وقت فى الأرض.

        وظل أنطونيوس فى بيته بعد ذلك ومع أخته إلا أنه ترك كل شئ من قلبه قبل أن يتركه ، وألقى بنفسه فى قلب أبيه وانتمى له وأعطاه كل حياته.

     

           وبعد حوالى ستة أشهر كان أبوه الأبدى يُعِد له إكتشاف وإختبار أعمق لإنتمائه لأبيه السماوى. فبينما كان يدخل الكنيسة يوم أحد دخل إلى أذنيه صوت قارئ الإنجيل وهو يقول:  " إن أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع كل أملاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال إتبعنى " فشعر أن الكلمات كانت من فم أبيه ويقولها له شخصيا. فلما عاد جلس إلى أخته وشاركها بدعوة الله له أن يبيع نصيبه من الميراث ويوزعه على الفقراء ويخرج إلى خارج البلدة ليتفرغ للوجود مع الله والدخول إلى حقيقة الإنتماء إليه فى عبادة وزهد عن العالم وأطايبه. ولم يكن يدرى أن الله كان يُكلِم ديوس أخته من خلال كلماته إليها، فطلبت منه هى أيضا أن يُسلمها إلى بيت للعذارى بمدينة الإسكندرية فباع كل شئ ووزعه على الفقراء وأودع أخته بيت العذارى. وخرج هائما لا يرى نفسه فى الأرض بل فى قلب الله وكان يقول: " ها أنا أخرج من الدنيا طائعا كى لا يخرجونى مثل أبى كارها "

     

           وفى مكان ما خارج المدينة قضى أنطونيوس وقته وحياته مع الله فى صلوات وتعفف عن مباهج الأرض. لقد وجد منبع الحياة الحقيقى، إنه الله أبوه ودائرة وجود وملكوته. لكنه يشعر أحيانا بالملل والضجر، وكان يتمنى أن يجد حلا لهذه المشكلة. لقد تعلق بالبقاء حيث يعيش فى غنى مع الله، وظل يصرخ إليه من أجل الملل الذى يعانيه، وقال لله: يا سيدى أريد أن أكون كاملا – فهذا ما دعاه الله أن يعيشه معه – ولكن أفكارى تمنعنى " لقد عرف أن حل مشكلاته يتم ، بأن يأتى بها إلى الله الذى ولده ، والمسئول عنه ، فالله أبوه هو الذى أتى به إلى هذا المكان. فسمع صوتا يقول له أخرج خارجا وانظر  فأرسل له أبوه ملاكا على شكل إنسان يلبس لباساً هو الذى صار بعدها لباس الرهبان. وجلس يضفر الخوص. وقام الملاك ليصلى ثم عاد للعمل ، وتكرر الأمر وفى النهاية قال له الملاك: إعمل هذا وأنت تستريح ثم مضى. وبالفعل فقد إنتهت مشكلة الملل إلى الأبد.

     

           وتضايق الشيطان جدا من أنطونيوس وحاول بكل طرق الإغراء والتخويف أن يرده عن الوجود مع الله حيث دعاه، ولكنه لم ينجح ، فالسعادة والعشرة الهنية مع الله كانت هى الإغراء الحقيقى الذى ملك على رغبة أنطونيوس. وكان يقول قديسنا للشيطان: " إننى هنا أنا أنطونى ولن أنحنى تحت ضرباتك  مهما قسوت فيها. لأننى لن أسمح لشئ فى الوجود أن يفصلنى عن محبة المسيح ربى وإلهى ". وكان الله قريبًا ومختبرًا لأنطونيوس مما جعله لا يهاب محاولات إزعاج الشيطان له. فكان الشيطان يظهر له بصور ليخيفه وكأنه جموع من الحيوانات المؤذية، فكان يظل أنطونيوس هادئا عالما أن الله يحيط به ويحميه، وأن واجبه الأساسى هو أن "  يتلذذ بالرب، فيعطيه الله سؤل قلبه " . وكان يخاطب العدو وكل قواته بكل راحة قائلا:

    " لو كنت تستطيع أن تغلبنى لما احتجت أن تأتينى بكل هذه الجموع "

    وكان يقول أنطونيوس:

    " لا يزعمن إنسان ترك العالم أنه أتى عملا عظيما ، فالعالم كله مقابل السماء والأبدية ليس سوى نفاية "

     

           ولحياة قديسنا العظيم بقية رائعة ، ولكننا سنكتفى هنا بالقول أنه تأمل نهاية أبيه، وإكتشف الله الذى أعلن له نفسه، فترك الخطية كحياة ، واختارألله أبا له، وجعله كل شئ لحياته. فكان له أن استمتع بكل حضن الله الأبوى. وجعله الله أبا للرهبان، ليس فى مصر فقط بل لرهبان كل العالم .


     

    4) الخطية إتجاه وطريق

    المبادئ والمراجع لقيادة حياتك (القنوات الخارجة من الإنتماء)

     

    سيرة الدرس: الغنى الغبى لو12: 13-21   وبيلاطس الوالى يوحنا18: 28-19: 18           

    آية الحفظ: الخطية طريق: أشعياء53: 6 أ  " كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه .."

     

    هدف الدرس: الدرس يستكمل مفهوم الخطية. وهنا نبنى على ما درسناه فى الدرس السابق. الذى فيه عرفنا الخطية كجذر وكانتماء وكبيئة نحيا فيها. فى هذا الدرس نجد الخطية أنها الطرق والمبادئ التى يعيش بها الإنسان فى بيئة الخطية، وتتوافق وتتمشى معها. فالذى ينتمى إلى عالم الخطية يجد فى هذا الدرس الطرق والمبادئ التى يعيش فيها الخاطئ. الدرس يشجعنا لترك طرق الخطية ومبادئها. ونتكلم مع الله بالإعتراف والتعهد.

     

    قداسة البابا شنوده:     كتاب الرجوع إلى الله ص9و10

    1-             " الخطاة ينفصلون عن إرادة الله ، وينفصلون عن إدارة الله ."

    2-             الخاطى إنفصل عن الله ، ليس فقط فى سلوكه وتصرفه ، وإنما أيضا فى قلبه وحبه ومشاعره ."

     

    القمص تادرس.ى. ملطى: " هذا ما صنعته الخطية فينا ، قد أغلق روح الظلمة على أنفسنا فى الجسد . فصارت النفس تميل إلى شهوات الجسد وتخضع له .. صار يدور حول ذاته يبحث عن الملذات التى تشبع جسده ، والشهوات التى تلذذ نفسه .. وصارت له الشهوات النفسية . صار محبا للمديح - ولو خفية – وللكرامة الأرضية ، ولو على حساب غيره .. هذا ما نسميه بالإنسان القديم أو العتيق ."

     

    س: الخطية فى حقيقتها هى إتجاه وطريق للحياة . وضح ما هى الخطية بحسب كلمة الله .؟

    1-            أشعياء53: 6 أ

    2-            أفس2: 3

    3-            أشعياء57: 17

    4-            لوقا12: 18-21

    5-            يوحنا 12: 42و43

        إن الخطية بحسب الإتجاهات والطرق الموضحة فى الآيات السابقة بدأت تتطور فى فى مناهج وأشكال متعددة . ومن يختارها فقد إختار طريق الخطية . وإليك بعض هذه الطرق:

    1-             الإتجاه المادى للحياة .

    2-             الحياة العقلانية بدون الروح .

    3-             الإعتماد على العلم والمعمل و الإكتشافات على أنها المفسر الوحيد للوجود كله وللحياة البشرية .

    4-             النزعة الفردية والمصلحة الذاتية كمبدأ ومرجع لإجتهاد الإنسان ونشاطه وقراراته .

    5-             الحياة الشكلية والسطحية كطريق للوصول للهدف وكسبب للإستحقاق. " التركيز على المظهر مع إهمال واضح للجوهر والمضمون ."

    6-             إختيار طريق الواجب والإلتزام دون أن يكون نابعا من القلب والضمير .

    7-            تبنى الإتجاه الإنسانى للحياة " أى حياة مركزها الإنسان وليس الله " . حتى إن بعض المسيحيين يعتبرون الحياة الإنسانية هى ما يريده الله من المسيحية .

     

    ماذا استفدت من هذا الدرس:

    + إعمل مقارنة بين إتجاه وطريق أولاد الله ، وإتجاه وطريق الخطاة " أولاد العالم والذات "

    + أين ترى نفسك على ضوء هذه المقارنة ؟

    + ما الفائدة الشخصية لك من هذا الدرس ؟

     

     

     

     

    4) الغنى الغبى

    الرجل الذى باع نفسه ليمتلك الأموال

    لو12: 13-21

    فى مثل للرب يسوع فى لو12: 13-21  أعطى لنا درسا هاما من خلال هذا الرجل الغنى . وقد ذكر الرب يسوع المثل بعد أن طلب منه واحد من الجمع أن يتدخل بينه وبين أخيه ليقاسمه الميراث . وبالرغم من أن الطلب فى حد ذاته ليس غريبا وليس فيه أى خطية إلا أن السيد المسيح كان يعلم قلب الذى يكلمه ، فكان رده عجيبا وهو : " يا إنسان من أقامنى عليكما قاضيا أو مقسما " وسأحاول أن أكشف عن إنتماء هذا الشخص لنرى إذا ما كان ينتمى لله أم أنه سقط فى الخطية كإنتماء .

    الغنى كان ينتمى للأرض:

     

          إن إجابة المسيح على طلبه تؤكد أنه لا ينتمى لله فى الحقيقة مع أنه كان من شعب الله ، لا لوم على المسيح أن يقضى له أو يعلمى وينصحه ، ولكن إجابة المسيح كانت كمن يقول له : (أنت لا تنتمى لله فلماذا تسألنى) . كما أن المسيح قد توجه إلى الجمع فورا وقال لهم : " .. متى كان لأحد كثير فليست حياته من امواله " ، وهذا يكشف أن هذا الإنسان ينتمى لنوع من الحياة يمكن شراءها بالمال . وما هى هذه الحياة التى تُشترى بالمال إلا الأرض والعالم .

          ونلاحظ أن إهتمام الرجل كان منصبا على سنين حياته الأرضية ، والخير الذى يأتى من الأرض . وكل تعبه كان لها وحدها " أهدم مخازنى وأبنى أعظم .. يانفسى لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة ، إستريحى وكلى واشربى .. " ويقول خُدام المال: كل شئ فى هذه الدنيا له سعر نشتريه به ، قد يكون مرتفع ولكن له ثمن من المال يُشترى به فى النهاية .

         لقد رد الله على الرجل: " هذه الليلة تُطلب نفسك منك . فهذه التى أعددتها لمن تكون " وكأن المسيح يقول له إن عمرك كله كان للدنيا التى إنتميت إليها والآن ها أنت تتركها. فالآن أين ستذهب وأنت قد رفضت أن تنتمى لى . وهذا الذى أعددته لن يكون لك ، لأنك عملته لنفسك الأرضية ولتتمتع بالأرض ، ولكنك قد تركت الأرض ، والأرض أيضا قد تركتك .

    الغنى إختارالخطية وهى طريق المال:

         والآن نتسائل ، إن كان هذا الرجل ينتمى للأرض ، فما هى الطريق التى إتخذها لتوصله بالأرض ويحيا بما فى الدنيا ؟ ما هى القنوات التى تربطه بالأرض وينال من خلالها ما تعطيه الأرض حفر لجذوره فيها ؟ الموقف واضح وهو " طريق المال " . وقد سار هذا الغنى فى طريق المال بكل تكلفته . فكان أنانيا يكنز لنفسه . ونسى الله . ومن سؤال الرجل الذى يطلب الميراث من أخيه نفهم أن طريق المال له تبعاته وهى الصراع والخلاف حتى مع الأقارب والأصدقاء من أجل المال ، وأيضا من يختار طريق المال فهو يختار الطمع كإلتزام حتمى لا مفر منه .

         نعم إن حب المال والتعلق به هو الخطية كطريق وإتجاه لمن كانت الدنيا حياته ، والدنيا تُشترى بالمال . ولذلك فمن ظن أن الأرض حياته ، سيظن أيضا أن حياته من أمواله . وسيعبد الدنيا وسيعبد المال ويجعله سيدا له ، ويقول له المسيح " ليست حياتك من أموالك " . وسيأتى اليوم الذى فيه " تطلب نفسه منه " واليوم الذى " يؤخذ فيه بعيدا عن " المال الذى أعدده " .

     

    • هل أنتمى أنا لهذا الطريق ؟

     

     

    بيلاطس الوالى

    الرجل الذى باع نفسه ليشترى المجد من الناس يو18: 28-19: 18

     

    يمكنك القيام بدراسة هذه الشخصية بنفسك لتتعرف عليه من الزاوية التىذكرناها تحت إسمه.


     

    نتيجة إختيار الخطية

    (5) مُلك الموت

    ( حياة جوع وعطشوباهتة، ، لا قوة، عمي وظلمة وجهل، لا بوصلة أو مستقبل، وبدون تأييد الله )

     

    سيرة الدرس: سيرة الشيخ با يترموث وتلميذه كوبريه والوثنى الكسندر. ( قاموس آباء الكنيسة ص414) أو خطاة أورشليم ويهوذا فى أشعياء5.

    آية الحفظ: الكل أموات: رومية5: 12ب"وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع"

     

    هدف الدرس: إكتشاف أن من عاش الخطية سيدفع ثمنَا غاليًا. فحياة الخطية لا تنفصل عن الموت ولا تنجو منه. وهذا الدرس يلقى الضوء على أن ما يعانيه الإنسان فى حياته هو الموت وأشكاله فى الواقع وأعراضه. وتشرح الآيات ما هو الموت من معاناة الخاطئ فى حياته. الدرس يقودك لكره الموت وتثور عليه، وتطلب أن يخرجك الله منه. فسيفعل.

     

    قداسة البابا شنوده: " هناك الموت الأدبى ، الذى فيه فقد أبوانا الصورة الإلهية التى كانت لهما على شبه الله ومثاله .. وهكذا صار ترابا بعد أن كان صورة الله. وفى هذا الموت الأدبى فقد نقاوته وبراءته .. ومات أسضا الموت الروحى الذى هو الإنفصال عن الله ، وصار يخاف من الله ، ويختبئ ويقف أمامه كمذنب. " 

     

    القداس الباسيلى: " الموت الذى دخل الى العالم " صلاة الصلح      " نحن الجلوس فى الظلمةوظلال الموت " صلاة آجيوس 

    القداس الإغريغورى: " أنا اختطفت لى قضية الموت .. العقوبة. "  صلاة آجيوس

     

    س1: الموت الروحى هو عدم وجود الله فى قلب الإنسان وفقدان حياته الحقيقية. بين ذلك ؟

    1-             رومية1: 21

    2-             رومية1: 28

    3-             رومية3: 11

    4-             متى15: 8

    القديس مقاريوس الكبير: عظة12 " لكننا مع ذلك لا نقول أن كل شئ – فى الإنسان – قد ضاع وتلاشى ومات. بل أنه مات عن الله. ولكنه ظل حيا بالنسبة إلى طبيعته . فها عالم البشر كما نراه. يسعى فى الأرض يشتغل ويعمل. ولكن الله ينظر الى افكارهم وتصوراتهم، فيصرف النظر عنهم، وليس له شركة معهم، لأنهم لا يفكرون فيما يرضى الله .. ولا يستطيع الرب أن يجد راحة فى داخل أفكارهم . "

    القديس أثناسيوس الرسولى: " أُعطيت لنا عيونا ، لكى نرى خالقنا فى المخلوقات "

    س2: ( الموت الأدبى ) كيف أثر موت الإنسان فى حياته الإجتماعية ، وعلاقاته ؟ أى فى قيمته وقيمة الآخرين عند بعضهم البعض .

    1-            رومية1: 31

    2-            مزمور49: 12

    3-             أشعياء5: 20و21

    س3: ما هو المصير الأبدى لمن اختار الخطية كإنتماء وطريق له .؟  رؤيا21: 8

    التطبيق:الإنسان إما أن يكون حيا وله مستقبل وإما يكون ميتا وبلا مستقبل ولا يوجد موقف وسط .

         كيف تحكم على حالك من خلال مقياس كلام الله وتعليم الآباء الذى درسته، وليس حسب مقياسك الشخصى.؟ وكيف ستتصرف بناءًا على حكمك.؟

    " إذا ما تفطنت فى كثرة أعمالى الرديئة ويأتى على قلبى فكر تلك الدينونة الرهيبة. تأخذنى رعدة. فأهرب إليك ياألله محب البشر . "    قِطع الخدمة الثانية من صلاة نصف الليل

     

    5) باتيرموث وكوبريه

     

       فى أيام يوليانوس الجاحد أُتهم الناسكان باتيرموث Patermuth وتلميذه كوبريه Copres أنهما جليليان يفسدان عقول الناس عن عبادة الآلهة وتقديم الذبائح وكان هذا حوالى عام 363م .

       إلتقى الناسكان بالإمبراطور بعد أن أوصى باتيرموث تلميذه بالمثابرة على إحتمال الآلام من أجل الإيمان ، وكان الأب قد بلغ الخامسة والسبعين من عمره ، وتلميذه الخامسة والأربعين ..

     

    الخدعة القديمة والتى لازالت تمارس حولنا وتُقدم لكل واحد فى هذه الأيام:

       ثم انفرد الإمبراطور بالتلميذ مستبعدا معلمه لكى لا يؤثر عليه .

       تظاهر يوليانوس باللطف والوداعة مع كوبريه ، وتحدث معه كصديق بلا كلفة ، قائلا له: " أنظر يا صديقى العزيز ، فإنك وإن كنت تكبرنى فى السن ، لكن لى خبرة أكثر منك . فقد كنت فى شبابى تلميذا لذاك الجليلى مثلك . هل كنت تعلم ماذا كان حالى ؟ كنت اعيش فى حال وضيع ، بلا مكسب ، بغير كرامات . لكنى إذ تعلقت بعبادة الآلهة التى لا تموت ، لا توجد خيرات لم أنلها .. لذا إقدم لك نصيحة كصديق مخلص أن تذبح للآلهة الإمبراطورية ، فأهبك مركزا ساميا ، وتعيش معى فى قصرى الخاص  " .

       بهذا الأسلوب الخادع انجذب قلب كوبريه لإغراءات العالم وسقط فى خزى عدم الإيمان ، معلنا قبوله هذه النصيحة ، وطلبه الإمبراطور أن يكون مرشدا له ، حاسبا هذا اليوم هو أسعد أيامه . وبالفعل انطلق إلى معبد أبوللون ليختم خيانته لسيده بتقديم ذبائح للأوثان .

    المواجهة بين الموت الحقيقى والحياة الحقيقية:

       أراد الإمبراطور أن يُحطم نفسية باتيرموث فبعث إليه بخبر خضوع تلميذه لنصيحة الإمبراطور كعمل إنتصارى عظيم ، فاستقبل الشيخ الخبر بمرارة لم يذق مثلها قط ، وانحنى على ركبتيه ليصرخ لإلهه بدموع ونحيب ..

       فى اليوم التالى إذ جلس الإمبراطور على عرشه متهللا بالغنيمة التى كسبها ، أُدخل الناسك الشيخ ، يسير بحركات هادئة وبروح متضع . وإذ رآه كوبريه مال نحو الإمبراطور ليهمس متهكما: " إنه معلمى القديم الذى أضلٌنى " ، ثم نظر إلى باتيرموث ليقول: أنظر فإنى أسبح فى بحر من الخيرات ، وأنت تذرف الدموع . إنى أمارس ديانة عظيمنا يوليانوس . إننى لست مسيحيا ! " .

       ـ سعادتك هذه ياكوبريه هى التى تجعلنى أبكى .

       ـ أترك البكاء أيها الشيخ وافعل مثلى .

       ـ " يا كوبريه ، ملابسك الثمينة ستتحول الى خرق مخزية ، أما جسدى الذى يستره ثوبى الممزق فسيمتلئ بهاء إلى الأبد .

       أنت الآن تشبع لكنك ستموت جوعا ، أما أنا فأعانى من العوز اليوم ليصبح الشبع شريكى الدائم .

       كوبريه صار مجالسا لسلطان سيحاكمه الملك الرب . إنه سيكون مع جماعة نصيبها صرير الأسنان وفى النار الأبدية .

       من أجل بعض التملقات من مخلوق يجلب على نفسه عقاب الخالق !.

       يا لتعاستك يا كوبريه ، يا من تُفرح إبليس فى هذه الساعة ! هوذا الملائكة القديسون قد تركوك ، ولم تعد إلا إنسان مربوطا بالجحيم . لقد رذلت الحق لتلتصق بالكذب ..

    ...

    بهذا الحديث الروحى الذى فيه كشف الشيخ جراحات إبنه بصراحة .. تحرك قلب كوبريه ، ولم يحتمل .. وللحال سحب يده من يد الإمبراطور ليصرخ:

       " آه يا أبى ... ها أنقض عهدى مع سحر يوليانوس . أنا هو كما كنت تلميذ المسيح !

    لقد أخطأت وأذنبت كثيرا !

    لتنس يا سيدى ( المسيح ) قسمى الكاذب ، وإنى أعترف لك أمام السماء والأرض أنى أمجدك يا ملكى وإلهى ! "

     

       بعد بضعة أيام إلتقى الإمبراطور بالناسكين ، وأذ حاول إغراءهما للذبح للأوثان رفضا بقوة ، بل وأعلن باتيرموث للإمبراطور أنه سيخوض حربا فى بلاد فارس ولن يعود منها . تضايق الإمبراطور لهذه النبوة البائسة .

                                                   قاموس آباء الكنيسة:  للقمص تادرس يعقوب

                                                                   العناوين مضافة

    ( وقد تم ما قاله الله بلسان حبيبه باتيرموث. ولم يعد يوليانوس ومضى عريانا من الحياة والمجد الزائف. وبكل أسف لازال يركع لهذا المجد الكاذب ، ويجرى خلفه نفوس غالية يحبها المسيح، ويريد أن يأتى بها من هذا الذى ترجو فيه الحياة وليس هو إلا سراب يسكن فيه الموت).

     


     

    نتيجة إختيار الخطية

    (6) مُلك الخطية ( فقدان البر "تحكم الخطية"، فقدان الحرية"ضياع الإنسجام الداخلى"، فقدان نفسى"غربة عنها")

     

    سيرة الدرس: عيسو أخو يعقوب.    آية الحفظ: الخطية تملك الإنسان: رومية7: 15

    " لأنى لست أعرف ما أنا أفعله، إذ لست أفعل ما أريده،، بل ما أبغضه إياه أفعل "

     

    هدف الدرس: توضيح جانب آخر فى حياة من يعيش حياة الخطية. هو أن الخطية تملكه. وسنرى أن هذا يعنى ثلاثة أشياء رئيسية وهى: الحياة فى الخطية رغمًا عنك، ثم ضياع حريتك الداخلية وتصير تابع لا سيد لأشياء داخلك ولكثير مما تعمله، وأخيرًا لا تعيش نفسك بل صرت غريبًا عنها ولا تعرفها. فامتلاك الخطية يجعلك غريبًا فى عقر دارك تحت جلدك ولحمك، وليس لك الكلمة على نفسك. بعد هذا الدرس، هل تنفض عارك هذا. الدرس يدعو أن تعترف بهذا لنفسك، ولله الذى يحبك ولا يرضاه لك، وأيضًا للأب الكاهن.

    إن لم تقتنع بأنك مملوك للخطية فلازلت أنت بعيد عن الحرية منها. فالإعتراف هو طريقك للحرية. يهدف الدرس أن تتشاركون فى المجموعة فى هذه الأمور وتتشجعون معًا

     

    قداسة البابا شنوده:

    " الإنسان الخاطى هو إنسان مهزوم ومغلوب، مهما أحاط نفسه بمظاهر القوة الكاذبة. "

            + يصف الكتاب المقدس الإنسان – بعد أن إختار الخطية – بأوصاف تنطبق على الجميع، ومن هذه الأوصاف أنه: عبد للخطية، مِلك الخطية، تحت الخطية، يخدم ناموس الخطية، أُغلق عليه تحت الخطية، (مُقيد) حسب دهر هذا العالم، وحسب رئيس هذا العالم (الشيطان)، عامل مشيئة الجسد (قهرا)، وعامل مشيئة الأفكار (المُلِحة عليه) .

    ( 1) الخطية صارت عنصر فى الإنسان:

      القديس أنبا أنطونيوس: الرسالة7 " الشر قد دخل فينا.. إنه غريب عن طبيعة كياننا.. ومن خلال كل ما هو غريب عن طبيعتنا. صنعنا لأنفسنا منزلا مظلما ومملوء بالحروب. وأشهد الآن لكم أننا قد فقدنا كل معرفة للفضيلة. "

    س1: ما هى العناصر أو القوى الغريبة التى إختلطت بنفس الإنسان وطبيعته. ؟

    1-        رومية7: 20

    2-         رومية7: 23

    3-         رومية7: 14ب

    + لقد إستضاف الإنسان الخطية لتخدم رغباته عندما يريد، فاستولت عليه وأصبحت صاحبة بيت وتستخدمه هى كما تريد .

    القديس أُغسطينوس: " لقد إستلمت الناموس وأنت تود أن تحفظه لكنك لا تقدر. بهذا تدرك ضعفك. "

    س2: إوصف الصراع والإضطراب الذى يدور داخل الإنسان ؟ وما نتيجة ذلك ؟

    1-         رومية7: 18

    2-        رومية7: 15

    + فى البداية يختار الإنسان الخطية، وعندما تأتى تبدأ هى فى إختيار ما تريد .

    التطبيق: هل الخطية موجودة فى حياتك، فى صورة إنتماء أو طريق أو فعل خطية أو فِكر وشعور، وتريد أن تتحرر ولا تقدر ؟

          أُشجعك أن تحدد ما هى ؟ وتقف أمام الله وتعترف له، وتعتذر عما صِرت فيه وتضع أشواقك بين يديه.

         هل تعترف له أنك عبد للخطية ؟ وبشعورك بذنبها ؟ ودينونتها ؟ ليتك تفعل ذلك إن كانت هذه حالتك ؟ 

         هل تشتاق إلى الحرية والرجوع إلى الله ؟  من المهم أن تجلس مع أبيك الكاهن لتعترف.

         إهتمامك بهذا التطبيق هو خطوة مهمة جدا لنوال بركات الله من الدرس القادم وهو :

                                " حولت لى العقوبة خلاصا "

    للتأمل والرجوع إلى الله

          " كما أن الإنسان إذا رأى عصفورا يطير فإنه يشتاق أن يطير هو أيضا، ولكنه لا يستطيع، لأنه لا يملك أجنحة يطير بها .

          كذلك أيضا فإن إرادة الإنسان حاضرة وقد يشتهىأن يكون نقيا وبلا لوم وبلا عيب، وأن لا يكون فيه شئ من الشر، بل أن يكون دائما مع الله .

          ولكنه لا يملك القوة ليكون كذلك. وقد تكون شهوته هى أن يطير إلى الجو الإلهى وحرية الروح القدس ولكن لا يمكنه ذلك. "             

                                                          القديس مقاريوس عظة2

     

    6) عيسو إبن إسحق

    عبد الخطية ، التى حرمته المقدرة على التوبة ، بل وحرمته حتى التفكير فيها

     

    العائلة مختارة ومع ذلك:

        عيسو هو إبن إسحق بن إبراهيم . وإسحق هو المعروف بالتفانى فى تتميم مشيئة الله ومشيئة أبيه ، حتى ولو أدى ذلك إلى تسليم نفسه للموت كذبيحة . وهو حفيد إبراهيم أب الآباء ، وإبراهيم هو رجل الإيمان والطاعة ، وهو خليل الله الذى سار معه بحب وتبعه حيثما شاء . وهو أيضا أخو يعقوب الذى أحبه الله وغيّر إسمه إلى إسرائيل ، وإتسمت حياته بالتعلق بالله وعبادته ومحبة بركته وأرض ميراثه .

        إختار الله هذه العائلة وأحبها ، وكانت بذرة الإيمان فى كل العالم ، والخميرة المقدسة التى خمرت العجين السماوى كله ، الذى هو شعب الله وعائلته السماوية ، من وسط هذه العائلة خرجت  شخصيتان لم ينهجا على نفس الدرب ، الأول كان مازحا واسمه إسماعيل ، والثانى كان مستبيحا واسمه عيسو .

    وموضوعنا مع درس مُلك الخطية هو شخصية عيسو .

        لقد كان عيسو " جنتلمانا " وكان شخصية ذات مواهب فذة ، وقدرة قيادية وجاذبية خاصة ، وكان بجانب كل ذلك شابا مستبيحا ، وجذبت شخصيته إستحسان الصحاب والفتيات وطالبى اللهو والمتعة ، ولم يكن عيسو يعلم أن إستباحته ستكون السيد الذى يستعبده ويحد من قدرته ويحدد مسيرته وشكل مستقبله ومصيره ،  وبعيدا عن الله وعن الحرية بل وبعيدا عن نفسه أيضا .

       والإستباحة التى عاشها عيسو كانت عبارة عن:

        الحياة فيما تهواه نفسه دون إرتباط بالله وبعيدا عن الإعتبارات والمقدسات الصحيحة التى تراها عائلته .

      1)  كان  يستبيح لنفسه أن يتزوج فتيات لا يعرفن الله ولا يرى فى ذلك خطأ. فما أهمية أن تعيش العائلة مع الله وفى حضن أبوته ورعايته تك26 :34و35و46و28: 8و9 ، 36: 1-5 رغم أنه رأى ذلك فى أبويه وسمع قصص حياة جدّيه إبراهيم وسارة .

      2)  لم يكن يهمه الجو الذى يعيش فيه والناس الذين يختلط بهم ويصادقهم ، أوأخلاقيات البلدة التى يعيش فيها وعلاقتهم بالله الحقيقى . فكان يرى الإهتمام بذلك هو تعصب وتطرف فى الدين . فرغم ما سمعه من أمه رفقه وأبيه إسحق عن دعوة الله لجده إبرام " إبراهيم " بالإبتعاد عن المجتمع الفاسد الذى كان فيه وقال له أنى إخترتك من بين الشعوب لتكون أنت ونسلك لى شعبا مقدسا فخرج من أرضه وتبع الله للمكان الدى دعاهم له . لقد عرف ما فعله جده ، وكم سمع القصة من أمه وهى تحكى له عن جده وجدته ما ذكره سفر التكوين12: 5 " فأخذ إبرام ساراى إمرأته ولوط إبن أخيه وكل مقتنياتهما التى إقتنيا والنفوس التى إمتلكا فى حاران ، وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان " .

        ورغم ذلك فإن الإستباحة التى فيه طرحت ببطولة جديه الروحية وراء ظهره وإذا به يعمل عكس ما عمله جده تماما ونراه يترك الأرض التى حددها الله لعائلتهم ويهب ليذوب بين الأشرار وفى أرضهم . فيقول تكوين36: 6 " ثم أخذ عيسو نساءه وبنيه وبناته وجميع نفوس بيته ومواشيه وكل بهائمه وكل مقتناه الذى إقتنى فى أرض كنعان ( الأرض التى دعاهم إليها الرب ) ومضى إلى أرض أخرى من وجه يعقوب أخيه " . إستباحة فى مقابل دعوة الله لعائلتهم المقدسة أن يكونوا شعبا له فى أرض كنعان .

        عرفت أمه هذا الجانب الخطير من شخصيته أى إستباحة الخطية ، ورأى ذلك أخوه يعقوب ، وذلك قبل أن يحدث كل هذا وتتوالى عليهم مصائبه . وخافا على المستقبل الروحى لعائلتهم أن يكون فى يد عيسو المستبيح.( هل نرى صور مشابهة مع مسيحيين فى أيامنا ؟ )

       هل يتخيل أحد ، أن يبيع إنسان إمتيازاته الإلهية ووضعه فى العائله كإبن بكر بما فى ذلك السلطة الروحية ومسئوليتها وميراثه المضاعف ، كل ذلك لأنه جوعان وأغرته رائحة الطعام المُعد ! أإلى هذا الحد يستهين بدعوة الله له ومشيئته وبركاته . هذا ما عمله عيسو .

        يصف الكتاب ما حدث فيقول كلمات عيسو القاسية والممتلئة بالإستباحة . " فقال عيسو ها أنا ماض إلى الموت . فلماذا لى البكورية .. فحلف له وباع بكوريته .. فأكل وشرب وقام ومضى . فاحتقر عيسو البكورية " . لقد توقع يعقوب أن يرى إستعداد أخيه لبيع مركزه الذى وهبه الله لأجل أكلة فوجدها فرصة ليحمى البكورية ويحمل هو رسالتها . وكان ظنه فى أخيه كما توقعه تماما ! . هذا هو عيسو المستبيح والمسكين !!

        والآن ما هى الثمرة لطريق الإستباحة ؟

        إنه إمتلاك الخطية لعيسو أنه إراد بعد أن باع البكورية بسنوات أن يرجع ويسترد البركات التى هى من نصيب البكر ، المركز الذى إحتقره وباعه . ولكنه لم يفلح فقد أعطاها الله ليعقوب ، وعرف إسحق أبيه أنه لا يستطيع منح عيسو بركات البكوريه لأن الله إرادها ليعقوب . فيقول سفر العبرانيين 12: 14-17  فى ذلك:

        " إتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التى بدونها لن يرى إحد الرب .

        ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله ، لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع إنزعاجا فيتنجس به كثيرون .

        لئلا يكون أحد زانيا أو مستبيحا كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته .

        فإنكم تعلمون أنه أيضا بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفض ( لماذا ؟ )

       إذ لم يجد للتوبة مكانا ؟! "  أن يفعل الحسنى فإنه لا يجد ولا يقدر !!

    إنه لم يضيِّع مصيره فقط ، بل فقد سيادته وصار عبدا للشر مرغما !!

    لقد فقد حريته !! وفقد فوق الكل نفسه وصار غريبا عنها

    غريبا عن نفسه التىكانت حسنة والتىمدحها الله الذى خلقها لتكون على صورة الله فى:

    الحرية ، والنقاوة والبر ، ولتكون سعيدة مع ذاتها ومع الله .

        لا شك أن عيسو إستمر " جنتلمانا " وهكذا كان يراه الناس .

        ولكن كان كل من الله ، وعائلة أبيه ، وهو ذاته ، يعلمون أنه مملوك للخطية.


     

     أبوة الله والبدء مع المسيح

    7) حولت لى العقوبة خلاصا

    هبة الأبوة ( المسيح وعمله عنا وفينا )

    " يا قابل القرابين الذى بدلا عن الخطاة قدمت ذاتك "  قسمة القديس كيرلس الكبير

     

    سيرة الدرس: الرب يسوع ( الذى وضع نفسه ) آية الحفظ: الحل الإلهى: رو8: 2

    " لأن ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت."

    هدف الدرس: أن يظهر لنا أعظم هبة وهدية من أبوة الله. الله الذى يحب الخاطى، قد خلقه ليكون إبنه. ولكنه يكره الخطية التى يعيش فيها ولصق نفسه بها. فماذا عمل الله ؟ فى هذا الدرس يواجه الله بنفسه المشكلة التى وضعنا فيها أنفسنا وانهزمنا أمامها. وهى كما درسنا سابقًا مشكلتى ملْك الخطية وملْك الموت. هنا يقدم الحل الذى عمله لنا. والحل هو شخص الرب يسوع المسيح. وهذا الدرس يقدم لنا الرب يسوع المخلِّص، والحل الذى كلفه غاليًا، وثمار هذا الحل الإلهى. فماذا نفعل لأنفسنا أمام هذا ؟ وماذا سنفعل بيسوع ؟ إنه البشارة.

    قداسة البابا شنوده: " لقد أنقذنا المسيح بموته إذ مات عنا ، فمن منا كل يوم يذكر صليب المسيح . لأنه دفع الثمن نيابة عنا ، وبدون هذا الثمن ما كان ممكنا أن تنفع الأعمال الصالحة ولا التوبة ولا أى شئ آخر .   + أفلا نشكر إذن على هذا الخلاص المجانى الذى نلناه ؟ هذا الخلاص الذى لم نبذل فيه جهدا والذى دبره الله هكذا دون أن نطلبه .. وما كنا مستحقين مطلقا .. أى حب أعظم من هذا ؟! "   حياة الشكر ص47

    القديس أغريغوريوس النيسى: " إن محو ما هو غريب عن طبيعتنا هو الرجوع إلى أصلنا ، إلى تلك الصورة التى خُلقنا عليها . وعندئذ تكمل صورة الله فينا . وهذا لا يتم بقدرتنا الذاتية ولا بأى قدرة بشرية ، ولكن هى هبة من الله يمنحنا إياها ."

                                     من مجد إلى مجد ص33 ترجمة القمص أشعياء ميخائيل

    ملحوظة: سعى الله كأب نحو إبنه المدان والمقيد فى حالة الخطية والموت ، وأعد إنقاذه ويقدم له فرصة ليكون:

    1- إنسان جديد حى 2- له علاقات جديده حية ومفرحة 3- وحياة جديدة فى نور وأمان .

    والطريقة التى حقق بها ذلك هى بإبنه الوحيد الرب يسوع المسيح. والدرس يقدم المسيح لك.

    س1: أجب من يوحنا 3: 16 "                           

    ماذا يُعطى الآب ؟ …                           

    ولمن ؟ …                  

    وكيف ؟…                           

    ولماذا ؟…

    س2: أجب من بطرس الأولى3: 18 "

    لماذا قدم المسيح نفسه لآلام الصليب والموت ؟..

    س3: من رومية5: 19 "                 

    ما الذى يحول الخاطى المدان فى حكم الله إلى إنسان مقبولا وبارا فى عين الله ؟…

    القداس الأغريغورى: " أبطلت الخطية بالجسد .. أقمت الطبيعة بالكلمة .. أظهرت عِظم إهتمامك بى. "

    س4: بحسب رؤيا1: 5  "                    

    ماذا عمل المسيح ليُطهر البعيدين عن الله من التلوث ؟..

    ولماذا ؟..

    س5: بحسب أفسس2: 4-6

    من هم الناس المذكورين هنا ؟ ..                          

    ما هى إشتياقات الله الآب التى رتبها لهم ؟..

    ولماذا ؟..

    س6: من كورنثوس الثانية5: 19                    

     ما هى مواصفات الناس فى الآية ؟..

    ماذا عمل لهم الآب ؟..

    ما هى الوسيلة التى أتم بها ذلك ؟..

    مُلخص الدرس: أكتب من إجاباتك ملخصا للدرس تحت العناوين التالية:

    1-        ما هى حالة الناس ؟..

    2-        ما هى مشاعر الله ؟..

    3-        ما هىعطايا الله لهم ؟..

    4-        ما هو الطريق الذى حقق به ذلك ؟..

    الأجبية: " أنت هى الممتلئة نعمة ياوالدة الإله العذراء نسبحك:

    لأن من قِبل صليب إبنك ، إنهبط الجحيم وبطل الموت ،

    أمواتا كنا فنهضنا ، واستحققنا الحياة الأبدية ، ونلنا نعيم الفردوس الأول ،

    من أجل هذا نمجد بشكر المسيح إلهنا لأنه قوى "     قِطعالساعة السادسة

    العلامة أوريجانوس: " الديانة الطبيعية والأخلاقيات الطبيعية لا تكفيان .

    فالخلاص يتحقق بالمسيح وحده . إذ لا جدوى من ممارسة العمل الصالح قبل التبرير .

    لقد بلغت النفس الإنسانية إلى حالة من الضعف والتشتت إلى درجة لا يمكن معها أن تتبرر بعيدا عن قوة الله ونعمته فى المسيح . "

    قسمة القداس:

    " إيها الإبن الوحيد الإله الكلمة الذى أحبنا وحبه أراد أن يُخلصنا من الهلاك الأبدى .

    ولما كان الموت فى طريق خلاصنا ، إشتهى أن يجوز فيه حبا بنا

    وهكذا إرتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا .

    نحن الذين أخطأنا وهو الذى تألم .

    نحن الذين صرنا مديونين للعدل الإلهى بذنوبنا وهو الذى دفع الديون عنا ..

    قبِل أن يُربط ليحلنا من رباطات خطايانا . وتواضع ليرفعنا . وجاع ليشبعنا. وعطش ليروينا. وصعد إلى الصليب عريانا ليكسونا بثوب بره .

    وفتح جنبه بالحربة لكى ندخل إليه ونسكن فى عرش نعمته . "

     

    قداسة البابا شنودة

    من قصيدة: من ألحان باراباس

    أنا أولى منك  بالصلب أنـا         صاحب العار الذى لوث نفسه

    أنا  من ضيـع ويحى يومه         فى ضلال  مثلما ضيـع أمسه

    أنا من  يسعى إلى الموت وفى     نشوة أو سكرة  يحفر  رمسه

    أنا   ظمآن   تولى   مسرعا       يرتجى الحية  أن  تملأ كأسه

    أيها المصلوب يا من قد رأى       كل من فى العالم الناكر قدسه

    كلما طفَت  بك العين  انزوت      نفسىَ  الخجلى  يغطيها  بكاها

    فلماذا   أنت   مصلوب   هنا      وأنا   الخاطئ   الحر   أتباهى

    حكمـة  يـارب لا  أدركـها        وحنـان قد  تسامى وتنـاهى

    تطبيق:

    ما هو موقفك الشخصى من هذه البشارة ؟

    وماذا ستعمل بالرب يسوع المُخلص وبيد الآب الممتدة بحب لك ؟..

    أشجعك أن تضع الدرس موضع التنفيذ بأن تصلى بناءا على النقط الموجودة فى ملخص الدرس وتعترف بكل نقطة وتطلب من الآب هبات المسيح وعمله عنك وفيك

    هل تممت هذا التطبيق ؟          نعم ...       لا ...

     

    الرب يسوع المسيح

            هذه رواية عن خبرة شخصية لشخص غير مسيحى عن الرب يسوع كما عرفه:يقول: " أذكر أننى بدأت أقرأ الإنجيل منذ سنوات طويلة مضت ، كنت أؤمن بوجود الله ، وأنه خالق كل شئ ، وكنت أؤمن " بيوم القيامة " ، الذى فيه سيحاسب الله كل واحد على أساس أعماله. كل هذا كان فى رأسى كشخص يؤمن بالدين الذى نشأ فيه، وكان له تأثير على بعض تصرفاتى وأعمالى . ومع ذلك فقد كنت أعيش بكل قلبى فى العالم وحده ، وأشواقى وطموحاتى محصورة فى الأرض وفى دنيا الناس، ولم يكن أمامى أو يخطر على بالى غير ذلك .

           ولكن حدث إنقلاب ضخم فى معلوماتى عن الله بعد أن قضيت عدة أسابيع فى قراءة الإنجيل الذى لم أعرفه، ولكنى وجدته فى مكتبتى . لقد عرفت حقائق هامة عن الله  ومبادئه وأهدافه وأعماله ، وكان هذا رائعا وعالم جديد على نفسى . ولكن كل هذا كان لا يُقارن بأعظم شئ عرفته واكتشفته عن الله وعن نفسى . وقبل أن أقول لك ما هو هذا الإكتشاف ، سأقول لك كيف إكتشفته . فيسوع هو السبب . كان يسوع المسيح هو الذى قادنى ، والإكتشاف هو أن الرب يسوع قد قادنى أن أجد الله وأجد نفسى .

          ومن يومها عرفت ، أنه يستحيل على أى إنسان أن يكون له نفس الإكتشاف إلا بواسطة يسوع المسيح .

            إن قراءتى عن يسوع فى الأناجيل الأربعة غيرت مسار حياتى . إن وجود يسوع فى الأناجيل جعلنى أشعر بشئ يجذبنى نحو الله ، وأن أحبه أيضا . وكلما قرأت ما يقوله يسوع ويعمله كلما شعرت أن الله قريب جدا منى، وبصورة شخصية وكأنه يريد ويقصد ذلك .

           من قبل ، كان الدين عبارة عن أشياء كثيرة وغير مترابطة . أما وأنا أتابع يسوع فى الأناجيل، عرفت أن أعظم ما فى الدين هو: " الله ذاته ، وإمتياز تواجدنا معه وجها لوجه " وعرفت أن الله بعيد عن خبرتى، إلى أن بدأ يلفت نظرى شخص المسيح، فوجدت الله يواجهنى وجها لوجه ومعه دعوة للتعارف مملوءة بالحب والأبوة والحياة المنعشة .

     

           بل والغريب أن الإنسان ذاته لا يستطيع أن يدرك ويصل إلى نفسه ، فهى بعيدة أيضا ، ولكنى وجدت نفسى عندما تعلق قلبى بمتابعة يسوع وبدأ يهتم به . فعمل يسوع هو، أنه لا يتوقف عن إظهار إهتمامه بك وكلامه عنك وإظهار محبة الآب لك وتدبيراته الأبوية من أجلك . ولأول مرة فى حياتى أفاجأ بهذا النوع والكم من الحب يقدَّم لى ، ورغم أنى تمتعت بحب أبى وأمى ، إلا أن حبها الثمين لم يُعرِّفنى نفسى الحقيقية ، ولم يُعط لنفسى هذه القيمة الغالية التى أعطاها لى حب يسوع ، وحب الآب الذى عرفته أيضا عن طريق الرب يسوع .

           هذا هو يسوع كما اختبرته ، وكما عرفته من إختبارات الذين عرفوه وقبلوه وتبعوه


     

    8) سر المعمودية

    ينبوع الحياة مع المسيح وعهده الجديد ( ميثاق وعهد مع الله)

     

    سيرة الدرس: المرأة التى عمدت طفليها بدمها.                                           آية الحفظ: المعمودية إنسان جديد: تيطس3: 4و5 " النص فى قول قداسة البابا "

     

    هدف الدرس: أن يقود إلى إدراك أن المعمودية كعهد وميثاق بين الله الثالوث والإنسان الذى نالها. أن المسيح ربط نفسه بهذا العهد وأعطانا نفسه وعمله الفدائى على الصليب فى هذه المعمودية. والذى يتعمد أيضا قد ربط نفسه بهذا العهد. وهو قبول المسيح وفداءه، وتقديم التوبة والإيمان لحياة تدوم مع الله. هذا الدرس يدعوك للإدراك سر المعمودية وإلقاء نفسك فى خيرها وإلتزامها. والتقابل مع المسيح الذى أتى لك فيها.

     

    قداسة البابا شنوده: " معلمنا بولس الرسول يشرح كيف أن الخلاص يكون بالمعمودية. وكيف أنها الميلاد الثانى. ويقول فى رسالته إلى أسقف كريت " ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال فى بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس " تى3: 4و5 "

     

    مار يعقوب السروجى: " ها هو سيدك ينتظرك داخل المعمودية لتدخل فيعينك بغفرانه"            كتاب الله مخلصى ص37 للقمص تادرس ملطى

     

    القديس أوغسطينوس: " الميلاد بالروح – فى المعمودية – هو أن نتقبل غفران الخطايا ليعمل البر فينا."          القديس أوغسطينوس ص97  للقس أوغسطينوس البرموسى

     

    القديس يوحنا فم الذهب: " فى العماد يتحقق عربون ميثاقنا مع الله: الموت والدفن والقيامة والحياة. يحدث هذا دفعة واحدة."   تفسير إنجيل مرقس للقمص تادرس يعقوب

     

    القديس مرقس الناسك: " إن الذين يعتمدون فى الكنيسة فإنهم يحصلون سرا على النعمة التى تسكن فيهم. وبعد ذلك حين يكبرون ويمارسون الوصايا (ضرورة الجهاد) ويتمسكون بالرجاء فى عقولهم فإن النعمة تُعلن ذاتها فى المؤمن حسب قول الرب (يوحنا7: 38و39) ."    

                               أقوال القديس مرقس الناسك ص14 تعريب القمص أشعياء ميخائيل

    س1: ما هو الجديد فى حياة الإنسان بعد المعمودية ؟

    1-        يوحنا3: 5

    2-         أعمال2: 38

    3-         حزقيال36: 25و26

    4-         رومية6: 4

    5- 1بطرس3: 20و21

    س2: أكتب مرقس16: 16

    من الذى يخلص ؟                              ومن الذى يُدان ؟

    س3: ما هى مسئوليات المُعَمد سواء قبْل المعمودية أو بعدها ؟ وماذا تعرف عن حياته التىيعيشها مما تعلمته من آيات الدرس ؟

    1-

    2-

    3-

    4-

    5-

    قداسة البابا شنوده: " الإنسان الروحى قديس بفعل الأسرار الإلهية العاملة فيه. قديس بسر المعمودية الذى صُلب فيه الإنسان العتيق رو6: 6 وغُسِل من خطاياه أع 22: 16 بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس تى3: 5 "          كتاب الإنسان الروحى ص11

    القديس أوغسطينوس: " تمسك بما نلته من العماد، فإنه لن يتغير ، إنه رسم ملكى "

                                             المرجع السابق للقس أوغسطينوس البرموسى ص99

    القديس باسيليوس: " يوجد تطهيرا للنفس من الوسخ الذى نما فيها من الفكر الجسدانى، وكما هو مكتوب " إغسلنى فأبيض أكثر من الثلج " مز51. على هذا الأساس فإننا لا نغسل أنفسنا بعد كل دنس كما يفعل اليهود، بل لنا معمودية واحدة (أف4) إذ فى العماد يُحمل الموت عن العالم مرة، وتكون القيامة من الأموات مرة. لهذا السبب أعطانا الرب واهب حياتنا عهد  العماد حاملا فيه طابع الحياة والموت."

    صلوات الإجبية:   من قطع الساعة السادسة

    " أنت هى الممتلئة نعمة ياوالدة الإله العذراء. نعظمك لأن من قِبَل صليب إبنك: انهبط الجحيم وبطل الموت. أمواتا كنا فنهضنا ، واستحققنا الحياة الأبدية ، ونلنا نعيم الفردوس الأول. من أجل هذا نمجد بشكر غير المائت المسيح إلهنا . "

    التطبيق: راجع نفسك وأفكارك ومنهج حياتك على ضوء سر المعمودية. وصحح ما يلزم.

    من طقس المعمودية

     

    الذى يعتمد ينظر إلى الغرب ويده اليمنى مرفوعة ويقول ما يأتى . وإن كان طفلا فليقل عنه أبوه أو أمه أو إشبينه:

    " أجحدك أيها الشيطان ، وكل إعمالك النجسة ،

    وكل جنودك الشريرة ، وكل شياطينك الرديئة ، وكل قوتك ،

    وكل عبادتك المرذولة ، وكل حيلك الرديئة والمضلة ،

    وكل جيشك وكل سلطانك ، وكل بقية نفاقك .

    أجحدك . أجحدك . أجحدك . "

    ...

    وبعد هذا يحوله إلى الشرق ويده اليمنى مرفوعة إلى فوق ويقول:

    " إعترف لك أيها المسيح إلهى ،

    وبكل نواميسك المخلصة ،

    وكل خدمتك المحيية ،

    وكل أعمالك المعطية الحياة . "              كتاب الصلوات الطقسية ص61و62

     

    الأنبا يوأنس: ( أسقف الغربية المتنيح 1987م )  عن كتاب العبادة فى كنيستنا ص60و61

        إن صياغة جحد الشيطان هى " تحطيم للميثاق القديم مع الجحيم " .

    وبعد ذلك لا تعود الروح تخشى ذلك " الباغى الطاغى " الذى كان يقتنصها فى قبضته. فلقد حطم المسيح قوة الشيطان وأبطل الموت بموته ...

    أما دلالة رفع اليد الواحدة ، أو اليدين فهى تبرز دلالة الجحد . لأن هذه هى العلامة التى كانت فى العصور القديمة تصاحب التعهّد الجاد ، أثناء تأدية القسم أو إنكاره ... إنها تعبر عن إنكار المتقدم للعماد للعهد الذى كان قد إرتبط به مع الشيطان بسبب خطيئة آدم ..

        إن جحد الشيطان وقواته يتفق مع الإلتصاق بالمسيح ... يقول القديس كيرلس الأورشليمى " إنك عندما تجحد الشيطان ، وتكسر الميثاق القديم مع الجحيم ، حينئذ ينفتح أمامك فردوس الله ... وللإتجاه نحو الشرق مغزى أخروى للطقس ... " لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب ، هكذا يكون أيضا مجئ إبن الإنسان " مت24: 27 ... إن الشرق يعنى المسيح ذاته .

        وعند القديس امبروسيوس " إنك تتجه نحو الشرق . والإنسان الذى يجحد الشيطان يتجه نحو المسيح ويراه وجها لوجه "

    القمص ت. ملطى:  كتاب الكنيسة بيت الله ص367 هذه ينشدها المعتمد حديثا أثناء دخوله صحن الكنيسة

    " إنى خلعت الحماقة وتركتها عنى ، والرب جددنى بثوبه !

    أنا ارتديت عدم الفساد باسمه ، وخلعت الفساد بنعمته !

    طردت الظلمة ، ولبست النور !

    التحفت بغطاء روحك القدوس ، وأنت نزعت عنى ثوب الجلد !

    الرب هو رأسى ، تاجى فلا أتركه ! هو أكليل الحق ، قد ضفر لأجلى ! "

     

     

    المرأة التى عمدت ولديها فى البحر بدمها

    المعمودية لا تتكرر لأن عطاياها ثابتة

     

    أيام البابا الأنبا بطرس ال17 خاتم الشهداء:

          تنيح الأنبا ثاؤنا بعد أن أوصى أن يكون الأب بطرس خلفا له . فلما جلس على الكرسى المرقسى ، استضاءت الكنيسة بتعاليمه .

     

    رئيس فى الدولة يرتد:

            وكان فى أنطاكية رئيس كبير وافق الملك دقلديانوس على الرجوع إلى الوثنية وكان له ولدان ، فلم تتمكن أمهما من عمادهما هناك .

     

    أم سماوية لها قلب وإيمان حار:

           أتت الأم بإبنيها إلى الإسكندرية . وقد حدث وهى فى طريقها أن هاج البحر هياجا عظيما ، فخافت أن يموت الولدان غرقا من غير عماد ( هكذا عرف أجدادنا هبات المعمودية المجيدة ) ، فغطستهما فى ماء البحر وهى تقول: باسم الآب والإبن والروح القدس ، ثم جرحت ثديها ورسمت بدمها علامة الصليب المجيد على جبهتى ولديها .

           هدأ هياج البحر. ووصلت إلى الإسكندرية سالمة بولديها . وفى ذات يوم قدمتهما مع الأطفال المتقدمين للمعمودية ، فكان كلما هم الأب البطريرك بتعميدهايتجمد الماء كالحجر ، وحدث هكذا ثلاث مرات . فلما سألها عن أمرها ، عرفته بما جرى لها فى البحر . فتعجب ومجد الله قائلا: " هكذا قالت الكنيسة، أنها معمودية واحدة "

     

    النص مأخوذ من السنكسار: اليوم ال29 من هاتور

    العناوين موضوعة



    9)تجديد عهد المعمودية

    لتختبر وتسترد بصورة العملية المسيح وهبات معموديتك وليس لنوال شيئا آخر

     

    سيرة الدرس: القديس أُغسطينوس.   آية الحفظ قبول المسيح فى حياتك: يوحنا1: 12   " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه. "

     

    هدف الدرس: أن تتمتع بالمسيح المخلص والصديق المحى والمشبع. ويتم ذلك من خلال قبول عهد المعمودية بصورة عملية. أى تمارس توبة الحياة وإيمان الحياة. ثم تبدأ السير مع المسيح كل يوم فى العشرة الشخصية والحياة بين الناس. وترتبط بالكنيسة وأب روحى

     

    قداسة البابا شنوده:  " 1- هل تشعر فى داخلك أن روح الله قد غير حياتك ومشاعرك وأعطاك قلبا جديدا ، ومنحك السهولة التى تسلك بها فى وصاياه وتحفظ أحكامه." الروح القدس ص98    2- كل إنسان لابد أن تكون له علاقة مع الله ، يكون له موقف معه أو موقف منه." مقالة ج. وطنى 16/5/96

     

    القمص بيشوى كامل: " هل كل مسيحى فى الكنيسة اليوم يحس بالحياة الجديدة التى نالها بالمعمودية ؟ والتى نقلته من الأمور المحدودة والقابلة للموت ، ليعيش بطاقات إلهية غير محدودة ، تخرج بنا من الزمن المحدود إلى الحياة الأبدية ."

     

    + فى درس "حولت لى العقوبة خلاصا" قدم لنا الآب بشارة الأشياء الجديدة. فبموت المسيح وقيامته يعطى فى المعمودية إنسانا جديدا، وعلاقات جديدة، وحياة جديدة. والمُعمد نال كل هذا الجديد. ولكنه قد يكون حيا فى الأشياء العتيقة. وهذا الدرس يقوده ليعود ويحيا الجديد الذى له

    1- توبة الحياة: ( تصحيح الإنتماء والاتجاه ) هى التوبة المقترنة بالمعمودية

     

    قداسة البابا شنوده: " التوبة هى ليست إنفعالا وقتيا نحو الله ، إنما هى تغيير جدى وجذرى فى حياة الإنسان. فيه يشعر هو وكل من يعاشره أن حياته قد تغيرت ، وأفكاره تغيرت ، وكذلك مبادئه وقيمه ونظرته للحياة."

     

     القديس يوحنا الدرجى: " التوبة تجدد المعمودية . إبرام عهد مع الله على حياة ثانية."

    القديس كبريانوس: " حسنة هى التوبة . فإن لم يكن لها موضع فى قلبك ، فستخسر نعمة الغَسل التى نلتها فى المعمودية منذ أمد بعيد . فإنه من الأفضل أن يكون لنا ثوب نصلحه عن أن لا يكون لنا ثوب نرتديه . ولكن إذا أُعد لنا الثوب مرة فيجب أن يتجدد."

    س1: ما هى خطوات توبة الحياة الثلاثة التى قام بها الإبن فى لوقا15: 17و18و20  ؟

    1-

    2-

    3-

    الأنبا بيصاريون وتاييس التائبة: بستان الرهبان ص99و100 " قال لها المبارك بيصاريون: إن الله الرحوم قد تحنن عليك، وقبل توبتك " وقال لها: " إن الله لم يغفر لك خطاياك من أجل توبتك، إنما من أجل الفكر الذى كان لك. ومن أجل إرادتك الصادقة فى تسليم نفسكِ للمسيح

    الأنبا يوحنا القصير وتوبة بائيسة: بستان الرهبان ص82  " .. فسمع ( القديس يوحنا ) صوتا يقول: إن توبة بائيسة قد قبلت وقت توبتها لأنها تابت بقلبها توبة خالصة. "

    قداسة البابا شنوده: " تروى قصص القديسين الذين تابوا .. أن التوبة كانت فى حياة كل هؤلاء، هى نقطة تحول نحو الله إستمرت مدى الحياة بلا رجعة إلى الخطية."

    2- إيمان الحياة:( تصديق ثقة تسليم قبول قرار وتنفيذ )هو الإيمان المقترنبالمعمودية

    القديس كيرلس الكبير: فى شرحه يو5: 24 " إنه يؤكد أن الذين يؤمنون لن يتمتعوا فقط بشركة الحياة الأبدية، بل سينجون أيضا من هلاك الدينونة، إذ يتبررون، أى يحيون بمخافة ممتزجة برجاء. "

     

    س2: ما الذى يعطيه المسيح فى هذه الآية ؟ ومن هو الذى ينال ذلك فعليا ؟ يوحنا5: 24

    العطايا هى:

    الذى ينالها هو

    القمص تادرس ي.ملطى: " هذا هو جوهر المسيحية، الإعلان عن شخص ربنا يسوع – الحب الباذل – وقبوله فردوسا للنفس. لهذا نادى قائلا: " إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب "   " من يرد فليأت ومن يعطش فليأخذ ماء حياة مجانا " .. هذا هو الفردوس الذى لا ينضب، يفيض ويفيض بغير حدود ، يعطى شبعا قدر ما نقبل، يترجى الكل أن يقبلوه، مستعطفا " أنا واقف علىالباب وأقرع.." وإن لم يفتح لى أُلح مرات ومرات لعل قلبه يلين ويفتح لى لأنى أحبه !. إن أردتِ الراحة تجدين فيه وحده راحتكِ ! إقبليه فليس لك غيره من يشبعك. "

    س3: وضح خطوات الإيمان العملى من خلال يوحنا 1: 12 ، رؤيا3: 20 ؟

    1-                                             2-

    3-                                             4-

    س4: ما هو تعريف الإيمان عمليًا بحسب الآيتين التاليتين ؟

    1-     عبرانيين11: 1

    2-     غلاطية5: 4-6

    هذا الشاهد يحمينا من محاولة العمل للوصول إلى بر ذاتى من أنفسنا. وأيضا يشجعنا على الخروج من حالة الإيمان النظرى. أى نقوم وننفذ موقف الإيمان عمليًا بموقف توبة ورجوع لله بمحبة وتسليم نفوسنا للحياة معه.

    الأنبا يوأنس: ( أسقف الغربية المتنيح 1987م ) معالم الطريق إلى الله ص51و52 

    1-        " فى الإعداد لرحلة الطريق إلى الله ، يأتى الإيمان . . ما هو هذا الإيمان الذى نحتاجه ونحن نعدَّ لرحلة الطريق ؟ .. " الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تُرى " عب11: 1 ... الإيمان ثقة ، ولأن الثقة بالله ، لذا " فكل ما ليس من الإيمان هو خطية " ... لأن عدم الثقة فى الله إهانة له ... إذا حدث وقال إنسان آخر: إنى لا أثق بك ، لأو لا ثقة لى فيك ، ألا تعتبر هذه إهانة كبيرة لذلك الإنسان ؟! ... وحتى لو لم نتجرأ أن نقول هذه الكلمة لله أو عنه ، لكنه يعرف الخفايا والسرائر ... "

    2-        " الإيمان هو اليد التى تأخذ ما تريده من الله ... هى اليد التى يتعامل الله معها ، وبها نأخذ كل عطاياه ... إذا أراد إنسان أن يعطى آخر شئ ، فعلى هذا الآخر أن يمد يده ويبسطها لكى ما يأخذ هذا الشئ ... من جهة الله هو مستعد أن يعطيك كل شئ مقابل شئ واحد هو الإيمان !! ألم يقل المسيح بفمه الطاهر " كل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه " مت21: 22 ... لقد أعطى الله الإيمان كل القوة ، وكل الفاعلية أن يأخذ كل ما يريده . "

    قداسة البابا شنوده

    1-        صدقونى، لو أن الله ترك الإنسان إلى حريته وحده أو إلى قدرته وحده.. ما خلُص أحد على الأرض.

    2-        إن البشرية عاجزة عن تخليص نفسها. وما لا تستطيع أن تفعله من أجل خلاصها يعمله الرب من أجلها .

    3-        الله فى صلحه معنا وغفرانه يُقدر ضعف طبيعتنا. يقول المرتل فى المزمور: " كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا " ولماذا ؟ " لأنه يعرف جُبلتنا، يذكر أننا تراب نحن " مز103 الله ينزل إلى هذا التراب ويقيم صلحا معنا، واضعا فى الإعتبار ضعف طبيعتنا "        الرجاء ص43و50و53

    نصيحة : + تعال إلى الله على أنك خاطئ، وتقدم بيقين الإتكال على صليب ربنا يسوع كبديل عنك ومن أجلك. إقترب إليه كخاطئ قد سفك الإبن الحبيب دمه الكريم وقدم حياته ذبيحة كافية ومقبولة لتتحرر وتحيا.

    + إعلم أن دخولك مع الله فى " عهد المعمودية " الذى يشمل من جهته تبريره،وغفرانه، والبنوة، والطبيعة الجديده، ودخوله قلبك وحياتك، والإرتواء بالحياة الأبدية المقدسة الغنية

    بشرط تصحيح إنتمائك وإتجاه قلبك وحياتك، وأيضا ضع ثقتك فى كفاية المسيح لتحريرك رغم عجزك،  وعهدك على إتباعه غير خائف من الفشل. فالمسيح سيكون معك من البداية إلى النهاية.

    ملحوظة: إعلم أنك لن تأخذ شيئا جديدا وإنما سيعطيك الله حياة عملية لما سبق أن نلته فى المعمودية.

    قداسة البابا شنوده

    " إن الله يريدك أن تصل إليه، بكل رضى قلبك. لذلك كان قبولك للرب، أمرا هاما فى الحياة الروحية. إنه الخطوة الأولى فى طريق الخلاص، يقول الكتاب " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله "  يو1: 12 إن قبولك يدل على إستجابتك لعمل النعمة.

                                                                          كتاب النعمة ص73

    سؤال هام: هل طبقت دعوة هذا الدرس على حياتك وجددت عهد معموديتك ؟

    ما هى التوبة التى قدمتها ؟     هل لك فكر وإرادة من نوع تاييس فى تسليم النفس ؟

    ألك قلب مثل بائيسة ؟..أو نقطة تحول بلا رجعة ؟..أو تغيير جدى وجذرى؟ كقول سيدنا البابا

    ما هو الإيمان الذى عندك وتقدمت به إلى الله فى تجديد العهد ولازال يسكن قلبك ؟

    الأبصلمودية:    إبصاليه واطس لعيد الصعود

    أسبحك يارب بالرحمة / والسلامة وبحق    / أنك أنت هو المخلص / والديان الحقيقى

    كل أعين فهمى        / تنطق بعجائبك     / لأنك صنعت خلاصا  / وأظهرت أعمالك

    قدوس قدوس قدوس   / أيها الملك السماوى / مـع روحك القدوس  / كنز الخيرات

    يا مخلص الجميع     / ومعطى الحياة      / هـلم وحـل فـينا    / يا إبنَ الله الحى

    تأنى على عبدك      / أيها الإله الوحيد    / الذى أخطـأ إليـك    / أنعم له بالخلاص

    الأجبـية:  صلاة من الأجبية:

    " أسرع لى يامخلص بفتح الأحضان الأبوية ،

    لأنى أفنيت عمرى فى اللذات والشهوات ، وقد مضى منى النهار وفات .

    فالآن أتكل على غنى رأفتك التى لا تفرغ ، فلا تتخل عن قلب خاشع مفتقر إلى رحمتك ، لأني إليك أصرخ يارب بتخشع ، أخطأت ياأبتاه .. " قطع الغروب "

    أيها الملك السمائى .. هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلٌص نفوسنا " قطع الثالثة "  

    إنقلنا إلى سيرة روحانية ، لكى نسعى بالروح ولا نكمل شهوة الجسد   " تحليل الثالثه "

    ما هى ثمار تجديد عهد المعمودية بالنسبة لك ؟ ما الذى ينطبق عليك من أقوال سيدنا البابا والقمص بيشوى كامل الموجودين بالصفحة الأولى فى الدرس ؟

    +الأنبا باخوميوس (مطران البحيرة): " لا يستطيع أحد أن يقول أن الله أبيه إن لم تكن الكنيسة أمه" وهذا المعنى محبوب عند الآباء .

    + لنبدأ حياتنا اليومية بصلاة باكر من الأجبية ، يمكنك الإكتفاء بمزمورين ( مزمور1و15) لتتمعن فيهما وتقدمهم لله أبيك كصلاة من فكرك وعواطفك وإرادتك وليست كأقوال داود النبى   

    + وخلوة مع الله فى إنجيل يوحنا: قراءة فى محضر الله والصلاة ( حوالى 10 آيات يوميا ) لتلتقى بالله ويغذيك ويعطيك نور الحياة لهذا اليوم .

    القديس أُغسطينوس

    حياته الأولى:

    وُلد بالجزائر فى نوفمبر عام354 م من أب وثنى فظ الأخلاق، أما والدته مونيكا فكانت مسيحية تحتمل زوجها بوداعةعجيبه. كان إهتمام والده أن يرى إبنه غنيا ومثقفا، وكان معلموه الوثنيون أبعد ما يكون عن حياة القدوة لتلاميذهم، فنشأ أغسطينوس مستهترا كسولا.

             وفى السادسة عشرة إنتقل إلى قرطاجنة لدراسة البيان وعكف على دراسة الفقه والقوانين ليعمل بالمحاماة والقضاء. وهناك إلتقى بأصدقاء أشرار وصار قائدا لهم يفخر بالشر، فتحول إلى المسارح والفساد.  قرأ لشيشرون الفيلسوف وقرأ الكتاب المقدس كمجرد فكر وانحرف إلى إحدى ضلالات أيامه وهى " المذهب المانوي" .

    ماذا عملت أمه: ولم تحتمل أمه إنحراف سلوكه وعقيدته وإعثاره للكثيرين فطردته من البيت، ولكنها عادت وردته بسبب حبها وصلاتها ودموعها عليه، وكانت تطلب الصلوات لأجله ، فأراها الله رؤية وإذا بفتى يلمع بهاءا يقول لها فى الرؤية: " تَعزى ولا تخافى، فها ولدك هنا وهو معك" وكانت واقفة فى الرؤية على خشبة وإبنها معها، فتأكدت أن الله إستجاب طلبتها.

    السعى لمجد الدنيا:  ذهب لروما ثم إلى ميلانو سعيا وراء المجد والغنى وعُين أستاذا للبيان. ولكن الله كان وراء هذه الخطوة إذ إلتقى فى ميلان بأسقفها القديس أمبروسيوس فسمعه يعظ كثيرا لشغفه بجمال وعظه فبدأ نور الحق ينكشف أمامه. هنا أدرك أغسطينوس أن للكنيسة  علامات على أنها من الله، ففيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتجلىااكمال الروحى، وتظهر المعجزات، وأخيرا إنتشارها بالرغم مما كانت تعانيه من إضطهاد. فترك المانوية.

           عاد يقرأ الكتاب المقدس وخاصة رسائل بولس الرسول. ودبرت عناية الله أن يزور صديق له إسمه "سمبليانس" ليتكلم معه عن كتابات أفلاطون فقال له صاحبه: إن ناشر هذه الكتب وإسمه فيكتريانوس قد صار مسيحيا تقيا وقد كان وثنيا ومن أعلام البلاغة فى العالم كله، فشبت فيه الغيرة للإقتداء به، ولكنه كان لا يزال أسير العادات الشريرة.

    توبته وبداية الحياة مع الله:

          زاره أحد كبار رجال الدولة وهو مسيحى حقيقى فأخبره أغسطينوس أن له زمان لا يشغله سوى مطالعة رسائل القديس بولس، ودار الحديث إلى أن بدأ الضيف يتكلم معه عن سيرة القديس أنبا انطونيوس وكيف تأثر بها إثنان من أشراف البلاط فتركا كل شئ ليسيرا مثل أنطونيوس. وهنا إلتهب قلب أغسطينوس بالغيرة، إذ كيف يغتصب البسطاء الأميون الملكوت ويبقى هو رغم علمه يتمرغ فى الرجاسات.

          وبعد أن مضى الضيف قام أغسطينوس إلى البستان المجاور لمنزله، وارتمى على جذع شجرة تين، وتمثلت أمامه كل شروره، فصار يصرخ لله قائلا: " عاصفة شديدة.. دافع عنى.. وأنت فحتى متى؟ إلى متى يارب ؟ لا تذكر علىَ ذنوبى الأولى. فاننى أشعر أننى قد أستعبدت لها. إلى متى؟ إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولما لا يكون الآن ؟ لما لا تكون هذه الساعة حدا فاصلا لنجاستى ؟ وكان يذرف الدموع بحرقة وهو يصرخ بهذه الكلمات.. وهنا سمع صوتا شابا من منزل قريب يقول " خُذ واقرأ ، خذ واقرأ " وحاول أن يعرف من الذى يقول ذلك فلم يعرف، فقال: "أنه أمر صادر إلىُ من السماء لفتح الكتاب" ففتحه، وإذا أول ما رأت عينه كان آيات تقول: " لنسلك بلياقة كما فى النهار، لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد بل البسوا الرب يسوع، ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات " رومية13: 13و14  ويقول أغسطينوس " ولم أستطع القراءة أكثر من ذلك، ولم أكن فى حاجة لذلك، إذ لم أصل إلى نهاية الآية إلا وغمر نور الإطمئنان قلبى وتبدد كل ظلام وشك". كان ذلك عام 386 م، بالغا من العمر 32 عاما حين تغيرت حياته وتجددت بنعمة الله. فتحولت القوة المحترقة شرا إلى قوة ملتهبة حبا.

    + معموديته: كرس وقته لتأمل كلمة الله وخدمته، وأعتزل ستة شهور إستعدادا لسر العماد، فى ابتداء صوم الأربعين عام 387 م حيث ذهب وأعتمد على يدى الأسقف أمبروسيوس.

    من علامات عمل النعمة عمليا: كان لأغسطينوس علاقة خطية مع إمرأة. فجاءت تقرع بابه، فلم يفتح، ولما ألحت وانتظرت قال لها: من تريدين؟ قالت أغسطينوس. فقال لها : إن أغسطينوس الذى تريدينه قد مات، والذى تكلمينه هو شخص آخر.

          وعاش كل عمره ملتصقا بالله يحبه ويخدمه، وفى سن الثانية والسبعين ترك كل أعماله وبقى أربعة سنوات يستعد للرحيل، وفى عام 430 م تنيح وهو فى السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقف.                    

                                           مُعدَة بتصرف عن قاموس آباء الكنيسة ومراجع أخرى

    من كلماته:

    + عيناك منجذبتان نحو خطوات بنى البشر 

      إذ أنت مهتم بخليقتك، لا تحرم واحداً من جبلة يديك من فيض حبك !

     أنت بنفسك تهتم بخطواتى وطرقى ليلا ونهارا، تسهر لرعايتى، تلاحظ كل سبلى، لا تكف   عن الإهتمام بى، حتى ليمكننى أن أقول: أنك تنسى السماء والأرض وما فيهما، مُركزا اهتمامك علىَ، فتبدو كمن لا يهتم بخليقة سواى !!…

    + عندما نفرح فى الصلاة، عندما يهدأ فكرنا لا بمقتنيات العالم بل بنور الحق…

      عندئذ تفرح نفوسنا بالله، ولا تكون بعيدة عنه،

      لأنه كما يقول: "لأنه به نحيا ونتحرك ونوجد" أعمال17: 28

      ولكنه كأخ وكقريب، كصديق لى!

    + إلهى إنى أحبك وشوقى هو أن تزداد محبتى لك على الدوام.

      بالحقيقة أنت أحلى من الشهد، وأفضل من اللبن، وأكثر ضياء من كل نور.

      الذهب والفضة  والأحجار الكريمة لا تقارن بك فى داخل قلبى .

    كل مسرات العالم لا تظهر لى إلا كرائحة كريهة وبلا طعم. إذ قد تذوقت عذوبتك مرة، ورأيت جمال بيتك..

    أيها الحب الإلهى إحتضنى.. إمتلكنى بكليتى فالتصق بك تماما…

    ليتنى أحبك يا إلهى كما أحببتنى أولا .    

                                                الكلمات عن كتاب الله فردوس نفسى للقمص ت. يعقوب

     


     

    توجيهات عملية للخلوة اليومية

     

         الخلوة هى الوقت الذى تقضيه مع الله شخصيا من خلال قراءة جزء صغير من كلمة الله. أثناء ذلك تعطى عقلك وقلبك لكلمات الكتاب المقدس التى تقرأها وتعيد قراءتها.

    وتكون طول الوقت متكلما مع الله أو سامعا له .

    وتطلب الروح القدس ليقود وقت خلوتك مع الله فى كلمته.

         وقت الخلوة هو وقت الصداقة مع الله، ونمارس إيماننا بأن الله فينا ومعنا: أولا سنلتقى به روحيا ، وثانيا سيطعمنا ويغذينا " خبزنا كفافنا إعطنا اليوم" ، وثالثا سيعطينا جرعة من الحياة والنور لهذا اليوم . وهذا هو الغرض الرئيسى والأساسى للخلوة اليومية.

     

    1- لا تكتفى بفهمك للآيات بل إجعله يكلمك هو عنها.

    2- لا تعتمد على تطبيقك للآيات على حياتك ، بل إجعله يقودك ويرشدك إلى ذلك بنفسه.

    3- لا تقود وقت الخلوة بل أطلب الروح القدس أن يسيطر على هذا الوقت.

    4- فنحن لا نعيش المسيحية بأنفسنا بل الله يعطيها لنا ونحن نقبلها ونتبعها ونطيعها.

    5- كما أنه ليس نحن الذين نصل إلى الله بل هو الذى يصل إلينا .

    6- ومع أنه داخلنا ، فما علينا إلا أن نطلبه ونرحب به ونشتاق إليه أما هو فيستجيب بأن يجعلنا نلمس وجوده ونستمتع بعمله فينا أثناء ذلك .

     

     فى وقت الخلوة:إستجب لفعل كلمة الله وروحه، وتفاعل مع صداقة الله وكلامه لك:

    1-        يعطيك فى كلمته معرفة عنه – الله – تعرف به وتمتع ومجده وسبحه ، معرفته حياتك .

    2-        يعطيك وعود ثمينة ، إبنى حياتك على أنها رصيدك ، أطلبها واشكره وتأكد من إستجابته.

    3-        ستجد وصايا . نفذها بالروح القدس وأطلبه ليعملها معك على حساب نعمة المسيح .

    4-        سينبهك الله على خطايا تب عنها وتجنبها واعترف بها وبضعفك . أطلب الغفران الأبوى وتطهير الروح .    " تذكر أن تُشْرِك أب إعترافك أثناء إعترافاتك لله لتنال توجيهات أبوية بالروح القدس وتنال هبات الروح من السر " .

    ملحوظة مفيدة:

    إستخدم نوتة لتسجل بعض الأشياء المهمة فى خلوتك كل يوم ( التاريخ – فقرة الكتاب المقدس – الكلمات التى لها تأثير خاص من الله – تعليقات مهمة على الخلوة ) .

    يكفى عدة سطور يومية على الخلوة .

    خلوات إنجيل يوحنا

    هذه خلوات لستة أيام فقط أما يوم الأحد فتقضى الخلوة مع إنجيل قداس الأحد

     

    1:1-5      ،   6-13     ،  14-18   ،   19- 28   ،   29-34  ،   35-46

    1: 47-51  ،  2: 1-11   ،  12-17   ،   18-25    ،   3: 1-8  ،   9-13

    3: 14-21  ،  22-29     ،  30-36   ،   4: 1-10  ،   11-19  ،   20-26

    4: 27-38  ،  39-42     ،  43-54   ،   5: 1-9    ،   10-18  ،   19-23

    5: 24-30  ،  31-40     ،  41-47   ،   6: 1-10  ،  11-21    ،   22-29

    6: 30-40  ،  41-51     ،  52-55   ،   56-65    ،  66-71    ،   7: 1-9

    7: 10-19  ،  20-24     ،  25-31   ،   32-36    ،  37-44    ،   45-8: 1

    8: 2-11    ،  12-20     ، 21-30    ،   31-36    ،  37-47    ،   48-59

    9: 1-12    ،  13-23     ، 24-34    ،   35-41    ،  10-1-6  ،    7-12

    10: 13-21 ،  22-31     ، 32-42    ،  11: 1-10 ،  11-22    ،   23-32

    11: 33-42 ،  43-52     ، 53-57    ،   12: 1-8  ،  9-11     ،   12-19

    12: 20-26 ،  27-36     ، 37-41    ،   42-50    ،  13: 1-5 ،   6-11

    13: 12-17 ،  18-22     ، 23-30    ،   31-35    ،  36-38   ،   14: 1-5

    14: 6-11   ،  12-14     ، 15-18    ،   19-24    ،  25-31   ،   15: 1-5

    15: 6-13   ،  14-17     ، 18-25    ،   25-16: 4 ،   5-11   ،   12-15

    16:16-22  ،  22-28     ، 29-33    ،   17: 1-5   ،   6-10   ،   11-17

    17: 18-26 ،  18: 1-9   ، 10-14    ،  15-18      ،   19-24  ،   25-32

    18: 33-38 ،  39-19: 4 ، 5 – 11    ،  12-19      ،   20-24  ،   25-30

    19: 31-37    ،   38-42       ، 20: 1-10   ،   11-18         ،     19-23   ،    24-31

    21: 1-7     ،  8 – 14    ،   15-25  ،   صلاة   أبانا   الذى   فى   السموات

     

    الصلاة اليومية بالأجبية

            من اليوم الأول تعود أن تقضى حوالى عشرة دقائق يوميا بالصلاة بالأجبية من صلاة باكر.

    لتكن فى البداية صلاتك على النحو التالى:

    1. مقدمة السواعى وتشمل:  بسم الآب ..  كرياليسون ..  المجد للآب ..  اللهم اجعلنا مستحقين .. ( أبانا الذى..) ثم صلاة الشكر ( فلنشكر صانع الخيرات ..) ثم المزمور الخمسين ( إرحمنى ياالله كعظيم رحمتك..)   2. مزمورين وليكونا مزمور1و15 من الأجبية ( طوبى للرجل.. ثم خلصنى يارب.. )  3. انجيل باكر ( فى البدء كان الكلمة..)   4. القطع ( أيها النور الحقيقى..)   5- التحليل الأخير وطِلبة آخر كل ساعة ( أيها الباعث النور..   ثم إرحمنا ياالله ثم ارحمنا..) .

     

    إدرس وتأمل هذه الأجزاء من صلوات الإجبية. إدرس مزمور او قطعة من الصلوات كل أسبوع حتى تصبح جزء من نفسك وتعبر عن رغباتك وإيمانك وتمسك بكل الوعود التى بها .

     


     

    10)معالم بداية الطريق (1)

    عِش واقعك الجديد ( المسيح فى حياتك )

     

    سيرة الدرس: القديس تادرس(تلميذ أنبا باخوميوس)

    آية الحفظ: الوعد بالإستمرار: فيلبى1: 6 

    " واثقا بهذا عينه أن الذى إبتدأ فيكم عملا صالحا يُكِمل إلى يوم يسوع المسيح "

    هدف الدرس: يهدف إلى إلقاء الضوء على كل ما هو جديد فى حياة الذى بدء بوضوح مع المسيح. ما هو الجديد الذى تبارك به من الله أبيه، أو إتجاهاته التى بدأ يعيشها ويتبناها لنفسه مع الله والناس. الدرس يرمى إلى إعتياد الحياة الجديدة وترك طرق وسلوكيات الماضى.

    قداسة البابا شنوده: " إن الله قبِل توبة أوغسطينوس وموسى الأسود ومريم القبطية وبيلاجية.. هذا صحيح، ولكن النصف الثانى من الحقيقة، أن كل هؤلاء حينما تابوا لم يرجعوا للخطية مرة أخرى (الجهاد الروحى).. وظلوا يرتفعون كل يوم، " تمِّموا خلاصكم بخوف ورعدة " فيلبى2: 12

    علامات المسيحى الحقيقى: فى حياة المسيحى المبتدئ، نجد علامات لعمل الله فيه، وعلامات لعمله مع الله. وفى هذا الدرس نريد أن نساعدك على تقييم بدايتك مع الله ونشجعك بالقديسين وكلمة الله أن تكمِّل ما بدأته، وتعلم أن الآب سيكمل عمله مع كل إبن وإبنه

    السؤال: أذكر الذى عمله المسيح مع المسيحى وعطاياه ؟ ثم رد فعل المؤمن فى كل آية ؟.

    1- لوقا7: 47 ( لزيادة الفهم إقرأ 7: 41و42 )

    عمل وعطية المسيح هو..                            رد فعل المسيحى هو..

    2- يوحنا الأولى3: 14

    عمل المسيح هو..                                    رد فعل المسيحى هو..

    3- أيوب33: 27

    عمل المسيح..                                        رد فعل المسيحى..

    4-أرمياء15: 16

    عمل المسيح..                                        رد فعل المسيحى..

    5-مت18: 32و33

    عمل المسيح..                                        رد فعل المسيحى..

    ملخص عمل المسيح الملموس:

    ملخص رد فعل المسيحى الملموس:

    تدريب مفيد لك: إعرف حالتك وأين أنت على ضوء الإجابات التى كتبتها ؟ أجب فى3سطور.

    القديس يوحنا فم الذهب: ( كتاب الموعظة على الجبل ترجمة القس أرسانيوس شفيق ص75)

    " أنظروا كيف أنار السامع وحرره من العبودية فى البداية.. لأن من يدعو الله أبوه فقد صار إبنا لله، نال الغفران لخطاياه، وتحرر من العقوبة، وصار بارا مقدسا مفدِيا، وتمتع بالبنوة والميراث، والأخوة للإبن الوحيد، ونال معونة الوح القدس. لآن أحدا لا يستطيع أن يدعو الله أباه دون أن يكون قد نال كل هذه البركات ."

    القمص ميخائيل إبراهيم ( شبرا): الصلاة هى وجود إبن فى حضن أبيه ! يتكلم معاه. تبقى الصلاة فرح البنين. وإذا كنا أولاد الله، علينا أن نُكلم أبانا دايما ولا نهملها، ولمَّا نهملها نِتعب ."                    كُتيب سفير من السماء

    قداسة البابا شنوده

    " هل تشعر فى داخلك أن روح الله قد غير حياتك ومشاعرك.

    وأعطاك قلبا جديدا.

    ومنحك السهولة التى تسلك بها فى وصاياه وتحفظ أحكامه. "

                                                                 كتاب الروح القدس ص 98

    + أُكتب الفائدة التى جنيتها من هذا الدرس لحياتك، وكيف ستحيا به:

    القديس تادرس

    ( تلميذ القديس باخوميوس أب الشركة )

            فى سيرة القديس تادرس نركز على ما يرينا كيف بدأ تادرس طريقه مع الله دون رجوع نظره عن مسيحه والحياة معه، وكبف كان جادا ومتعلقا بتنفيذ ما يتعلمه.

           هو صعيدى من مدينة إسنا ( لاتوبوليس ) ولد حوالى سنة 323م من عائلة واسعة الثراء، فعاش فى نعيم بيت كالقصر ووجد فيه كل ما يشبع به الأثرياء. ولكن الجميل أنه تعلق  بالأب السماوى بكل قلبه منذ، صباه، ففى غمرة إحتفالات البيت مساء أحد الأعياد المسيحيه  بصورة مسرفة فىالمأكولات والملذات. فبدأ يتأمل ذلك وهو يشعر بلمسة الآب الحبيب السماوى، وكان عمره نحو إحدى عشرة سنة فقال لنفسه : " إن كنت ستشارك فى هذه الأطعمة فلن تجد النعمة الأبدية والحياة الحقة "  فعرف أنها متعة وقتية زائلة. وبقلب ملتهب شوقا لله، إختفى فى أحد أطراف البيت الكبير وسكب قلبه وأشواقه ودموعه لأبى الأرواح وقال له: " ياإلهى لا أريد أشياء من هذه الدنيا. أريدك أنت فقط. وأريد نعمتك "

           ورغم جو شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة المحيط به، فمن تلك الليلة عاش الفتى تادرس شهور كثيرة فى تعلق فائق بالتواجد مع الله والإبتعاد عن الشهوات العالمية، وكأنه يقول "لى الحياة هى المسيح"

         وسرعان ما بدأ يختلط مع رهبان فى ضواحى المدينة ليروى عطشه ويطفئ شوقه إلى الله مع المحلقين فى سماء النعمة وليخطو للأمام فى وصية المسيح، فالصحبة السماوية كانت تغذى روحه. فعاش مع هؤلاء الرهبان حوالى عامين.

         ولما سمع منهم عن رجل الله القديس باخوميوس، فاشتاق أن يرى هذا القديس ويتتلمذ له. فلم ينم فى تلك الليلة، بل كان يقوم من وقت لآخر ليصلى بدموعه راجيا الله الحبيب أن يريه القديس باخوميوس وأن يتتلمذ له حتى تخلص روحه بإرشاده، وكان يصلى قائلا: " أيها الرحوم يا من تستجيب لكل طالب، إجعلنى أهلا أن ألتقى بعبدك، وأن أستحق أن أعرفك على يديه "  فجاءته الإستجابة الكاملة بعد أربعة أشهر.

           ففى أحد الأيام قال الأب باخوميوس لجماعة من رهبانه: " إننا أرسلنا إلى مدينة لاتوبوليس أخانا باكيسيوس للعناية بالمرضى، وقد أخطرنى ملاك الرب للحال أنه سيرجع هذه الليلة ومعه إناء مختار وهو صبى يافع عمره حوالى 13 سنة ويدعى اسمه تادرس " .

           وفى نفس الوقت جاء إلى الدير حيث كان تادرس ناسكا، عرف أنه من عند الأب باخوميوس، وكان عجيب فى سيرته وفى الصلاة، وهنا أدرك تادرس أن ميعاد إستجابة صلاته هو اليوم ( ليقيم عند الأنبا باخوميوس ). وقد حاول باكسيوس أن يعود دون أن يأخذ تادرس خوفا من والديه، ولكن لم ينجح إذ رأى تادرس يرافق المركب التى كان يعود فيها بمتابعتها من على شاطئ النيل فاضطر أن يأخذه.

    فلما وصلا الدير ورأى تادرس باخوميوس الكبير رمى بنفسه على الأرض باكيا وهو بدأ يقبل قدمى رجل الله . فأقامه باخوميوس وهو يقول له: " لا تبكى يا إبنى فإن ذاك الذى لأجله هربت وإليه إلتجأت، أى الرب يسوع المسيح، هو يكلل جميع ما رسمته فى قلبك بالنجاح " .

           منذ اليوم الأول كان يلاحظ السائرين فى طريق الحق فأظهر حماسة فى السعى وراء ما هو حسن، ووجد السلام والقوة فى تحقيق وصايا الله، " وحفظ فى نفسه الثلاث فضائل: نقاوة القلب ، والعمل الحسن ، والطاعة العمياء حتى الموت. ولم يكن مثله فى التداريب الروحية وصلوات الليل ، حتى صار معزى للكثيرين " .

           ولأن الذى يبدأ بكل شوق قلبه وجهاده الحار يعطيه الله كأب يسخى على إبن حبيب ، فما أن قارب الرابعة والعشرين من عمره حتى أقامه اقديس باخوميوس رئيسا لأحد أشهر أديرته وهو دير طبانسين. وكان هو التلميذ الأقرب لباخوميوس أب الشركة الذى كان يحب في تادرس إستشارته لأخوته برغم أنه رئيسهم ، ورجوعه لأبيه الروحى باخوميوس وطاعته له ونموه الغير منقطع فى معرفة الله أبيه.

           إن سيرته الطويلة تحكى لنا قصة نفس، بدأت واستمرت، بغيرة وحكمة عظيمة، وقد شهد لمجد هذا الرجل، العظيم وبطل الإيمان البابا القديس أثناسيوس. وما ذكرناه عنه فى هذه الكلمات القليلة، مثلا لكل غيور منا على معرفة معالم بداية الطريق عند شخص جَسَدَ لنا ذلك بحياته.



    11)معالم بداية الطريق(2)

    بداية الحرب الروحية وتغيير موقع الشيطان من سيد إلى مهزوم يحارب

    إعرف عدوك ، وتيقن من الحماية ، وإستخدم أسلحتك

     

    سيرة الدرس: القديسة بربتوا (حديثة الإيمان التى هزأت بتجارب الشيطان)

    آية الحفظ: لا للمُخادع ونعم للحياة: يوحنا10: 10" السارق لا يأتى إلا ليسرق ويذبح ويهلك. وأما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل."

     

    هدف الدرس: أن نعرف أن لنا عدو له خطة ضدنا وقد بدأ فى تنفيذها. والدرس يكشف نقط هجومه لنعرفها. ونتيقظ أنه مصدرها. وكيف نغلبها بالمسيح وعمل روحه فينا. والقيام بالخطوات الصحيحة فى حياتنا. الدرس يعلمنا الحرب الروحية وإسكات العدو.

     

    قداسة البابا شنوده: " إن الشيطان يحاربنا كجزء من محاربته لملكوت الله. لذلك فإن الله لا يتركه لينتصر علينا إنها حربه " الحرب للرب" 1صم7

    مقدمة:

    إتبع هذا القانون الصادر من السماء وهو: أننا أبناء الله، ونعيش تحت النعمة وليس تحت الناموس. ولا تصدق كلام الشيطان بل كلام أبيك الموجود فى الكتاب المقدس.

    والقانون الثانى هو: لا تخف، لا تزعل (لاتغضب)، لا تتعلق بالعالم.

         فى بداية طريق الحياة الحقيقية فى حضن الآب والفادى الرب يسوع، يأتينا الشيطان عدونا فيكذب علينا ليخدعنا ويوهمنا ولا يتوقف. إنه يعلم أننا أحياء والمسيح فى قلبنا كبنين. ولكنه يعلم أيضا أن معرفتنا قليلة وكذلك خبرتنا. لذا فإنه يعمل على إستغلال طفوليتنا الروحية ليسقطنا فى أخطاء ( بسبب الجهل والإهمال أو الضعف أو الماضى ومفاهيمه ). ثم يحاول الشيطان أن يسيطر على إقتناعاتنا فيزرع فينا الشك والخوف ثم اليأس وذلك ليعود بنا تحت نفوذه وظلامه الذى أنقذنا منه المسيح.

          لاحظ أنه قليلا ما يُظهر نفسه ولكنه غالبا ما يبث أفكاره فينا كما لو أنها أفكارنا نحن. فلا تصدق. إنتصر عليه بكلمة الله وروحه الساكن فيك.

    قداسة البابا شنوده: " الشيطان باستمرار يريد أن يشيع فيك روح الهزيمة وروح الضعف، لكى تيأس وتستسلم فلا تصدقه. "

     

    السؤال: كيف ترد على حروب العدو التى تأتيك فى صورة الأفكار التالية وتتخلص من ضغطها ؟

    1-        الخطية تحاربنى وأشعر بالضعف وأحيانا أسقط. أعتقد إنى لا أصلح ولن أغلب الخطية؟

    يوحنا الأولى1: 9

    الجواب الحاسم هو:

    2-        أنا خائف من عدم قدرتى على الإستمرارمع المسيح.

    فيلبى1: 6

    2تيموثاوس1: 7

    الجواب الحاسم هو:

    رؤيا3: 8

    الجواب الحاسم هو:

    3)أحيانا أشعر أننى بدأت مع المسيح وقد قبلنى، وأحيانا أشك فى ذلك ممايجعلنى متقلقلا.

    يوحنا1: 12

    الجواب الحاسم هو:

    أعمال17: 30

    الجواب الحاسم هو:

    رومية8: 16

    الجواب الحاسم هو:

    3-        كثيرا ما أحتار ولا أعرف هل ما أعمله مقبولا من الله أبى أم لا؟ فلا أعرف كيف أسير؟

    أشعياء42: 16

    الجواب الحاسم هو:

    أعمال2: 42

    الجواب الحاسم هو:

    القديس باسيليوس:" الروح القدس أعطانا قوة التجديد.. إنه فينا بالسر (سر المعمودية). أما ثمر التجديد فواضح، إذ يهبنا صلاحا لأنفسنا عظيم القدر. فإذا حاولنا أن نقلل من قيمة هذه الحقيقة، نخسر الحياة الأبدية خسرانا شديدا . "

    قداسة البابا شنوده

    " إن نوالك نعمة الخلاص بالإيمان والمعمودية. لا يمنع إطلاقا أن الطريق لا يزال طويلا أمامك، تستمر فيه بالجهاد والتوبة، والعمل الصالح، وممارسات الأسرار المقدسة وكل وسائط النعمة. "

    ملاحظة هامة: لقد وضع الله فى الكنيسة الأب الكاهن ليكون أبا للمؤمنين من أبناء الله ليقودهم فى طريق التوبة وثقة الإيمان، ونوال نعمة الله المستمرة من خلال سر التوبة والإعتراف والإرشاد الروحى.

    التطبيق: ضع إجاباتك موضع التنفيذ وتدرب عليها . خذ لنفسك أب إعتراف وإنتظم معه.

     

     

     

     

    11) بِرْبَتْوا

    حديثة الإيمان التى هزأت بتجارب الشيطان

     

          كان لأعمال الشهداء "بربتوا" Perpetua و "فيليستى" Felicity وصاحباتها أهمية كبرى فى الكنيسة الأولى . ففى القرن الرابع الميلادى ، كانت تُقرأ علانية فى كنيسة شمال غرب أفريقيا ، حتى خشى القديس أغسطينوس لئلا يمزج الشعب بين هذه الأعمال وأسفار الكتاب المقدس ، فكان يحذر من ذلك ، وإن كان كثيرا ما تحدث عن هؤلاء الشهداء لحث الشعب على الجهاد الروحى .

     

    القبض عليها: فى عام 203 م خلال الإضطهاد الذى أثاره الإمبراطور ساويرس ، ألقى مينوسيوس تيمينيانوس والى أفريقيا القبض على خمسة من المؤمنين كانوا فى صفوف الموعوظين ، وهم " ريفوكاتوس" Revocatus ووزميلته العبدة فيليستى التى كانت حاملا فى الشهر الثامن ، وساتورنينوس Saturninus وسيكوندولس Secundulus ، وفيبيا أو فيفيا بربتوا التى كانت تبلغ من السن حوالى 22 سنة ، متزوجة بأحد الأثرياء ومعها رضيع. كانت هذه الشريفة إبنة لرجل شريف ولها أخان أما الثالث دينوقراطيس فقد مات وهو فى السابعة من عمره .

     

          أُلقى القبض على هؤلاء الموعوظين الخمسة ، ولحق بهم رجل يدعى "ساتيروس" Saturus  ، يبدو أنه كان معلمهم ومرشدهم ، تقدم باختياره ليسجن معهم حتى يكون سندا ويشاركهم أتعابهم .

     

         قيل أن زوج بربتوا كان مسيحيا ، قَبِل الإيمان سرا ، وإذ شعر بموجة الإضطهاد إختفى.

     

         وُضع الخمسة فى أحد البيوت فى المدينة ، فجاء والد بربتوا ، ليبذل كل جهده لرد إبنته إلى العبادة الوثنية ، وكان يستخدم كل وسيلة ، يبكى بدموع مظهرا كل حزن عليها ، أما هى فصارحته أنها لن تنكر مسيحها مهما كان الثمن ، عندئذ إنهال عليها ضربا وصار يشتمها ثم تركها ومضى .. وفى ذلك الوقت نال الموعوظون المقبوض عليهم سر العماد .

     

    فى السجن: تقول بربتوا أنه بعد أيام قليلة دخلت مع زملائها السجن فراعها هول منظره ، كان ظلامه لا يوصف، ورائحة النتانة لا تطاق فضلا عن قسوة الجند وحرمانها من رضيعها. وإذ كانت فى يومها الأول متألمة للغاية إستطاع شماسان طوباويان يدعيان " ترتيوس " Tertius   و " بمبونيوس "  Pomponius  أن يدفعا للجند مالا ليُسمح لهما بالراحة جزءا من النهار ، كما سُمح لها أن تُرضع طفلها الذى كان قد هزل جدا بسبب الجوع .

          تحدثت بربتوا مع أخيها أن يهتم بالرضيع وألا يقلق عليها … بعد ذلك سُمح لها ببقاء الرضيع معها ففرحت ، وحَول الله لها السجن إلى قصر ،وكما قالت شعرت أنها لن تجد راحة مثلما هى عليه فى داخل السجن .

     

    ترى رؤية فى السجن: إفتقدها أخوها فى السجن وصار يحدثها بأنها تعيش فى مجد ، وأنها عزيزة على الله بسبب إحتمالها الآلام من أجله ، وقد طلب منها أن تصلى إلى الرب ليظهر لها أن كان هذا الأمر ينتهى بالإستشهاد . بكل ثقة وطمأنينة قالت لأخاها أن يحضر إليها فى الغد لتخبره بما سيعلنه لها السيد .

          طلبت من الله القدوس ما رغبه أخوها ، وإذ بها ترى فى الليل سلما ذهبيا ضيقا لا يقدر أن يصعد عليه إثنان معا فى نفس الوقت ، وقد ثبت على جانبى السلم كل انواع السكاكين والمخالب الحديدية والسيوف ، حتى أن من يصعد عليه بغير إحتراس ولا ينظر إلى فوق يُصاب بجراحات ويهلك . وكان أسفل عند أسفل السلم يوجد تنين ضخم جدا يود أن يفترس كل من يصعد عليه . صعد ساتيروس أولا حتى بلغ قمة السلم ثم إلتفت إليها وهو يقول لها: " بربتوا ، إنى منتظرك ، لكن إحذرى التنين لئلا ينهشك " . أجابته القديسة: " بإسم يسوع المسيح لن يضرنى " . ثم تقدمت إلى السلم لتجد التنين يرفع رأسه قليلا لكن فى رعب وخوف ، فوضعت قدمها على السلم الذهبى ووطأت بالقدم الآخر على رأس التنين ثم صعدت لتجد نفسها كما فى حديقة ضخمة لا حد لإتساعها ، يجلس فى وسطها إنسان عظيم للغاية شعره أبيض ، يلبس ثوب راعى ويحلب القطيع ، وحوله عدة آلاف من الناس لابسين ثيابا بيضاء . رفع هذا الرجل رأسه ونظر إليها ، وهو يقول: " مرحبا بكِ ياإبنتى " ، ثم إستدعاها وقدم لها جُبنا صُنع من الحليب ، فتناولته بيديها وأكلت ، وإذا بكل المحيطين به يقولون: " آمين " .

          إستيقظت بربتوا على هذا الصوت لتجد نفسها كمن يأكل طعاما حلوا . وقد أخبرت أخاها بما رأته فعرفا أن الأمر ينتهى بالإستشهاد .

     

    محاكمتها: سمع والدها بقرب محاكمتها فجاء إليها فى السجن يبكى بدموع ، أما هى فأكدت له أنها لن تنكر مسيحها .

          فى اليوم التالى أُستدعى الكل للمحاكمة العلنية أمام الوالى هيلاريون ، إذ كان الوالى السابق قد مات . دُعيت بربتوا فى المقدمة وإذ بها تجد والدها أمامها يحمل رضيعها ليحثها على إنكار الإيمان لتربى طفلها . أصر والدها على الإلتصاق بها فأمر الوالى بطرده ، وإذ ضربه الجند بقضيب تألمت بربتوا للغاية .

          رأى الوالى إصرار الكل على التمسك بالإيمان المسيحى فحكم عليهم بإلقائهم طعاما للوحوش المفترسة ، فعمت الفرحة وحسب الكل أنهم نالوا إفراجا .

     

    إستشهادهم: أُعيد الكل إلى السجن حتى يرسلوا إلى ساحات الإستشهاد ليقدموا للوحوش المفترسة ، وقد كانت فيليستى حزينة جدا ، لأن القانون الرومانى يمنع قتلها حتى تتم الولادة ، بهذا لا تنعم بإكليل الإستشهاد مع زملائها … صلى الكل من أجلها ، وفى نفس الليلة إستجاب لها الرب إذ لحق بها آلام الولادة . رآها السجان وهى تتعذب ، فقال لها إن كانت لا تحتمل آلام الولادة الطبيعية فكيف تستطيع أن تحتمل أنياب الوحوش ومخالبها. أجابته القديسة: " أنا أتألم اليوم ، أما غدا فالمسيح الذى فى هو الذى يتألم ، اليوم قوة الطبيعة تقاومنى ، أما غدا فنعمة الله تهبنى النصرة على ما أُعد لى من عذاب "

     

          جاء الوقت المحدد وانطلق الكل إلى الساحة كما إلى عرس ، وكان الفرح الإلهى يملأ قلوبهم .. وإذ إنطلقت الوحوش المفترسة رفعت بقرة وحشية بربتوا بقرنيها إلى فوق والقتها على الرض ، وإذ كان ثوبها قد تمزق أمسكت به لتستر جسدها ، ثم نطحتها أخرى . أما فيليستى فقد أغمى عليها ثم أفاقت كمن قد شهدت رؤيا سماوية .. ولم يمض إلا القليل حتى دخل الجند وقتلوا الشهداء ليتمتعوا بالراحة الدائمة فى حوالى عام 203 م ( 6 مارس كما جاء فى أعمال الشهداء حسب الكنيسة الغربية ) .

                                                         قاموس آباء الكنيسة وقديسيها ص 759

     


    12)كلمة الله

    لقاء وطعام وحياة ( أب يُغذى )

     

    سيرة الدرس: قداسة البابا شنوده الثالث وكلمة الله فى خدمته

    آية الحفظ: الكلمة لقاء وطعام: أشعياء55: 2ب (ب تعنى النصف الثانى من الآية)

     " .. إستمعوا لى إستماعا وكلوا الطيب ولتتلذذ بالدسم أنفسكم "

     

    هدف الدرس: يساعدك فى كشف أن الله أعطاك الكتاب المقدس كواسطة ومجال يقابلنا فيه ويظهر نفسه لنا أثناء إعتكافنا مع كلامه. ويقوم الله بإطعامنا خبز اليوم، وأيضا يفتح عيوننا لنرى العالم بعين جديدة وكيفية حياتنا فيه ويقودنا لنغير طرقنا فى الحياة.

    قراءة الكتاب هى أن نأكله: نأكل الله ، ونأكل كل عناصر الغذاء لأبناء الله ، ونأكل الحياة الجديدة والملكوت

    قداسة البابا شنوده: " حاول أن تحفظ بعض آيات تمثل مبادئ معينة، أو تأثيرات خاصة، أو وعود من الله، أو ردودا على مسائل تشغلك. هذه الآيات ترددها كثيرا فى قلبك بلون من الهذيذ الذى يلصق هذه الآيات بروحك وأعماقك. "

     

    مقدمة: الكتاب المقدس هو كلمة التى يقولها الله أبونا لنا. والله بنفسه موجود معها ويقولها لك، لأنه يريد أن يعملها معك. لذا إنتبه لوجوده وأنت تقرأ كلمته. ومن يجلس مع الكلمة هو جالس مع الله، ومن كلمته يأخذ ويتبارك ، إن كان يحبها ويجوع لها ولصاحبها.

    ومن أفعال الكلمة:يصاحب الروح القدس الكلمة فيظهرها ككلمة شخصية من الآب ويملأها قوة

    1- فتصير مجال تعيش فيه مع الله أبيك وتشبع به       2- تحمى وتنقى                               3- تعَطِّش وتجَوِّع وتشّوِّق وتروى وتغذى وتُشبع     4- تربى وترشد وتقوى                            5- تيقظ وتُعطى حياة ناجحة يش1: 8وصالحة ومُحبة 1تى1: 5 وفائضة يو10: 10

     

    القديس هيلارى: أسقف بواتيه وصديق البابا أثناسيوس: " أشعة كلمة الله مستعدة أبديا أن تشرق، ما دامت نوافذ النفس مفتوحة خلال الإيمان البسيط."

    القديس أكليمندس الإسكندرى: (القرن الثانى ومدير مدرسة الإسكندرية من معلمى زمانه وصالح بين الفلسفة والإيمان الذى هو النضج فى المعرفة):

    " إذ تختلط الكلمة بالحب تنطفئ فى الحال شهواتنا ونتطهر من خطايانا."

     

    س: ما الذى تعمله كلمة الله بحسب الآيات التالية ؟

    1-        يوحنا5: 24

    2-        بطرس الأولى2: 2و3

     

    قداسة البابا شنوده:بقدر خشوعك فى القراءة يكون تأثير كلام الله عليك . . لأن قلبك يكون فى ذلك الوقت شاعرا أنه فى حضرة الله .

    3-         أشعياء55: 2و3

     

    قداسة البابا: لعل الكتاب المقدس (هو) بعض ما تقصده العبارة " خبزنا الذى للغد إعطنا اليوم ".

    4-         أعمال20: 32

    قداسة البابا: بإمكانك أن تستخدم الكتاب أولاً كمادة صلاة . فبالإضافة إلى صلاتك قبل القراءة وبعدها ، فإن قراءة الكتاب تشعل فيك مشاعر معينة تجد نفسك محتاجا أن تحولها إلى صلاة .

    5-         مزمور119: 24

    6-         يوحنا15: 3

    القديس يوحنا فم الذهب: " لنحسب كل شئ ثانويا بجانب الإستماع لكلمة الله، إذ لا يوجد وقت غير مناسب لها، بل كل الأوقات تناسبها."

    مار اسحق السريانى: " اللهج فى الكتب المقدسة ينير العقل ويُعلم النفس الحديث مع الله."

     

    + الله يقدم لك شخصيًا 32000 وعد ويريدك أن تنالهم وتشارك الآخرين فى نوالهم.

    ما الذى تعلمته من هذا الدرس:

    فكرة للتنفيذ: 1- هل أقرر أن أعيش مع الله من خلال قراءة كلمة الله يوميا وأنمو بها.

    2- هل أتعامل مع الكلمة على أنها لقاء صلاة وطعام يمد الله يده به لأشبع وتدخلنى الحياة.      نعم ..   لا .. 

    3- ضع قرارك بعد تأمل وتفكير وأختم عليه بصلاة حتى يبارك ابوك القرار ويضمنه .

     

    12) قداسة البابا شنوده الثالث ( أطال الله حياته)

    مكانة الكتاب المقدس فى خدمته ورسالته

     

    البابا خادم الكلمة:

           عندما يتكلم قداسة البابا ، فإن السامعين يلمسون بسرعة أنهم أمام كلمة الله ، بحلاوتها وسموها وجاذبيتها . وأياً كان الموضوع الذى يقدمه فالحاضرون يجدون أنفسهم ينتقلون مع قداسته بين دفتى الكتاب من سفر إلى سفر ، ومن حادثة إلى قصة ، ثم من آية إلى شخصية ، دون خروج عن الموضوع . وهكذا تأخذ كلمة الله بالقلوب . ويخرج الحاضرون وهم مغمورين بكلمة الله ، وأغنياء بالمعرفة الكتابية ، التى تزداد بإستمرار تتبعهم لعظات قداسته .

     

    محبته للكتاب المقدس:

          السر وراء ذلك التأثير هو العلاقة القوية التى تربط قداسة البابا شنوده بكلمة الله ومحبته الشديدة لها . وهذه المحبة ليست هى مخزون سنوات الحياة مع الله وخدمته قبل الرهبنة فقط ، أو سنوات التوحد فى المغارة ، وإنما هى محبة متجددة ومستمرة لكلمة الحياة ، وكما يقول قداسته: رغم أنى أعرف الكتاب المقدس من سفر التكوين إلى الرؤيا ، وأعرف الآيات بشواهدها إلا أنى أرجع إلى الكتاب المقدس دائما لأقرأه وأتأمله وأقوم بتحضير العظة منه .

     

    الكلمة فى الكنيسة والكنيسة فى الكلمة:

         وتتميز الكلمات الروحية التى يقدمها قداسة البابا ، أنها شاملة لكل الأطعمة التى تلزم المسيحى . ففيها تجد دائما الطقس والعقيدة وسير القديسين والفكر الروحى والتأملات الكتابية والحقائق الروحية . تجد كل هذا متجانسا ويشكل نسيجا واحدا . وهذا هو الوعظ الأرثوذكسى الكنسى . وقد لاحظنا أن كثير من الخدام إذا تكلموا فى الكتاب لم يذكروا الطقس أو القديسين ، وإذا تكلموا فى العقيدة أو الطقس لا تجد أثرا للكتاب المقدس فى عظتهم وكأن هناك فاصل بين هذا وذاك . أما فى كلمات قداسته تكتشف الوحدانية فى كل هذه الأوجه من حياتنا المسيحية ، وهذا ما يجعل الكنيسة والجوانب المختلفة فى حياتها هى أعظم مفسر لكلمة الله ، بل والمدخل الحى للحياة بالكلمة ، والدخول إلى مجالات نعمتها . إن الطريقة التى يعظ بها قداسته تلغى الفصل الوهمى الذى بين الكتاب المقدس والكنيسة أو بين الكنيسة والكتاب المقدس.

     

    والحق يقال ، فقد كان منتشرا بين المسيحيين غير الأرثوذكس ، بل حتى بين الغالبية من الأرثوذكس أنفسهم ، أن عقائدنا الأرثوذكسية هى أشياء إستلمتها كنيستنا ، ولكن ليس لها دليل وسند من الكتاب المقدس . وإذا بقداسة البابا يحطم هذه الفكرة السائدة والمغلوطة ، ونراه يكشف كل عقائد الكنيسة من كلمة الله بصورة جامعة لكل الأدلة ومانعة لأى شكوك ، وتجعل السامع أو القارئ غير قادر على بناء حياته مع الله بعيدا عن هذه العقائد التى تعيشها الكنيسة.

     

    من أقوال قداسته عن كلمة الله:

    1-        القراءة هى عمل خارجى ، أما التأمل فيما تقرأه فهو عمل داخلى . ولذلك فالتأمل أهم من القراءة .

         والفهم عمل داخلى ، وكذلك التأثر والعمل بما تقرأ .

         والمقصود بالعمل الداخلى فى القراءة هو العمل الروحى ، وليس مجرد المعرفة التى تضيف بها معلومات إلى ذهنك . العمل الداخلى فى القراءة هو تحويل المعلومات إلى حياة .

                                                        معالم الطريق الروحى ص127

    2-        لعل الكتاب المقدس (هو) بعض ما تقصده العبارة " خبزنا الذى للغد إعطنا اليوم " .

    3-        إحفظوا الإنجيل يحفظكم الإنجيل ، إحفظوا المزامير تحفظكم المزامير .

    4-        أحب أن أرى أناجيلكم الخاصة وقد ظهر عليها الإستعمال .

    5-        خذ كلمات الله كأنها رسالة شخصية موجهة لك . . من أجلك أنت بالذات نطق الروح على فم الأنبياء .. إنها رسالة إليك أنت ، وليس إلى أهل رومية أو أهل كورنثوس . عندما أرسل الإمبراطور قسطنطين رسالة إلى القديس أنطونيوس ، فرح أولاده . فقال لهم : " إن الله- ملك الملوك – قد إرسل إلينا كثيرا من الرسائل ، فلماذا لم تفرحوا بها هكذا ..

    6-        من ضمن الأشخاص الذين أخطأوا ، لأنهم خبأوا كلام الله فى عقولهم وليس قلوبهم ، أمنا حواء .

    7-        أخشى أن يكون الكتاب المقدس غريبا فى بيوتنا أو فى حياتنا "ليس له أين يسند رأسه".

    8-        بقدر خشوعك فى القراءة يكون تأثير كلام الله عليك . . لأن قلبك يكون فى ذلك الوقت شاعرا أنه فى حضرة الله .

    9- هل تعلّم أولادك ما فى الكتاب حسب قوله " وقصها على أولادك " .. هل تقرأ الكتاب يوميا مع أفراد أسرتك ؟ وهل لكم إجتماع عائلى حول الكتاب ؟ .

     

    إن العلاقة العميقة لقداسته بالكتاب والكنيسة منصهرين معا. وكالعملة ذات الوجهين أحدهما الكتاب والآخر الكنيسة . هما أجمل ما نتحلى به جميعًا فى حياتنا مع الله .

     

     

    (13) الصلاة بالإجبية

    التردد على الله ومجال ملكوته على مدار النهار والليل

     

    سيرة الدرس: داود النبى.

    آية الحفظ: الصلاة بالإجبية: مز119: 164 " سبع مرات فى النهار سبحتك على احكام عدلك."

     

    هدف الدرس: إختبار القوة الروحية للصلاة من خلال صلوات مقدمة ساعات الإجبية وتأسيس شركة شخصية من خلال الحق والحب والنعمة الموجودة فى هذه الصلوات وأيضا يهدف الدرس إلى حصول المؤمن لنفسه ولآخرين على الوعود الموجودة فى هذه الصلوات. يهدف الدرس إلى ممارسة مباركة ومشبعة ومثمرة لفترة من الوقت كل يوم مع صلوات الأجبية.

    قداسة البابا شنوده: " إن لم تستطع خلال النهار ان تصلى كل ساعة بكمالها. فعلى الأقل يمكنك ان تصلى القطع والتحليل الخاص بها. وثق ان ذلك سوف لا يستغرق منك سوى دقائق معدودة ترفع فيها قلبك الى الله خلال حروب النهار ومشغولياته.

        وينفعك فى ذلك الحفظ، فكلما كنت تحفظ قطع ومزامير الإجبية ، ستصليها بدون كتاب وبدون ان يشعر بك احد."      الوسائط الروحية ص19

     

    القديس يوحنا كاسيان:      المزامير: ص41 القمص ت.ى.ملطى 

    لكى ننعم بهذا الكنز يلزمنا ان نتلو المزامير بذات الروح الذى به وُضعت،

    نتبناها فى انفسنا بذات الطريقة كما لو ان كل واحد منا قد وضعها بنفسه،

    او كما لو ان المرتل قد وجهها الينا لإستعمالنا نحن، غير مكتفين بأنها قد تمت بواسطة النبى او فيه، وانما يكتشف كل منا دوره الذى يلزم ان يحققه خلال كلمات المرتل، بأن:

         نثير فى داخلنا المشاعر التى نراها فى داود او غيره من المرتلين فى ذلك الحين.

    فنحب حين نراه يحب، ونخاف إذ هو يخاف، ونرجو حين يرجو هو، ونسبح الله عندما يسبح هو، ونبكى على خطايانا وخطايا الآخرين حينما يبكى هو .. نسر ونفرح بجمال المسيا والكنيسة عروسه .. وأخيرا إذ هو معلم يعلم وينصح ويمنع ويوجه البار يليق بكل احد منا ان يفترضه متحدثا اليه فيجيبه بطريقة لائقة تناسب تعليمات صادرة عن معلم كهذا."

     

    القديس باسيليوس الكبير:

        " كتاب المزامير حاوى على كل اللاهوت."  المزامير ص18 أب ت.ى. ملطى

    القديس أثناسيوس الرسولى:

    " .. أما المزامير بالذات فتهب للباحث المُجد كنزا خاصا. هذا ويمتاز سفر المزامير يقينا - من بين كافة الأسفار الأخرى - بنعمة خاصة وميزة عظيمة جديرة بالإعتبار. فإلى جانب الخصائص التى يتشارك فيها مع الأسفار الأخرى نجد له ميزة خاصة فريدة. ففى المزامير نجد ان فيها تتمثل وترتسم خلجات النفس بكافة انواعها المتباينة للغاية، حتى ليصبح السفر أشبه بصورة تعاين فيها نفسك مرسوما.

    وإذ ترى نفسك ، تدرك ، فتشكلها وفق النموذج المرتسم."   

                            العبادة فى كنيستنا ص40 المتنيح الأنبا يؤنس أسقف الغربية

     

    أ - قدم دراسة تعبدية موجزة لهذه الكلمات والصلوات المتكررة فى الأجبية وحكمة تسلسلها فى صلاة السواعى؟:

    1-    " بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين."

    2-    " كيري ليصون يارب أرحم. يارب أرحم. يارب بارك آمين."

    ما معنى يارب أرحم:

    ما معنى يارب بارك:

    3-    " المجد للآب والإبن والروح القدس الآن وكل أوان والى دهر الدهور آمين."

    معنى المجد ل..:

    ولماذا يقدم تمجيد لكل واحد من للأقانيم الثلاثة ؟

    ما معنى الآن وكل أوان والى دهر الدهور آمين:

    4-    " اللهم إجعلنا مستحقين ان نقول بشكر."

    5-    ما هى التركيزات الهامة فى صلاة " أبانا الذى فى السموات.." ؟

    6-    ما هى التركيزات الهامة فى صلاة الشكر ؟

    7-    ما هى تركيزات مزمور التوبة لداود " المزمور الخمسين " ال51 فى الطبعات غير القبطية ؟

     

    ب - ما هو الترتيب أو التسلسل المشترك صلوات ساعات الأجبية  فى ؟

     

    ج - أذكر الصلوات التى تضاف على الأقسام السابقة فى بعض ساعات صلاة الأجبية ؟

    صلاة باكر ..

     

     

    صلاة النوم ( ما قبل النوم ) ..

     

    مار اسحق السريانى:

    " الذى يداوم ترتيل المزامير ، بدون طياشة ، يمتلئ من الروح القدس. "  ميمر 6

     

    التطبيق :

    كيف ستستفيد من صلوات الأجبية فى حياتك اليومية كوسيلة للعشرة المستمرة مع الله الثالوث ، ولشبعك الروحى وتنمية سلوكك المسيحى ؟

     

     

     

    13) داود النبى

    مرنم إسرائيل الحلو

     

         فى كل تاريخ العهد القديم نرى ثلاثة شخصيات رئيسية كانت وما زالت تتردد أسماءهم على ألسنة شعب إسرائيل ، وأيضا لهم نفس المكانة المرتفعة عند المسيحيين والكنيسة ، وداود أحد هؤلاء الثلاثة العظام وهم إبراهيم أب الآباء خليل الله وأبو الإيمان ، وموسى كليم الله وقائد الخروج من عبودية مصر ، وداود رأس سلسلة ملوك يهوذا وملك شعب الله ومرنم إسرائيل الحلو . فمن هو داود العظيم ؟

         هو إبن يسى البيتلحمى وقد وُلد فى 1040ق.م وهو من نسل يهوذا وصار جَدْ ليسوع  كان يطلق على يسوع لقب "إبن داود" . ولنصف داود لابد أن نضع قائمة طويلة حتى نبلغ جوانب هذه الشخصية .

    فوظائف هذا الرجل متعددة: فهو راعى الغنم (فى شبابه المبكر) والمحارب والقائد العسكرى والملك والنبى ورجل الله ، وكان فريدا فى كل هذا .

    وفى علاقاته: فهو زوج محب وأب عطوف رقيق وصديق فيَّاض بالحب والوفاء ويكسب الصديق والعدو .

    ومن مواهبه: أنه شاعر وموسيقى ، يصنع آلات عزفه بنفسه .

    ومن صفاته: الإخلاص والعدل ، والصراحة والإعتراف بالحق ولو على نفسه والإعتراف بالخطأ.

    ولكن يفوق الكل: 1) عشقه لله والحياة فى طاعتة وتمجيده . 2) وقبوله لتعليم وتدريب الله له ، فى الظروف السهلة والقاسية بل والمستعصية . 3) وهو مملوء بإيمان وتسليم بأن الله سيقوده وسيحميه ويعمل به .

         ومن ملاحظاتى وتأملى لهذا العملاق ، وجدت أن سر حياته: الذى يسند ويلهم بكل العظمة التى وجدناها فيه ، هو فى 1- إلتصاقه بالله فى صلاة مستمرة. 2- وإيمان قوى ومقتدر مهما كانت الظروف. إنه بطل المزامير التى تغنى بها شعب الله على مدى العصور.

    أعجب ما فى شخصية داود: هو صراحته وشفافيته وقلبه المفتوح ، وقد لمس بهذا حياة الكثيرين . فكل من تعامل مع هذا الرجل ، كان يشعر أنه يتلاقى مع شخص حقيقى حى ، تنبض تصرفاته وكلماته بالصدق  والوضوح . وقد تساءلت:

    ما هو سر هذه الروعة المتجلية فى صدقه وشفافيته وصراحته ؟!

    فأدركت أن سببها هو الصلاة التى عاشها داود ، إنها نوعية وكيفية صلاته .

    أنه عبَّر عن نفسه بكل صدق وبساطة وحماس فى أحاديثه المستمرة مع الله .

    فى صلواته فى مخدع قلبه وفى كل مكان .

    وأيضا التى سجلها فى أشعار وأناشيد ، مملؤة بكل مشاعره وآرائه وإيمانه وأمنياته الحقيقية واختباراته واستجابات صلواته. وهذه هى المزامير المقدسة المملؤة بالروح

    لقد عاش داود مع نفسه الحقيقية ، ومع الله ومع ما حوله ، وعبر عن ذلك بكل أمانة ومشاعر صادقة .

    وقد جذب صدق داود وتعلق قلبه بالله  محبة الله له ، لذا سكب عليه روحه وألْهَم بالوحى المقدس صلوات وطلبات وتشكرات هذا الإناء المبارك ، ولمس بالروح اعترافاته وتسابيحه .

    داود الذى قال الله عنه: " وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبى الذى سيصنع كل مشيئتى " أعمال13: 22 

     

    14) سر الإعتراف

    السر الذى فيه نأتى إلى الرعايه والرحمة الأبوية الدائمة التى تنتظرنا

     

    سيرة الدرس: القديس موسى الأسود.  آية الحفظ: أبوة أمينة للمعترف: 1يوحنا1: 9                                           

     " إن إعترفنا بخطايانا ، فهو أمين وعادل ، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم "

                                                                                             

    قداسة البابا شنوده:

    " أتظن الإعتراف بدون توبة يمكنه أن يخلصك ؟! كلا. إمزج اعترافك إذن بالندم والتوبة والعزيمة الصادقة على تغيير مسلكك، وبهذا تستحق دم المسيح الذى يطهرك من كل خطية، وبهذا تخرج من الإعتراف مغسولا بالدم الكريم."    كتاب الوسائط الروحية ص99

     

    القمص ت.ملطى: الإعتراف هو تجاوب مع عمل الله الخلاصى، فيسوع المسيح كمخلص، عمله إن يخلص.. لكنى بعدم شعورى ومعرفتى اوقف عمله فى. هو يرفع، لكنى لازلت تحت ثقلها لعدم قبولى له."        كتاب تلمذتى لأب إعترافى ص14

    ملحوظات:

    1- الإعتراف هو من إبن لأبيه السماوى. يكشف علاقة بنوة وأبوة ومحبة، ويظهر إتفاق مشترك على أن كلمة الله هى مرجع حياتنا ومقياسها.  

    2- نتقابل مع المسيح الكاهن الوسيط لنا والذبيحة التى تحمل خطايانا. هذا يتم من خلال الأب الكاهن. والآب السماوى يفيض بأبوته من خلال أبونا فى السر  

    3- المشتاق لممارسة سر الإعتراف يعطيه الروح القدس روح إبن يحب أبيه ومخلصه، فيعترف ويرجع عن ما يخالف كلمة الله. 

    4- فى الإعتراف نحن نعترف بالسر الكنسى، وبكاهن السر، ونعترف بالمسيح كاهن العهد، ونعترف بدم المسيح وذبيحته وصليبه وكفايتهم لغفراننا وتطهيرنا وتكميلنا.  

    5- وفى الإعتراف نعترف بالروح القدس. وهذا يقودنا للإعتراف بخطيتنا وضعفنا والميول الداخلية بقوة الروح القدس كما نعترف بعمل الله فى حياتنا، ونقبل الغفران والتطهير والتوجيه والقيادة

     

    س: ماذا تتعلم عن إعتراف أبناء وبنات الله ؟ وما يعمله الله فى الإعتراف ؟ ونتائج الإعتراف ؟

    1-    يشوع7: 19

    2-    أرمياء3: 22

    3-    أرمياء3: 23

    4-    أرمياء3: 13

    5-    أرمياء31: 18

    6-    أرمياء31: 9

     

    7-    أرمياء4: 3

     

    القمص ت. ملطى:

    + " الله لا يشتاق لمجرد الصوم والنحيب وتمزيق القلب .. ولكنه يطلب سعادتنا.." إرجعوا إلى".    + " يطلب أن نكتشف ونختبر حبه لنا. وعند تجاوبنا مع محبته اللانهائية بلقائنا معه، لا نملك أنفسنا من الإنفعال أمام فاعلية هذا الحب الإلهى النارى، وفيض إحساناته وبركاته علينا."    + " غير ناظرين البتة إلى خطايانا، فتنساب دموعنا من تلقاء ذاتها بفاعلية إلتهاب قلوبنا بهذا الحب."   + " بهذا تزول الفكرة الخاطئة عن ألإعتراف كمجرد سرد للخطية ويصير إعترافنا بمراحم الله الغزيرة رغم خطايانا الكثيرة، مع شعور بالخجل وعدم الإستحقاق لهذا الحب."       تلمذتى لأب إعترافى ص14

    مار إسحق السريانى: " لا تهدأ من الصلاة والطلبة حتى تُحس خفياً بنوع الجاء أن قد غُفرت لك خطاياك، وإشتعلت نار المسيح فى قلبك. وأخذت قوة خفية لتكميل الوصايا." ح. الصلاةص749

     

    أنبا أشعيا (شيهيت: قرن الرابع):

    1- " يلزم أن تتذكر كل يوم فيما أخطأت، وتطلب الغفران، إمتحن نفسك. إكشف نفسك لأبيك لأن هذا يساعدكثيرا فى معرفة الذات وإصلاحها"   ر.القبطية ص286

    2- إن أخطات فى أمر فلا تسْـتح وتكذب، بل أسرع وأقر بذنبك واستغفر فيغفر لك.   3- طوبى لمن إهتم من أجل جراحاته لتشفى، وعرف خطاياه وطلب من أجلها الغفران.   4- من كتم خطاياه عن صاحب سره فقد دل على تعاظمه، وقد إستملك عليه عدوه، أما الذى يفشى أفكاره فيستريح. لنرفض شرف العالم وكراماته لنتخلص من المجد الباطل."     بستان الرهبان ص153

    التطبيق:

    1- ممارسة الإعتراف نعمة لا تقدر

    2- إنتظام الإعتراف يمنح حياة مقدسة وموجَّهة

    3- ضع ما تأثرت به من الدرس موضع التنفيذ وتدرب عليه باستمرار. راجع الدرس قبل الإعتراف

    قداسة البابا شنوده:

    قرأ الكـاهن حلا  فوق رأسى ، فاسـترحت

    قال لى هيا اصطلح  بالرب هيا ، فاصطلحت

    قلت أنسى الأمس لكن صرخ العقل فصـحت

               حسن يارب أن أنسى ولكن كيف أنسى ؟

     

    كـيف أنسى فتـرة  الطيش وآثـام الصـبا

    كـيف أنسى الرب مصـلوبا وقلبى صـالبا

                                                     من قصيدة " كيف أنسى

     

     

     

    القديس موسى الأسود

     

         هو من قديسى وعظماء القرن الرابع ( 332-407م ) . وهو حَبَشى الأصل .

         ونلقى قليل من الضوء على الرجل مع درس "سر التوبة والإعتراف" لعدة أسباب:

    1-    لأنه كان يحمل ماضى مملوء بالشرور والعيوب فى الشخصية وقد عمل الله فى إعترافه بصورة عجيبة ، فنرى أن هذه الخطايا والعيوب تنهزم ولا تبقى .

    2-    لأنه كان غيورا على تنقية حياته بكل عطش وغيرة وإجتهاد . فتحول الرجل القاسى الفظ ، الغضوب سريع الإنفعال ، بل والشهوانى ، إلى اللطيف المملوء حنان ورحمة والذى يعيش فى سلام الطهارة المُفرِحة . ويقول البستان: " بالرغم من شرور موسى وحياته السوداء أمام الجميع إلا أن الله الرحوم وجد فى قلب موسى إستعدادا للحياة معه "

    3-    لأنه كان قريبا جدا من مرشده وأب إعترافه القس إيسيذوروس وكان يداوم على فتح قلبه وكشف حياته لله أمام أبيه للإعتراف والإسترشاد . وكم أثمر ذلك بصورة مجيدة.

    4- ونلمس الأبوة العجيبة الصبورة للقديس إيسيذورس وتعبه مع إبنه وصلاته من إجله. 5- وأيضا نرى البنوة الصادقة المطيعة الواثقة فى أبيه الروحى مما جعل الله يهبه تواضعا سماويا هو تواضع المسيح . قيل عنه فى البستان: أنه " كان يركع أمام قس الإسقيط ، ويعترف بصوت عال بعيبه وجرائم حياته الماضي فى تواضع كثير وبشكل يدعو إلى الشفقة ووسط دموع غزيرة " .

    6- قصة إعترافه أمام القديس مكاريوس الكبير ورؤية الملاك وهو يمسح كل خطيئة يعترف بها . وهذا يكشف أن الله يُقدِّر بوضوح الإبن الذى يأتى إليه معترفا بإخلاص قلب ، وناوياً على السير مع الله فى النور ، فيعطيه مع الإعتراف شهادة حرية وبراءة لا يمكن الوصول إليها إلا بدم المسيح وموته الكفارى . فالمسيح يُطل علينا بخيره مع الإعتراف الصادق بحالتنا .

    ماضيه وضعفاته وتأثيرهما بعد بداية الطريق مع المسيح:

         معروف أنه كان عبدا . ولكنه كان قاسيا وعنيفا ، ولم يكن مريحا حتى مع سيده الذى تعب منه . وكان يسرق ويقتل ، ويتصرف كمن فقد الشعور بالرحمة . كان قوى الجسم ، وهذا ساعده على تنفيذ رغباته الرديئة . فكان يستعمل قوته بسرعة واندفاع متهور وأذيَّة .

         ودخل المسيح حياته . وتغيرت مناهجه وطرقه بصورة عجيبة لا يمكن أن يحدُث فيها هذا التغيير ، إلا بمحبة المسيح الفعالة ، وقوة عمل روح الله .

         ولكن هل كانت شهوات الماضى تضايقه ؟ نعم . هل طباع الماضى ثارت عليه ؟ نعم . هل حاول العدو ( الشيطان ) أن يرجع به إلى الحياة السابقة ليُفقده حياة أولاد الله الجميلة وفرحها وشبعها وقداستها ؟ نعم وبمحاولات كثيرة .

         فماذا كان موقف موسى المبتدئ مع الله ؟ وكيف واجه كل هذا ؟ . قرر أن يسير كل الطريق بقلب شجاع كالأسد واثقا فى أبوة الله ودم المسيح وصليبه . وواجه بنشاط وبلا كسل أو خوف وتردد ومساندة مشورة وصلوات مرشده وأب إعترافه . إن موسى الأسود يشجعنا على فتح القلب لطريق التوبة الغيورة بلا تردد ، وعلى يقين النجاح ورؤية عمل دم المسيح وقوة روحه فى حياتنا . وإحدى نقط الإرتكاز القوية هى سر التوبة والإعتراف

         مما يشجعنا فى سيرة موسى الأسود النتيجة التى آلت لها توبته المستمرة . أن جديته فى التوبة والإعتراف لأبيه الروحى ، وحماسه الدائم للتخلص من أىعيب أو ضعف ، قد أتى بنعمة الله بقوة فائقة على شخصيته وحياته . لقد تحرر من حرب الشهوات عليه ، ولم يعد يعتد أو يخاف أبدا من هجوم العدو عليه . فقد كشفهم له الله ، وكأنهم ذباب ضعيف يهشه فيجرى هرباً .

    من أقواله المنيرة:

    1- من يحرث ويتعب فإنه يخلُص بنعمة ربنا يسوع المسيح .

    2- ثلاثة أمور يفرح بها العقل: تمييز الخير من الشر ، التفكير فى الأمر قبل اللإقدام عليه ، والبعد عن المكر .

    3- ثلاثة أشياء يستنير بها العقل: الإحسان إلى من أساء إليك ، والصبر على ما ينالك من أعدائك ، وترك النظر أو الحسد لمن يتقدمك فى الدنيا .

    4- ثلاثة أمور حارب العقل: الغفلة ، الكسل ، ترك الصلاة .

    5- أمور تولِّد الغضب: .. الإنفراد برأيك فيما تهواه نفسك ، عدولك عن مشورة الآخرين ، وإتِّباع شهواتك .

    6- الذى يريد كرامة الرب عليه أن يتفرغ لطهارة نفسه من الدنس .

    7- إذا حسُن لك الزنى أقتله بالتواضع ، والجأبنفسك إلى الله فتستريح ن وإذا حوربت بجمال الجسد فتذكر نتانته بعد الموت فإنك تستريح .

    8- ليكن قلبك من نحو الأفكار شجاعا جدا فتُخْفِ عنك حدتها . أما الذى يخاف منها فإنها ترعبه فيخور . كما أن الذى يفزع منها يُثبت عدم إيمانه بالله حقا ، ولن يستطيع الصلاة قدام يسوع سيده من كل قلبه ما لم يطرد الأفكار أولا .

    9- إحفظ لسانك ليسكن فى قلبك خوف الله .

    10- لا تُحب الراحة ما دمت فى هذه الدنيا .

    11- لنرفض شرف العالم وكراماته لنتخلص من المجد الباطل .

    12- إبغض كلام العالم كى تبصر الله بقلبك ..

    13- من يحتمل ظلما من أجل الرب يعتبر شهيدا . ومن يتمسكن من أجل الرب يعوله الرب . ومن يصير جاهلا من أجل الرب يُحكِّمه الرب .

    14- لنقتنى لأنفسنا الشوق إلى الله ، فإن الإشتياق إليه يحفظنا من الزنى .

    15- أذكر ملكوت السموات لتتحرك فيك شهوتها .

    16- الذين يريدون أن يقتنواالصلاح ، وفيهم خوف الله ، فإنهم إذا عثروا لا ييأسون ، بل سرعان ما يقومون وهم فى نشاط واهتمام أكثر بالأعمال الصالحة .

    17- من يتذكر خطاياه ويقربها لا يخطئ كثيرا . أما الذى لا يتذكر خطاياه ولا يقر بها فإنه يهلك بها .

    18- كن مداوما لذكر سير القديسين كيما تأكلك غيرة أعمالهم .

    15) الجهاد الروحى

    أبوة الله العاملة فى تكميلنا

     

    سيرة الدرس: القديس بولس الرسول. 

    آية الحفظ: الجهاد الروحى: عبرانيين12: 1 " لذلك نحن أيضا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا. لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا "

    هدف الدرس: هذا الدرس يعلمنا عن السعى وبذل المجهود فى حياتنا المسيحية، وأنه أمر أساسى لا غنى عنه. ولكنه ليس جهادًا بشريًا مجردًا (جهاد أرضى). هو يعلمنا عن قوة الله والإلهام الذى يحركنا للجهاد، وعن الإمكانيات التى نعتمد عليها فى جهادنا، والهدف الصحيح الذى نريد أن نصل إليه مع هذا الجهاد.

    قداسة البابا شنوده:

    1. النعمة على الرغم من عملها فى الإنسان ، تتركه لحريته. إنها تشجعه ولكن لا ترغمه. نعمة المعونة لا تلغى نعمة الحرية ..

    النعمة إذن تشغل قلبك بمحبة الخير، وتقوى إرادتك على فعله، وتُحثك عليه، لكنها لا ترغمك.

          إن الله يريدك أن تصل إليه، بكل رضى قلبك. لذلك كان قبولك للرب، أمرا هاما فى الحياة الروحية. إنه الخطوة الأولى فى طريق الخلاص، يقول الكتاب " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله "  يو1: 12

    إن قبولك يدل على إستجابتك لعمل النعمة.

          هؤلاء الذين قبلوه، إنما قبلوا الإيمان به وإيضا: قبلوا عمل النعمة فى أسرار الكنيسة المقدسة. النعمة ص19و20

    2. المهم أن يشترك الإنسان فى العمل مع النعمة. سواء بدأ هو، ثم أعانته النعمة واشتركت معه. أو بدأت النعمة معه، واشترك هو فى العمل معها..

    نقول هذا، لأنه لا يمكن أن يكون الكسل هو مقدمة لمعونة الله. لا الكسل ولا النوم ولا التهاون ولا التواكل. بل العمل مع الله بكل جهد .. أو بكل ما تمنحه النعمة من القوة

        إبدأ إذن بأية بداية، مهما كانت ضعيفة أو ناقصة أو ضئيلة. وثق أن النعمة ستفتقدك وتقويك وتعمل معك. ولا تقل: سأنتظر ولا أبدأ إلى أن تأتى النعمة وتعمل. إن بدايتك هى إشارة إلى النعمة أن تأتى…     النعمة ص73

     

    س: ما الذى تتعلمه من كلمة الله عن الجهاد الروحى وأهميته ونتائجه ؟

    1-    عبرانيين12: 1

    2-    مت10: 22

    3-    2تيموثاوس4: 7و8

    4-    1كورنثوس9: 25-27

    5- فيلبى2: 12

     

    القديس يوحنا الدرجى: " إن الذين يسمعون بوجود كنز فى مكان ما يفتشون عنه ، وإذا عثروا عليه بتعب يحرصون على الإحتفاظ به " مار يوحنا كليماكوس ص91 للقس أغسطينوس ب.

    ق. أغريغوريوس الثيؤلوغوس: "" إن العمر كيوم واحد بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يعملوا بشوق "       البستان ص209

    ثيوفان الناسك: " إعلم وإفهم أن الكل من الخاسرين.. ما عدا الإنسان الذى لا يكف عن الجهاد، ويتمسك بثقته فى الله. "     المحاربات الروحية: ك1 ص38

     

    س2: ما الذى يعتمد عليه المسيحى فى جهاده ؟ وماذا يعطيه ؟ ومتى ؟ حتى يحصل على الثمر عندما يبذل إمكانياته الشخصية ويقدم ما يقدر عليه ؟

    1-    كولوسى1: 29

    2-    1كورنثوس3: 7

    3-    2كورنثوس2: 14

    4-    1تيموثاوس6: 12

    5-    2كورثوس12: 9

    6-    2تيموثاوس1: 6و7

    7-    أعمال2: 42

    8-    فيلبى2: 13

    القديس مقاريوس الكبير:

    1. " بعد حلول النعمة تصير النفس بلا هم أو اضطراب، إلا أن الله لا يزال يطلب من النفس أن تُظهر إرادتها ومشيئتها نحو الصلاح، حتى بعد بلوغ حد الكمال، لتكون باتفاق تام مع الروح " وجدت قلبه حسب قلبى " . "

    2. " بالإيمان ينال الإنسان نعمة، ويكون أهلا لدخول الملكوت، إلا أنه من الناحية الأخرى عليه أن يحافظ على روح النعمة ويكون موافقا له فى كل أعماله "

    3. " ولكن إن كان إنسان يغصب نفسه إلى الصلاة فقط لكى ما يحصل على نعمة الصلاة، ولكنه لا يغصب نفسه إلى الوداعة والتواضع والمحبة وبقية وصايا الرب. ولا يهتم أو يتعب ويجتهد لكى يتمم هذه الوصايا - بقدر ما هو مستطاع لحرية الإرادة وعزم القلب - فقد تُعطى له أحيانا نعمة الصلاة جزئيا، مع تعزية وفرح من الروح بحسب ما سأل وطلب، ولكنه يظل كما هو فى صفاته وسلوكه. فيكون بلا وداعة، لأنه لم يطلبها باهتمام، ولم يُعِد نفسه ليقبلها فيصير وديعا. ويكون بلا تواضع، لأنه لم يطلب التواضع، ولم يغصب نفسه إليه. ويكون بلا محبة من نحو كل الناس لأنه لم يهتم ويجتهد لكى يحصل عليها بالتوسل والصلاة وليس له إيمان وثـقة فى الله فى تكميل ما عليه من الأعمال، لأنه لم يعرف نفسه، ولم يكتشف أن هذا هو ما يعوزه، ولم يبذل أى إهتمام أو جهد ليحصل على احتياجه، طالبا من الرب أن يحصل على إيمان ثابت وثقة حقيقية فيه."

                                                         عظات القديس مقاريوس: عظة19

    قداسة البابا شنوده:

    1. لا تطرف: البعض من حماسهم لأهمية النعمة، أنكروا العمل البشرى !! وركزوا على النعمة قائلين (كله بالنعمة)! وجعلوا موقف الإنسان سلبيا، كما لو كانوا يشجعون على الكسل، متحدثين عن العمل بكل تحقير ! .. "

    2.  " والبعض من حماسه للعمل، يتناسى أو يتجاهل عمل النعمة !! وكثير من هؤلاء لا يتحدثون عن النعمة! ولا يستخدمون هذه الكلمة فى عظاتهم أو فى كتبهم. وأمثال هؤلاء يوبخهم القديس بولس الرسول بقوله ".. سقطتم من النعمة " غل4: 4 ..

         الوضع السليم بين التطرفين هو أن نعطى النعمة حقها، ونعطى العمل البشرى حقه.

                                                                   النعمة88-90

    3. " يتطرف كثير من الناس، لدرجة أن كلمة الجهاد الشخصى تبدو كما لو كانت هرطقة ! كما لو كانت عملا ضد الإيمان وضد معونة الله ! وهذا كله خطأ. "

                                              الخلاص فى المفهوم الأرثوذكسى ص58

    قداسة البابا شنوده:

     

    قد تركت الكل ربى ما عداك         ليس لى فى غربة العمر سواك

    ومنعت  الفكر  عن  تجواله           حيثما  أنت  فأفكارى  هناك

    قد نسيت الأهل والأصحاب بل      قد نسيت النفس أيضا فى هواك

    قد  نسيت  الكل  فى حبك  يا        متعة  القلب  فلا  تنس  فتاك

    ما بعيد أنت عن روحى التى      فى سكون الصمت تستوحى نداك

    فى  سماء  أنت  حقا إنما        كل  قلب عاش  فى الحب  سماك

    عرشك  الأقدس  قلب قد خلا      من  هوى  الكل فلا يحوى سواك

    هى  ذى العين وقد  أغمضتها    عن  رؤى الأشياء على  أن أراك

    وكذا  الأذن  وقد  أخليتها         من  حديث  الناس  حتى أسمعك

    قلبى الخفاق أضحى مضجعك        فى حنايا الصدر أخفى موضعك

                                                                  من قصيدة: همسة حب

    ما الذى إستفدته من هذا الدرس ؟ وفى أى شئ ستبدأ فى وضعه موضع التنفيذ ؟

     

     

     

     

    (15) القديس بولس الرسول

     

          إن حياة بولس الذى قابل الرب يسوع فى طريق دمشق صارت مختلفة كليا عن بولس قبل لقائه بالمسيح ومعموديته وملئه بالروح القدس بواسطة حنانيا تلميذ المسيح.

          صار بولس محكوما بأساسيات ملكت على عقله وقلبه منذ أول يوم فى إيمانه، وإلى آخر أيام حياته ، وقد ظهر ذلك فى قوله  " جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعى حفظت الإيمان وأخيرا قد وُضع لى إكليل البر الذى يهبه لى فى ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لى فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا "

     

    الأساسيات التى حَكمَت بولس وطريقة معيشته كل أيام حياته هى :

    1. أنه محصور بمحبة المسيح لهذا فهو عاش كمجنون يسوع المسيح ، وهكذا حسبه بعض الناس ولم يشغله ذلك ولم يرده عن جنونه فى السلوك فى حب المسيح الذى مات عنه .

    2. وملك على بولس أنه صار خليقة جديدة فى المسيح . فلم يعد للأشياء العتيقة مكان فى حياته " إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة . الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا ، والكل من الله " فلم يعد يربط نفسه بالحياة السابقة ورأى أنه لن يعيش إلا فى الجديد وما توحيه له خليقته الجديدة فى المسيح .

    3. رأى بولس أن بولس القديم قد إنتهى ودفن فى المعمودية مع المسيح وأنه الآن هو بولس القائم من الأموات ، وأنه سيعيش فقط الحياة الجديدة التى إستلمها من الله فى يوم المعمودية.

    4. رأى بولس نفسه إناءً مختارا ومدعوا ليعلن الرب يسوع للعالم الذى يعيش فيه ، ولن يهتم بالثمن الذى سيدفعه ليتمم رسالته وقَدَر حياته.

    5. كان مؤمنا أن الله سيعمل فيه دائما ولن يكون وحده أبدا بدون المسيح وعمل النعمة والروح القدس. ولهذا كان يقول " أن الذى إبتدأ فيكم عملا صالحا سيكمل إلى يوم الرب يسوع " و " أنا ما أنا ولكن نعمة الله فى " و " لا أجسر أن أتكلم عن شئ مما لم يفعله المسيح بواسطتى " وتغنى بكلمة المسيح له " تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل"

    6. كان واثقا أنه مرفوع فى حياته ورسالته بصلوات الكنيسة من اجله. فطلب من المؤمنين أن يجاهدوا معه فى الصلوات. وأن يصلوا من أجله ليفتح له الله أبواب للخدمة ، وأن يعطيه الله مجاهرة ليتكلم بكلمة الله وسر الإنجيل.

    7. لقد كان بولس عاشقا لله مولعا بالحياة من اجله . وكان عاشقا لخلاص النفوس وبنيان الكنيسة وجسد المسيح ، وكان ذلك أيضا حبا فى المسيح والله أبيه .

          ولنرى كل ما ذكرناه عن روح بولس، وقلبه الملتهب حبا للمسيح، ولحياته كإبن لله، وجهاده الروحى الذى عبَّر عن كل هذا لننظر الآن إلى:

    أع20: 17-38  ،   وأيضا 2كو11: 21-33   ،  وأيضا 2كو6: 1-12

    ولنتأمل فى حياة هذا التلميذ الملتهب بحب المسيح فى كل شئ كان يعمله.

     

     

    (16) سر التناول والقداس(1) الإستعداد

    القداس هو زمن توبة وإزالة عوائق الوحدانية والعطش لله فى أقدس إجتماع معه

     

    سيرة الدرس: الأنبا كيرلس السادس

    آية الحفظ: التناول إنصهار معا فى المسيح: كورنثوس الأولى10: 17

    " فإننا نحن الكثيرين خُبزٌ واحد جسد واحد لأننا جميعا نشترك فى الخبز الواحد "

     

    هدف الدرس: هو أن نفهم حقيقة القداس والتناول والعبادة فى القداس. فهم ذلك من خلال آيات الكتاب المقدس. إكتشاف نوعيات الصلاة المرفوعة فى القداس وكيف نصليها من القلب والفكر وكل النفس فى حضور الله فى القداس وعلى المذبح.

     

    قداسة البابا شنوده: " لقد غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه.. قبل التناول، قبل أن يمنحهم الأسرار المقدسة ..فيتقدم الإنسان إلى الأسرار المقدسة وهو طاهر ..لعله يعطينا درساً آخر، أن الطهارة منحةً من عنده. " 

     

    مقدمة: هدف هذا الدرس هو توضيح أوجه الإستعداد للتناول، وروح الصلاة فى القداس.

     

    القمص بيشوى كامل: " لم تكف عن تقبيل قدمى لو7: 45 لأقبلك بدموع توبتى، لأقبلك فى مخدعى، لأقبلك فى جسدك ودمك الطاهر. "

     

    القديس أغناطيوس الأنطاكى: " إهتموا أن تجتمعوا بكثافة أكثر لتقديم الشكر والمجد لله، فعندما تجتمعون مرارا معا فى الإجتماع الإفخارستى، تضمحل قوة الشيطان، وتنحل قوته، أمام إتفاق إيمانكم وتآلفه. "

    س: وضح من الآيات كيف نستعد للتناول قبل القداس وأثناءه ؟

    1- يوحنا13: 5و10

    2- كورنثوس الأولى10: 17

    3- متى26: 28

    4- يوحنا6: 35

    5- كورنثوس الأولى11: 26

    6- خروج12: 11

     

     

     

    الراهب جريجورى دكس: " الطقس الذى أسسه ربنا يسوع المسيح ليكون عبادة خاصة بالذين هم له، قد صار قلب العبادة المسيحية. "

     

    القمص ت. ملطى: " التعبد فى المفهوم الكنسى ليس مجموعة مراسيم تنفذ.. وإنما هى أولا قبل كل شئ، تعَرف على الله محب البشر. "

     

    القمص بيشوى كامل: " بذبيحة القداس يُكرم الآب فى أبوته ورعايته ومحبته، والإبن فى فدائه وتضحيته، والروح القدس فى إرشاده وقيادته. "

     

    فكرة للتطبيق: إدرس صلوات القداس وتأمل فيها. إقرأ أو إستمع لشرائط تفسر لك المعانى الطقسية لخدمة القداس .

     إشتراكك فى القداس والتناول له دور أساسى فى معرفتك بالله ونموك، لهذا أربط ما تعلمته من هذا الدرس مع عبادتك بصلوات القداس الإلهى ومنهجه.

    1. تفهم الحقائق التى يفيض بها الدرس. وحوِلها إلى صلوات قلبيه فى القداس.

    2. لاحظ صلوات القداس فهى غنية بهذه الحقائق. إصهر قلبك معها وأسكبها فى الصلاة.

    الخلاصة: القداس الإلهى عبارة عن مجال سماوى، فيه نقترب إلى الله أبينا من أجل:

    1- التوبة والإعتراف …     الغفران الأبوى …    الغسل والتطهير

    2- الشكر …                والتسبيح …           متعة الحياة الأبدية

    3- العهد الجديد ببركاته …  التبشير …            الإبتهال للآخرين ( من منطلق القلب الواحد)

     

    ما الذى تعلمته لحياتك من هذا الدرس:

     

     

     

    (16) البابا كيرلس السادس

    والصلوات الليتورجية

     

          لم ينسى البابا كيرلس السادس أنه الراهب مينا البرموسى ، ولم ينسى أنه غريب على هذه الأرض مهما إرتقى منصبه .. فإنه بعد رسامته بطريركا زاد شعوره بالإحتياج المستمر للإتصال بحبيب نفسه عن طريق الصلاة لكى يرشده ويعضده فى هذا الطريق الجديد .. فهو بعد أن ذاق وشارك وعاش مع المسيح فما حاجته لأى شئ آخر ، لقد ربح المسيح فما حاجته لأى شئ آخر ؟!!

     

           قال البابا شنوده الثالث عن البابا كيرلس السادس: أن البابا القديس كيرلس السادس كان رجل صلاة ، يقيم القداس والعشية كل يوم ، حتى وهو فى الطاحونة فى الجبل ، وليس بعدما بنى كنيسة مار مينا ومنزلا له فى مصر القديمة حيث الأمور أسهل بكثير ، لكن وهو فى الجبل فى الطاحونة كان الأمر صعبا . ومع ذلك كان الله يرسل إليه الشمامسة الذين يخدمون معه فى ذلك المكان القصى وينتفعون ببركته . وقد أُعتُدىَ عليه فى الطاحونة وحتى بعد هذا الإعتداء إستمر كما هو فى نفس المكان واستمر فى حياة الصلاة بالقداسات التى تصعد به إلى السماء حيث المسيح جالس.

     

          وفى الحقيقة أننا إذا اردنا أن نضع صورة رمزية للبابا كيرلس السادس ، فأحسن صورة إما صورته تحيط به سحابة من البخور أو صورته وهو إلى جوار المذبح ، لأن البخور كان دائما فى حياته . كل يوم عشية بالليل وقداس بالصبح، رفع بخور عشية ورفع بخور باكر وقداس كل يوم .

     

          والبابا كيرلس لم يبتعد عن المذبح والبخور طوال أيام حياته .. وحينما كانت تحيط به مشكلة كان يلجأ إلى المذبح وإلى القداس . هكذا كانت حياته فى المشاكل ، لا يتكلم كثيرا مع الناس إنما يُكلم الله فى القداس ، وكان الله يستجيب .

     

          يقوم ليصلى مزامير نصف الليل ، وبعدها يتجه إلى الكنيسة ليؤدى التسبحة التى كان يُشبهها بالمن الذى كان يجمعه بنو إسرائيل قبل شروق الشمس ، والذى إذا ما أشرقت الشمس يسيل ولا يمكن جمعه .. وكان يصليها فى قلايته إذا كان متعَبا ، المهم أنه كان يهتم بهذه الصلاة الطقسية على وجه الخصوص وكان يردد هذه التسابيح بتمعن وتلذذ عميق .

     

          لقد كان القداس الإلهى بالنسبة للبابا كيرلس السادس الكنز الذى يفتحه يوميا ليغترف منه التعزيات الإلهية ، وليطرح أمام الله كل متاعبه وآلامه .. كان يصلى القداس فى هدوء وعمق بصوت منخفض ووجه مطرق إلى أسفل ، وكان يغمض عينى جسده لكى ينظر أمجاد السماء بعينى روحه .. وصلاته تكاد تكون بلا لحن .. كان يركز فى معانى الكلمات فى وقار وخشوع ولم يكن يتكئ على المذبح قط حاسبا نفسه غير مستحق لذلك . كما كان لا يتحدث مع أحد خلال القداس إلا نادرا . ومع صلاة القداس يزرف الدموع الغزيرة فالدموع هى بنت الصلاة ، وكم كانت صلواته ولودة !!

     

       ولقد كان البابا يميل إلى إقامة صلاة القداس كاملة بمفرده رغم حضور آباء آخرين معه لمساعدته ، ولكنه لم يكن يرتكن إلى ذلك لأنه كان يحب الصلاة ويجدها له ملجأ أمين .

     

          وكان البابا لشدة إيمانه بعظمة فائدة القداسات يأمر باقامة ثلاث قداسات بالكاتدرائية وقداسين بالكنيسة الصغيرة التى بجوارها (كنيسة الشهيد العظيم إسطفانوس) وكان يردد " لازم نفرح ملاك كل مذبح علشان يذكرنا أمام الله " وكان يقول عن هؤلاء الملائكة: " هم دول الجيش بتاعى اللى أنا بحارب بيه " وكأنه على يقين من حربه ضد مملكة الظلمة فلابد له من جيش النور ليعاونه .. وكان البابا كيرلس رجل الحان وتسبحة . ولم يكن يحب أن يضع خولاجى على المذبح .. فلقد كان يحفظ القداس عن ظهر قلب . فلو أحصينا عدد القداسات التى أقامها فى حياته فستكون رقما خياليا .. ففى كل سنة كان يصلى حوالى 360 قداسا وهذا يعنى أنه منذ أن  رسم قسيسا وحتى نياحته كبطريرك قد صلى حوالى 12000 قداس وهذا أمر لم يحدث فى تاريخ أى بطريرك من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان .. حقا كان عجيبا فى صلواته . كان يعهد إلى الله بمشاكله ويرى القداسات والصلوات هى التى تحل له المشاكل وليس المجهودات البشرية

     

          من المتعذر علينا حقا أن نقترب من شخصية البابا كيرلس السادس إذا لم تكن لنا خبرة حقيقية بحياة الشركة مع الله . فعلى الرغم من الساعات الطويلة التى كان يقضيها هذا القديس أمام الله فى الصلوات الليتورجية إلا أنه كان متوحدا قبل البطريركية وهكذا استمر بعدها .. فإن قداسته إعتاد العشرة والخلوة مع الله ، ولم تكن مشاغل البطريركية لتمنعه عن إستمرار هذه العشرة بل زادتها توهجا .. كان البابا يخلو إلى الله فى قلايته لكى يناجيه بالصلوات الإرتجالية التى ليتنا نستطيع أن نحصل عليها . فلا أشك أنها كانت قوانين فى حياة الصلاة .. فقط كان إهتمامه أن يلقى رأسه عند أقدام المسيح ويبدأ فكره فى السياحة مع الرب ، لقد تعلم كيف يستدر مراحم الله وكيف يتصادق معه ، ومجرد نظرة من عينه إلى أيقونة كانت تكفى لإرسال الكثير والكثير من الطلبات التى يرجوها قداسته من الرب ، ولم يكن الله يبخل عليه بالإستجابة السريعة .. لقد كان قداسته دائب الصلاة ، يصلى ولا يمل ، لا يفتر لحظة عن التسبيح فى قلايته أو فى مقابلاته أو فى سيره أو عند تناوله الطعام .. لقد كانت حواسه فى كل وقت مرفوعة إلى الله .. 

                               عن كتاب الصلاة فى حياة البابا كيرلس السادس ص16-20

     

     

    17) سر التناول (2) بركاته وأثاره على العبادة

    جنْى ثمار المشاركة الحقيقية فى القداس والتناول

     

    سيرة الدرس: خبرات فى القداس

    آية الحفظ: التناول حياة: يوحنا6: 54 

    " من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير. "

     

    هدف الدرس: غرض هذا الدرس هو نوال أكبر قدر من بركات التناول، ومساعدتنا فى صلاة القداس، والإحساس بحضور الله، والنمو فى معرفته، وخدمة الله أبى وعائلته من خلال الصلاة.

    قداسة البابا شنوده: " إنها بركات روحية فائقة جدا، لا يمكن أن تكون من خبز عادى، ومن خمر عادية، ومنها الحياة الأبدية، والثبات فى الرب، وغفران الخطايا."    

                                                         الكهنوت ص96

     

    القمص بيشوى كامل: سر التناول عملية تطعيم.. جسد الرب جعلنا نعيش فى مستوى الشركاء الأبناء. "   أثمار الفردوس 6

    القديس أغناطيوس الأنطاكى: " إن شرابه، أى دمه.. هو المحبة غير الفاسدة. " 

                                                    الآباء الرسوليين القمص ت. ملطى

    س: ما هى بركات القداس والتناول التى يختبرها المؤمن المنسكب فى صلاة طاهرة ؟

    1-    لوقا22: 19

    2-    لوقا22: 20

    3-    لوقا22: 29و30

    4-    متى26: 28

    5-    يوحنا6: 57

    6-    يوحنا6: 56

     

    العلامة أوريجانوس: 1. " فى قداس الموعوظين تخطب النفس للرب يسوع، وفى قداس المؤمنين تدخل النفس فى رباط الزوجية. "   2. " الفاعلية العظيمة الكائنة فى الخبز والكأس، تحدث أشياء صالحة فى النفوس الصالحة. "

     

    القديس مقاريوس الكبير: " فلنتقدم إلى سر الإفخارستيا بخوف وشوق وإيمان تام، ليبعد عنا خوف الأعداء بقوة ربنا يسوع المسيح. "

     

    شيخ فى البستان: إذا تقدمت لأخذ القربان، لا تفكر أنك أهل لذلك.. فتقدم بتوبة واعتقد فى نفسك أنك مريض وغير مستحق، بل ومجروح محتاج إلى الشفاء. آمن أنك تتقدس بأخذ القربان.. لآن كل الذين تقدموا إليه بإيمان شُفوا. "

     

    أفكار للتطبيق: 1. ركز على بركات التناول أثناء صلاة القداس لتنال أكبر قدر منها. 

    2. ركز على معرفة الثالوث وانصهر فى حضوره وصلة الحب والشكر وجو السماء والإحتفال.

    3. صلوات القداس غنية، إدرسها بتأمل واتحد بصلواته وعش معها فى حضور الله. سلم ذاتك للآب والجسد والدم.

     

    الخلاصة: القداس هو مجال سماوى، بل السماء عينها. وفيه نقترب من الله لأجل:

    1. إنتظار يوم لقاء العريس السماوى على السحاب.

    2. حضور ملموس لله بالروح القدس ، ولقاء ، وتذوق الملكوت والسماء. سكان السماء وحياتهم

    3. تناول المسيح ، وإتحاد مع الله والكنيسة ، وتقديم أنفسنا مع الجسد والدم لله الآب.

     

    ما الذى تعلمته من هذا الدرس:

     18) سر التثبيت

    الروح القدس (روح الأب) يربّيك ويعيش معك ويجعلك بيته ومركز لقاؤه بمن حولك

     

    سيرة الدرس: القديس مقاريوس الكبير. آية الحفظ: سر التثبيت:

    كورنثوس الثانية1: 21 " ولكن الذى يُثبتنا معكم فى المسيح ، وقد مسحنا ، هو الله. "

     

    هدف الدرس: التعرف على الروح القدس وإكتشاف وجوده فى داخل المؤمن وإختباره والإحساس بوجوده وتكوين علاقة شخصية يتحقق فيها التعليم والحق الذى تبينه آيات هذا الدرس. وإختبارات أقوال الآباء وسيرة القديس مقاريوس الكبير. ونعرف أن الروح القدس هو الله ، وأنه شخص وليس مجرد قوة فقط.

     

    قداسة البابا شنوده: " الإنسان لا يتوب إلا بعمل الروح فيه. فالروح القدس هو الذى يبكت الإنسان على الخطية يو16: 8 ، وهو الذى يقوده إلى الحياة الروحية ، ويشجعه عليها. هو القوة التى تساعده على كل عمل صالح.. لا يستطيع أحد أن يعمل عملا روحيا بدون شركة الروح القدس. فإن رفض شركة الروح القدس 2كو13: 14 لا يمكن إن يعمل خيرا على الإطلاق . "

     

     

    صلاة الكاهن فى طقس سر التثبيت: " بالمجد والكرامة كلله. الآب يبارك، الإبن يكلل، والروح القدس يتمم. إقبل الروح القدس يامن نال الصبغة.. إقبل روح الله الذى يملأك من المسرة.. إقبل روح التهليل، إقبل الروح المعزى والبركة السمائية من قِبل مسحة الميرون. "

     

    س: من الآيات التالية، ماذا تعرف عن الروح القدس ؟    ب- وعن علاقته بالمؤمن ؟

    1-    1كو3: 16

     

    القديس أغريغوريوس النزينزى: " الروح القدس هو الذى يكملنا لكى نأخذ المعمودية. ولكن بعد المعمودية نطلبه كعطية قائمة بذاتها. "

    2-    عب9: 14

    3-    مز139: 7 

    4-    مز104: 30

    5-    يو16: 7

     

     

     

    أنبا تادرس: " ماذا يكون أعظم من أن يقتنى الإنسان الروح القدس. "

    ( هو تلميذ باخوميوس الكبير. أحب الله منذ طفولته. وأشتاق أن يتتلمذ لقديس. كان الأول فى تلاميذ باخوميوس. صار أب للرهبان فيما بعد ) .

    6-    2كو3: 17

    القديس كيرلس الأورشليمى: " يسمى الختم بالزيت (المسح بزيت الميرون)، الختم الملكى وختم الشركة والتبعية. "

    7-    أع13: 2

     

    القديس أمبروسيوس: "هكذا يأتى الروح القدس الذى فيه  يصير ملء حلول الآب والإبن"

    ( هو إبن حاكم فرنسا. من قديسى ومعلمى الكنيسة فى الربع الأخير من القرن الرابع. عُيِن حاكم مقاطعة ولكن منحه الله أن يكون أسقفا لميلانو ).

     

    القديس إيرينيؤس: يعتبَر أنه أبو التقليد الكنسى

    " الله بواسطة الإبن والروح القدس يرفع الإنسان إليه " .

    القديس يوحنا فم الذهب: " ولقد تحدث المسيح مع تلاميذه كثيرا بخصوص الروح القدس حتى لا يتصوروا أنه مجرد فعل أو قوة غير شخصية. "

     

    للتطبيق الشخصى: الإنسان الجاد فى مسيحيته يأخذ موقفاً ومنهجاً جاداً من 1كو3: 16 وذلك بالصلاة الحارة والتواضع أمام الآب وبإيمان واثق ، ويتبع ذلك الشوق الدائم للروح والطاعة لمفاعيله فينا . ( إعمل هذا على ضوء الآيات وتعليم الآباء)

    أفكار للتأمل:

    1. الروح القدس هو الحضور الملموس لله وواسطة الحضور الملموس للآب والإبن .

    2.أنت هيكل الله ومسكن روحه. هذا يعنى أنك بيته، ومكان يقابله الناس فيه، ومنك يتعامل مع الناس والأحداث. 

    3. هيكل الله هو مستودع خيره ومجده، فالبيت يُظهر صاحبه ؛ لهذا إختارك ! فماذا أنت فاعل ؟

    4. الروح القدس هو الذى فى يده بنويتك ، ورؤيتك لله ، والصورة التى ستنمو لها ، والرسالة التى ستقوم بها ، وهذا سيتحقق بالمعيشة معه وطاعته .

     

     

     

    18) القديس مقاريوس الكبير

    وموقفه من الروح القدس فى حياته

           كان مقاريوس ولازال صاحب رسالة عظيمة ، قد أعده لها الله . رسالة بدأت فى القرن الرابع ، ولكنها لا تزال حتى اليوم . فهو رسالة وسفير لكنيسة مصر ولرهبان العالم كله ، وكل كنائس الدنيا . ليس الكنائس الشرقية فقط ، بل والكنائس الغربية وحتى غير التقليدية . ويشهد المؤرخين عن أثره على القادة الكبار فى تاريخ أوربا المسيحية .

     

           ولد من أب كاهن وأم تقيين ومحبين للمسيح ، وعاش صباه فى تعلق حقيقى بالله. ولد فى المنوفية وعاش فيها ، وإن كانت العائلة من الجيزة ولكنها تركتها قبل ولادته

     

            عاش مقاريوس حوالى تسعين عاما من عام 300م حتى 390م تقريبا، وهو واحد من جيل العمالقة ، وله مركز روحى وقيادى بارز فى وسطهم . ومن عمالقة النعمة فى هذا الجيل نجد العظيم فى القديسين أنبا انطونيوس أبو الرهبنة فى العالم ، وأنبا باخوميوس أب الشركة ومؤسسها فى الصعيد ومنها إنتقلت إلى العالم كله ، وأنبا آمون مؤسس الرهبنة فى نتريا والقلالى ، ومعهم أثناسيوس الرسولى البابا العشرين والذى إستخدمه الله فى إنقاذ الإيمان المسيحى والحفاظ على ألوهية المسيح فى كل العالم كما يشهد جميع المؤرخين المسيحيين فى كل الدنيا ، شرقًا وغربًا .

     

           إشتهر أبو مقار بأنه كان يحيا بالروح ويُلْهَم به . وكان ممتلئ منه ولذلك قالوا عنه أنه " لابس الروح " . لقد أضاء جسده وتجلى بالروح . وكان يسير فى كل شئ بالروح ويحفظ نفسه فى الكمال بسلطان الروح على ذاته . وكان يرعى أبناءه الرهبان بعمل الروح فيه . لقد إكتشف أن كل مسيحيته لا يمكن تحقيقها إلا بعدما اكتشف أنها هبة الروح وينالها من عرف أن لا أمل له فى نفسه وقوته الشخصية أبدا ، ولكن مجد المسيحية لمن يبيع نفسه لسيادة روح الله عليه .

     

        وكان يعرف قدر الروح القدس فى المسيحية المعاشة ، فكان يرى الصحراء التى يسكنها رهبانه عبارة عن بستان يستقى من ينبوع الروح القدس ، ويشرب من مياهه الجميع ، كما أن ثمارهم ليست إلا فيض هذا الروح المُعطى . البستان ص32

        وله قول عجيب عن الثمار الإعجازية فى من يحل فيه الرب بقوة الروح فيقول:

    " أف3: 16و17 أنها تكون بنفس الطريقة التى عمل بها فى عصا هرون الميتة إذ أثمرت فى ليلة واحدة " . البستان ص243

      

    كتب الأب صرابامون: سيرة مقاريوس الكبير (وكان معاصرًا للقديس أبو مقار) ، وقال فيها:

           " وفى كل مرة قابلنا أنبا مقارة ، ما كنا نقول كلمة واحدة إلا وكان يعرفها لأنه كان لابسا الروح ، وكان يسكن فيه روح نبوى كما كان فى إيليا وسائر الأنبياء ، لأنه كان متسربلا بالتواضع كمثل الثوب ، بقوة الباراكليت الساكن فيه . وبمجرد رؤيته وهو مملوء من نعمة الله المضيئة على وجهه، كانت تعزية الروح القدس المعزى الذى فيه تأتى على كل الذين كانوا جالسين معه"

        ونختم حديثنا عن هذا العملاق بأن نقتبس منه فقرة من نهاية رسالة له لأولاده ، وفيها يبيّن القديس مقاريوس ما تكون عليه حياة المسيحى بواسطة الروح القدس إذا سار أمينًا تحت قيادة هذا الروح وتدريبه وتعاملاته معه. هذا الحديث يكشف إختباره الذى عاشه، والذى رآه آلاف الرهبان ومنهم كثير من الجبابرة فى النعمة وكانوا تلاميذا له. فيقول برسالته:

        " وبعد هذا كله ـ يقصد تدريبات الروح المتواصلة ونجاح المؤمن فى السير تبعًا له ـ يقطع الباراكليت عهدا مع:

    نقاوة قلبه ، وثبات نفسه ، وقداسة جسده ، وتواضع روحه ، فيجعله يتجاوز كل الخليقة ، ويعمل فيه بحيث أن فمه لا يتكلم بأعمال الناس ،

    وأنه يرى المستقيم بعينيه ، ويضع حارسا لفمه ،

    ويرسم طريقا مستقيما لخطواته ، ويقتنى بر يديه أى (بر) أعماله ،

    والمثابرة فى الصلاة مع تعب الجسد والسهر المتكرر .

    ولكن هذه الأشياء يرتبها الباراكليت فيه بقياس وإفراز ، وليس بتشويش بل بهدوء .

           ولكن إن تجاسرت روحه فقاومت ترتيب الروح القدس نفسه ، فإن القوة التى وضعت فيه تنسحب ، وبذلك تتولد فى قلبه محاربات واضطرابات ، ثم تضايقه آلام الجسد فى كل لحظة بمهاجمة العدو .

           ولكن إن تاب قلبه وتمسك بوصايا الروح القدس من جديد ، فإن معونة الله تكون عليه ، وحينئذ يفهم الإنسان أنه خير له أن يلتصق بالله فى كل حين ، وأن حياته هى فى الله كما يقول داود : صرخت إليك فشفيتنى " مز30: 2 ، وأيضا " لأن عندك ينبوع الحياة " مز36: 9 "

     

     

    19) كلمة الله (2)

    كيف نعيش بها

     

    سيرة الدرس: القديس باخوميوس.    آية الحفظ: عش بالكلمة: يعقوب1: 21

    " لذلك إطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فأقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِص نفوسكم. "

     

    هدف الدرس: معرفة كيف نقرأ الكتاب بطريقة تغير حياتنا وتنمى وجود المسيح وسلطان روحه فينا. نقرأ وندرس بطريقة تحقق ما درسناه فى درس كلمة الله (1) . هذا الدرس يعلمنا أن نمارس أثناء دراسة الكلمة أشياء هامة مثل: نية الحياة النقية وقبول كلمة الحياة بخيرها ووعودها، وقراءتها بالإيمان العامل وروح عبادة الله ، وبالإستعداد لإلهام الله لنا وللعمل بالكلمة والخضوع لفعل الله بها فينا. ونأكل الكلمة ونغتنى بغناها ونفرح قلوبنا بها.

     

    قداسة البابا شنوده: 1-" الحياة الروحية ليست مجرد قيود وقوانين ونواميس، إنما هى ثبات الروح فى الله بحب وحرية."   2- " يطفئ الروح الإنتقال من المستوى الروحى إلى المستوى العقلانى.. ويتحول الإنسان من عابد إلى عالم."  الروح القدس ص123 

    3- " الصلاة لا تحتاج إلى وقت وإنما إلى قلب. "   الروح القدس ص17

     

    أغريغوريوس النزينزى: " صارت كلمة الله حلوة لى مثل عسل الشهد فصرخت من أجل المعرفة ".( سُمى الناطق بالإلهيات ، وأحد الآباء الكبادوك العظام ، وكتب قداس يسمى إسمه ).

     

    القمص تادرس ملطى: " الكتاب المقدس لا يُحفظ عقليا ، وإنما نحيا به، ونعيش فيه ، ونتذوقه ، ونختبره."

     

    القمص ميخائيل إبراهيم بشبرا:  من أشهر كهنة مصر وآباء الإعتراف فى هذا القرن وإشتهر بالقداسة والتواضع والبساطة " إقرأ فى الكلمة على أنها دليل لك، معلم لك، مرشدك الأول. ومتى كنت بتقرأها علشان هى ترشدك وتعلمك، ها تختبر قوة الكلام اللى بيعمل فى داخلك. ومتى إختبرت، ها تسمع الصوت بتاع المسيح. "

     

    س: كيف تعيش بالكلمة يوميا وتتغير بها حياتك، وتنمو بها فى كل شئ ؟

    1-    يعقوب1: 21

     

    إبصالية الخميس:

    وأيضا يا أحبائى       فلنطرح عنا      إرادات قلوبنا الردية    التى تجذبنا إلى الخطية

    ولنبارك إسم الخلاص   الذى لربنا يسوع المسيح    بعِظم ملازمة      صارخين قائلين

     

    2- عبرانيين11: 11

    3- رومية1: 9

    4- تيموثاوس الثانية3: 16

     

    + سأل أنبا آمون (تلميذ أنبا بموا) الأنبا شيشوى الكبير قائلا: حينما أقرأ الكتاب المقدس يحثنى عقلى أن أرتب الآيات حتى تصلح ردودا على الأسئلة. فقال له الأب شيشوى: نحن لسنا فى حاجة إلى هذا، ولكن حاجتنا هى فى طهارة القلب. ولهذا ينبغى أن نهتم كثيرا لا بما نقوله بل بما نعيشه."    الرهبنة. ص259

    5- كولوسى3: 16

    6- يعقوب1: 22

     

    + كلمة الله هى عبارة عن بذور تحمل حياة، ومياه لريها، ونور وحرارة لينشطها، بمراعاتها تصبح كائن حى فينا.

    ما الذى تعلمته من هذا الدرس:

     

    الأجبية: التحليل الأخير " أرشدنا إلى العمل بوصاياك ."

    توجيهات عملية: لتستفيد من كلمة الله عمليا، إليك بعض ما يعمله الله معك، وما يريده منك. إليك الطريقة التى تحول قراءة كلمة الله إلى حديث مع الله وعشرة معه، وإختبار وسلوك وحياة.

    إعمل بالقاعدة السداسية: إقرأ الكلمة، إفهمها، تأملها، طبقها على نفسك، صليها، ونفذها

    1- يعطيك فى كلمته معرفةعنه: تعرف به، وتمتع به، ومَجِده وسبِّحه على شخصه العظيم

    2- يعطيك وعود ثمينة لحياتك معه، ولأجل كل شئ لليوم والمستقبل: أسس حياتك على وعوده. إفرح بها، إقبلها، واطلبها، واشكره عليها واطمئن أنها لك، وأعد نفسك لها.

    3-  سيعطيك وصايا: نفذها واطلب روح الله ليعملها فيك ومعك وسِر بها فى سلوكك.

    4- سينبهك عن خطايا: تُب عنها وتجنبها واعترف بها وبضعفك واطلب الغفران الأبوى والتطهير

    التطبيق: درسَىْ كلمة الله يساعدانك على قضاء خلوة يومية مع الله وتعميق علاقتكما الحية والمملوءة قوة من خلال كلمته.

         أيضا يساعداك أن تدرس الكتاب المقدس بروح الصلاة والشبع الروحى بكلمة الحياة وتنفيذها عملياً.

     

     

     

     

     

    19) القديس باخوميوس

    شاب وثنى عاش فى القرن الرابع وترك الأرض فى الأربعينات من عمره ، وقد حوّله الكتاب المقدس إلى قديس، لازال يؤثر على العالم كله . وهو مؤسس رهبنة الشركة، وقد نقلها القديس يوحنا كاسيان إلى الغرب المسيحى .

    تطبيق الكتاب كان سبب بدايته مع المسيح وانطبع هذا على كل حياته:

         نقرأ فى بستان الرهبان عن الفتى باخوميوس: " كان والده من الصعيد الأعلىعابداً للأصنام . ففى ذات يوم تجند باخوميوس ضمن جنود الملك . فحدث بينما كانوا مسافرين ، وهم بحالة سيئة للغاية، أن أتاهم قوم مسيحيون من مدينة إسنا بطعام وشراب فى المعسكر . فسأل باخوميوس: كيف أمكن لهؤلاء الناس أن يتحننوا علينا وهم لا يعرفوننا قط ؟! فقيل له أنهم مسيحيون ، وأنهم يفعلون ذلك من أجل إله السماء .

         فلما سمع باخوميوس هذا الكلام قرر فى نفسه ، أنه لو أتيحت له فرصة سيصير مسيحياً ويخدم المحتاجين . وبتدبير الله غلب الملك أعداءه وأصدر أوامره بتسريح الجنود . فرجع باخوميوس وتعمد " .

         من هذه القصة نعرف أن حياة المسيحيين العملية والمُحبة والخادمة للآخرين فى إحتياجاتهم قد هزَّت قلب الشاب وأحب إلههم من مفاعيله على شعبه . وهذا هو الدرس الذى عاش به طول حياته ، وطبَّقه على نفسه فى كل شئ ، ألا وهو ، تطبيق كلمة الله فى حياته التى سيعيشها . وكل قارئ لقصة حياة هذا الرجل القديس سيلمح بقوة، حبه لكلمة الله وإعطائها نفسه وكل ما يملك، وتطبيقها كما هى فى حياته المعاشة .

    ماذا يحدث إذا عاش بكلمة الله عمليا فى حب واشتياق !:

         أنظر فى كلامه هذا ، وقد نفذه باخوميوس فى حياته بك دقة وقوة ونال ثماره لنفسه ولمجد الله وملكوته . هذه كلمات القديس باخوميوس فى بستان الرهبان ، عن الحياة التى تطابق كلمة الله:

    " جميع أبائنا القديسين ، بجوع وعطش وحزن كثير ( يعنى قبلوا وتحملوا كل هذا بقلب مُحب وفرِح مع الله ) ، أكملوا سعيهم ونالوا المواعيد .

         إن كنت قد نذرت لله بكورية بمحبة ( تعيش فى حب الله ) واشتياق ، فاطلبه من كل قلبك ، واسلك بحسب وصاياه .

         وحينئذ يجعلك الله إبنا له ( تختبر وتعيش قوة البنوية ) ، ويباركك ، ويصيِّر بركتك نهرا ، ونهرك بحرا ، ويجعلك كبركة نار ، وسراجه يضئ عليك ، وتمتلئ نورا من الإشراق الإلهى . ويعطيك الإله مجدا مثل مجد القديسين .

         فتضع ثقلا على أراكنة الظلمة ( تسبب تعبا وضغطا على رياسات القوات الشيطانية فيتراجعوا وينحصروا ) ، وترى قوة الله عن يمينك ، وتُغرق فرعون وجنوده فى بحر ملح ، وتخلِّص شعبك من عبودية الغرباء ، وتورثهم أرض الخيرات التى تفيض لبنا وعسلا ، التىهى ، كمال سعيك وخروجك من هذا العالم بسلام " .

         كل ما يقوله القديس هنا هو مؤسس على كلمة الله ، وقد عاشه ورأى بنفسه صدقه عمليا ، فقد ورث المجد وهو على هذه الأرض وحطم العدو أينما تحرك.

    تطبيقه مز18: 37 " أتبع أعدائى فأدركهم ، ولا أرجع حتى أفنيهم ":

    يقول البستان: " كان يقضى وقتا طويلا فى جهاد الشياطين كمصارع حقيقى مثلما كان يفعل القديس أنطونيوس .

         ولما كانت شياطين كثيره تأتيه فى الليل ( إذ أدركوا خطره عليهم ) ، فإنه طلب من الله أن يخلصه من النوم فى الليل كما فى النهار ، حتى يستمرفى الصحو ، ويتمكن من قهر العدو كما هو مكتوب: " لا أرجع حتى أفنيهم " .

         ( تماما كما طلب يشوع أن تدوم الشمس عى جبعون والقمر على وادى إيلون حتى ينتهى من الحرب ويسحق أعداءه ) ، لأن الإيمان بالرب يفنى قوتهم . فأعطى الله له هذه النعمة كما طلبها إلى فترة .

         ولما كان الأنبا باخوميوس طاهرا فإنه كان يرى الله غير المنظور كما فى مرآة " .

         نلاحظ التطبيق الحار والحرفى والجرئ لما يعنيه الله فى كلمته المحيية والمملوءة بالحق

     

    " إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم ":

    عن كتاب حياة باخوميوس ترجمة د/ فؤاد جرجس . وهو كتاب كُتِب عن لسان تلاميذ باخوميوس المعاصرين له :

         " رأى أبينا الكبير باخوميوس فى حماسة أن يبنى كنيسة فى قرية مهجورة لرعاة أغنام المنطقة المجاورة ، حتى يتجمعوا أيام السبت والأحاد لسماع كلمة الرب . تم بناء الكنيسة ليس بدافع من باخوميوس فقط ، بل بناءً على مشورة مع سيرابيون أسقف كنيسة تنتيرا . وكان باخوميوس يذهب مع الأخوة فى مواعيد القداس الإلهى كى يعظ رعاة الغنم ، حيث أنه لم يكن هناك واعظ بعد ، وليمكث معهم بعض الوقت لينظر فى إحتياجاتهم وطلبات الغرباء حتى عُيِّن قس للكنيسة . وعندما كان هؤلاء العلمانيون يرون رجل الرب هذا يعظهم بما كانت لديه من المعرفة والتقوى والنظرة السديدة ، وكان إلقاؤه متناغم الأصوات مع معانى العبارات ، كانوا يميلون إلى إعتناق الدين المسيحى . وكان باخوميوس عطوفا عليهم ومحبا لهم جدا . وكثير من المرات كان يبكى لأوقات طويلة عندما يرى البعض غير عالمين بالرب خالقهم . وكانت رغبة باخوميوس ، إن كانت ممكنة تماما ، أن ينقذ كل روح " .

         ما كان يعمله باخوميوس هو تحويل كلمات الإنجيل إلى حياة معاشة ورسالة يحملها فى حياته . إنه صوت ينادينا لنسير على الدرب المنير الفائض بحضور الله وملكوته ومشيئته .

     

     

     

    20) الشهادة المسيحية ( لعالم محتاج )

    المسيحى الحقيقى هو رسالة وشفيع وسفير ( يخدم بالحياة والصلاة وكلمة الله )

     

    سيرة الدرس: القديس أغريغوريوس الصانع العجائب

    آية الحفظ: الشهادة للمسيح: 1كورنثوس4: 1 " من أجل ذلك إذ لنا هذه الخدمة كما رُحمنا لا نفشل "

     

    هدف الدرس: إظهار أن الشهادة للمسيح عند الناس هو العلامة الظاهرة التى توضِّح مَن أنا وأين أعيش. ويبيِّن الدرس أن منابع الشهادة المغيِّرة للناس هى الحياة النابضة بالفرح والثقة وقوة الله والمضحية للآخرين، وأيضًا حياة ساجدة فى حضرة الله مبتهلة بالروح للناس، ثم متكلمة عن المسيح وملكوته لأى إنسان محتاج. الهدف أن يضع الدارس حياته للشهادة للمسيح من الآن ويقوم بمسئوليته القلبية نحو الناس من أجل المسيح .

    قداسة البابا شنوده:

    1- " الإنسان المؤمن لا يكتفى بأن يعرف الله وإنما ينبغى أن يكون شاهدا له ويُعرف الناس به "  الغيرة المقدسة ص93     

    2- " الخادم الروحى.. فى كل يوم يتعلم شيئا جديدا، ويختبر شيئا جديدا، ومن واقع خبرته يُكلم مخدوميه "  الخدمة الروحية ص93

    3-الخادم: " إنه إنسان عاش مع الله، واختبرالطريق الموصل إلى الله. وهو يحكى للناس هذا الطريق الذى اختبره بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات "   الخدمة الروحية ص93

     

    قسمة للآب ( القداس الإلهى ): اللهم والد النور، ورئيس الحياة.. معطى المتوكلين عليه من كل قلوبهم الأشياء التى تشتهى الملائكة أن تراها. الذى أصعدنا من العمق إلى النور، والذى أعطانا الحياة من الموت. والذى أنعم علينا بالعتق من العبودية. الذى جعل ظلمة الضلالة التى فينا تضئ من قِبَل اتيان إبنك الوحيد بالجسد. " (هذه هى أركان فى البشرى)

     

    القمص ت. ملطى: " إن النفس التى التقت بالرب يسوع وأدركت حبه فأحبته.. لا تستطيع أن تستريح قط حتى تجد اخوتها الذين مات يسوع عنهم، قد شاركوها هذا الحب الإلهى."

     

     شهد القديس بولس عن عمل المسيح فى تغيير حياته واتجاهه. تأمل ذلك .

    1- تأمل حياته قبل معرفة المسيح ؟ أعمال9: 1و2 ، 22: 3 ، 26: 5و9و11 ، فى3: 6 ؟

    2- تأمل الظروف والبشارة التى قادته للإيمان وتسليم حياته وقبول المسيح والمعمودية ؟

    أعمال9: 3-18 ، 22: 14-16 ، 26: 16-18

    3- تأمل تغييره وجدَّة حياته من وقت المعمودية ؟ أعمال9: 19-22 ، 26: 19و20

     

    + إعرف الشهادات الحية لقديسين وقديسات وعمل المسيح المُحى لهم. وشهادات غير مؤمنين دخلوا الإيمان ، واجعلها ذخيرة ملهمة لتشهد بها للمحتاجين فى الوقت المناسب.

    أمثلة لذلك: أوغسطينوس ، موسى الأسود ، مريم المصرية ، تاييس ، بائيسة ، القديس بولس وآخرين بلا عدد .

     

    + تحدى لنا: لو شهد كل مسيحى فى الكنيسة عن المسيح (بالحياة والصلاة وكلمة الله) لأقاربه وجيرانه وأصدقائه وزملائه، لتضاعف عدد أبناء الكنيسة ، وسنرى عمل النعمة العجيب أكثر مما نرى عشرات المرات.

    هذه رسالة الشماس فى الكنيسة وفى الخارج ورسالة كل مسيحى حى مع المسيح .

    س: كيف يشهد المسيحى لعالم محتاج أحبه الله وبذل إبنه الرب يسوع لأجله ؟

    1- 1تس1: 8-10

    2- أعمال2: 46-47

    3- 2كورنثوس5: 17-19 

    4- 1بطرس3: 15و16

    5- أعمال4: 29و31 ، أفسس6: 18و19

     

    القديس يوحنا فم الذهب: " لا أقدر أن أصدق خلاص إنسان لا يعمل من اجل خلاص أخيه، فليس شيئا تافها مثل مسيحى لا يهتم بخلاص آخرين.. لا تقل لا تستطيع أن تؤثر على الآخرين، فإنك مادمت مؤمنا، يستحيل ألا تكون صاحب تأثير، فإن هذا هو جوهر المؤمن. "

     

    فوائد الشهادة للآخرين عن المسيح:

    1- تُثبت المبتدئ      2- يتعامل المحيطين به على أنه مسيحى حقيقى   

    3- تنمى حياته          4- تُشجع من يسمعه أن يبدأ الحياة مع الله   

    5- تجعله يصلى ليغير المسيح النفس التى يشهد لها     

    6- مجرد وجوده يُذكِر الناس بالمسيح وبوجود أتباع له.

     

    فكرة للتطبيق:

    1-    أكتب فى مذكراتك شهادتك الشخصية ( لنفسك ولأب إعترافك وليس للناس ) فى حدود صفحتين كسفر تذكرة وشهادة على نعمة المسيح وعلى العهد المتبادل بينك وبين الله ( عهد المعمودية ). لتعيش مز103: 1 " باركى يانفسى الرب ولا تنسى كل حسناته "

    2-    إن كنت مشغول بحالة إنسان محتاج ، صل من أجله ، إن كان الله يحركك للتحدث معه بما تمجد به فى حياتك ، إرجع لأب إعترافك . قدم فكرة موجزة لشهادتك ، ويكون ذلك بلا تفصيل أو إطالة أو تركيز على الذات بل على الله وفى وداعة وخوف.

    3-    أخبر أقاربك وأصدقاءك المقربين أنك بدأت تعيش مسيحيتك ومعموديتك فلا يحاول بعضهم دعوتك لما لا يوافق مسيحيتك. وحتى تشجع بعضهم على المصالحة مع الله.

    4-    أشكر الله أبيك الذى يستخدم ضعفك ، وأطلب تشجيعه لتكملة الطريق، والشهادة له.

    5-    إخدم فى خضوع لتوجيهات الكنيسة وكخادم منها. وإسترشد بالآباء والمرشدين .

    6-    إشهد للمسيح وأنت مختفيا خلفه واذكر كلمات القديس يوحنا المعمدان فى شهادته " ينبغى أن ذاك يزيد وأنا أنقص "    " كلمة لأبونا بيشوى بشرى "

    قداسة البابا شنوده:" الخادم الحقيقى هو إنسان حامل الله.. إنه يحمل الله معه أينما سار وينقله إلى الناس. إنه إنسان عاش مع الله وذاق حلاوة العشرة مع الله، وهو يقدم هذه المذاقة إلى الناس، ويقول لهم: " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب " مزمور34: 8

    20) القديس أغريغوريوس الصانع العجائب

    أسقف تسلم مدينة قيصرية الجديدة وبها 17 مسيحيا وعند نياحته كان بها 17 وثنيا

     

        من مسيحيى القرن الثالث . وهو مثال لتدبير الله وطرقه لإجتذاب النفوس لمعرفة المسيح . فقد قصد بيروت ليدرس القانون ، وفى طريقه مر بقيصرية بفلسطين ، فإذا به يلتقى هناك بأوريجانوس فلم يكمل رحلته وتخطيطاته ، لأنه كان على موعد مع الله وخطته لحياته ، فهناك قام أوريجانوس بدور رابح النفوس الحكيم ، هذا يظهر من مذكرات أغريغوريوس نفسه إذ كتب يقول: " أرشدنا ملاك الرب فى طريق هذه الحياة ، وربطنا بحبل مودة مع هذا الرجل العظيم ، الذى منه سنستفيد جدا ، فأحسن إستقبالنا مع عدم معرفته السابقة لنا، ومع كونه مسيحيا ، وأظهر لنا سرورا كأننا أناس قد هداهم الله إلى أشراكه ليصطادنا ويربحنا الإنجيل وينقذنا من ظلام عبادة الأوثان . " . وصار ثيودور إبنا لله ومسكنا لروح الحياة إذ وضع حياته فى يد المسيح وإذ قبل المعمودية عند رجوعه إلى مدينته وصار اسمه " أغريغوريوس "

     

        لقد ظهرت فى حياة هذا القديس كل سمات الكارزين بالمسيح ، ونحن نضع بعض ملامح لحياته الكارزة لتلهم سيرته كل واحد ونأخذه منهجا لتبشيرنا بمخلص العالم ومحب الخطاة .

     

       + قبل عودته إلى وطنه لقبول المعمودية ، ذهب إلى الإسكندرية . وكان جالسا وسط جماعة من الوثنيين وكان يتناقش معهم ليأتى بهم إلى المسيح . وكانت حياته مضيئة ونقية وسط ظلمة فساد الشباب ، فحرك عدو كل بر بعض الأشرار فاستأجروا زانية لتنفذ خطتهم الشريرة . فدخلت عليه وسط الجلسة وطلبت منه أجرتها ، وكأنه قد زنى معها ( ياترى ماذا كنت تعمل إن كنت فى مكانه ؟ ) وبينما الكل ينظر متعجبا ! لم يهتز أغريغوريوس وبهدوء نظر إلى أحد الأصدقاء وقال له أن يعطيها ما تطلب . وبمجرد أن أخذت المال دخلها فورا روح شرير وبدأ يعذبها . فقام الشاب أغريغوريوس وصلى من أجلها فخرج حالا الروح الشرير ، وفى الحال أظهرت حقيقة التدبير الشرير ضده أمام الحاضرين . ( لنلاحظ الشهادة بالحياة والصلاة والسلطان ) .

     

       + فى وقت قصير رُسم أسقفا على قيصرية الجديدة وهى مدينة وثنية وبها 17 مسيحيا وسط مجتمعا وثنيا .

       + دخل يوما هيكل وثنى ومضى الليل كله هناك فى الصلاة ، إذ كان يعطش أن يقدم للمسيح نفوس جموع الوثنيين التى تأتى إلى هذا الهيكل . ولينهى على هذا المركز الشيطانى فى المدينة . والعجيب أن جميع الشياطين المسيطرين على هذا المعبد فروا منه رعبا. وفى الصباح لما دخل الكاهن الوثنى إكتشف هروب الشياطين من الهيكل ، فذهب ليشكو للحاكم أن مسيحيا جاء إلى هيكله وأخرج آلهته منه ، فلما عرف أغريغوريوس بأمر الشكوى ذهب للكاهن ليقوده لمعرفة المسيح والإيمان الحق. ولكن الكاهن تمسك بأن تعود آلهته إلى الهيكل. وعندها قام أغريغوريوس بشئ مدهش، فسلمّ الكاهن ورقة كتب له فيها: " من أغريغوريوس الى الشيطان ، يقول لك: أرجع " . فلما وضع الكاهن الورقة على المذبح عادت الشياطين ثانية . هنا أدرك الكاهن ضعف أرواح الشر وقوة المسيح ، فلحق بالأسقف يطلب منه أن يقوده إلى الله ، فبشره القديس ورأى الكاهن أعجوبة تحدث من الأسقف أمام عينيه وآمن ، وأتت جموع الوثنيين إلى أغريغوريوس عطشا للبشارة فقدمها لهم وزعظهم كثيرا وأمام نعمة المسيح والحق وأيضا حياة الرجل أغريغوريوس وعجائب الله من خلاله ، آمَنَت أعداد هائلة فى فترات قصيرة .

     

        لقد كانت حياة أغريغوريوس كرازة مستمرة قال عنه باسيليوس الكبير " أحب البساطة والإتضاع فى كلماته .. كان يكره الكذب والبطلان ، ولم يغضب قط ولا حملت كلماته أو سلوكه مرارة ! " ( من يريد أن يحمل الشهادة للمسيح ألا يستهين فى تقدير ضرورة هذه السمات لحياته كمبشر )

     

        وقال عنه القديس أغريغوريوس النيصى: " يستحيل علينا أن نورد كل عجائب هذا القديس ، إنما يكفينا أن نقول أنه بكلمة واحدة وبعلامة الصليب المقدس يشفى جموعا من المرضى . "

     

        إن الكرازة بالإنجيل التى هى الكرازة بالمسيح . هى المجال الذى يأتى فيه الروح القدس ويجعل المسيح ومحبة الله الآب حقيقة ملموسة للنفوس وكثيرا ما يؤيد الله كلمته بالآيات التابعة . وهذا ما كان واضحا فى حياة قديسنا الأنبا أغريغوريوس الذى تسمى بالصانع العجائب . ولكن المؤكد أن الناس لم ترى فيه صانع عجائب فقط ، بل مسيحية جذابة ، وصلاة حية ، وقلب ملتهب لخلاص النفوس . وصرف الوقت والجهد لربح النفوس .

     

    تعيِّد له كنيستنا القبطية فى 21 هاتور ليت هذا اليوم يكون يوم تجديد لعملنا الكرازى.

     

    المراجع: السنكسار ، وقاموس آباء الكنيسة للقمص ت. ملطى

     


    21) عش يومك بالصلاة (1)

    هدف الله أبى من أحداث حياتى اليومية ومكانه فيها

     

    سيرة الدرس: الراهب لورانس (إختبار حضور الله ). آية الحفظ: يوم مشترك مع أبى: كورنثوس الأولى6: 17 " وأما من إلتصق بالرب فهو روح واحد. "

     

    هـدف الدرس: أن نملأ يومنا بالله أبينا بالصلاة المستمرة . ويساعدنا على ذلك: التأمل فى آيات الحفظ وآيات دروس الكتاب وتحويلها إلى صلاة ، والروح القدس سيقودنا إذا طلبناه. أيضا ممارسة الخلوة اليومية كل صباح والإستمرار فى الحديث مع الله على ضوء الغذاء الذى نلته من الخلوة وجعلها تعمل فى حوادث اليوم مما يظهر دور أبى فى يومى .

    ثم المعيشة مع الله وأحداث اليوم من خلال أناجيل وقطع صلوات الإجبية .

    سيملأ الله أبوك يومك لو تعودت أخذ العهد الجديد والأجبية معك عندما تخرج من بيتك.

     

    قداسة البابا شنوده: 1- " حسب تقييمك للصلاة تكون درجة روحانيتك فيها، وتكون قدرتك على الإستمرار فى عمل الصلاة. "   2- " إن إستطعت أن تعرف قيمة الصلاة الحقيقية، ستصير لك - كما قال القديسون - كالنفس الصاعد والهابط، ترافقك حيثما كنت، ولا تستطيع مطلقا أن تستغنى عنها. "      معالم الطريق الروحى ص76

     

    القديس باسيليوس: " الصلاة إلتصاق بالله فى جميع لحظات الحياة ومواقفها فتصبح الحياة صلاة واحدة بلا إنقطاع ولا اضطراب. "     الصلاة ص37

    مار اسحق السريانى: " خصص وقتا للصلاة التى ترتبها من ذاتك أكثر من المزامير، ولكن لا تبطل المزامير. "      نفس المرجع ص 752

     

    س: صف الخلفية الموجودة بين الله وأولاده ؟ وكيف تكون أحاديثهما ؟ وما هى نتيجة ذلك على مدار اليوم ؟

     

    1-    كورنثوس الأولى6: 17

    2-    أشعياء55: 6

    3-    خروج33: 11

    4-    هوشع11: 3

    5-    مزمور73: 23-25و28

    6-    تسالونيكى الأولى5: 17

    7-    تيموثاوس الأولى2: 8

     

     

     

    قداسة البابا شنوده:    معالم الطريق الروحى ص76

    " عيبنا إحيانا أننا نضع للذراع البشرى تقييما أهم من الصلاة..! لذلك نفضل أن نعتمد على جهادنا وعلى ذكائنا وخبرتنا، أكثر مما نعتمد على الصلاة. "

     

    ماذا تعلمت من الدرس سيفيد حياتك مع الله وحياتك اليومية ؟ وماذا ستطبق منه ؟

    1-

    2-

    3-

     

    21) الراهب لورانس

    إختبار حضور الله والحديث المستمر معه

     

         الأخ لورانس هو شخص قد اشتهر فى كل العالم باختباره لحضور الله الدائم وحديثه المستمر مع الله . وهو راهب من الكنيسة الغربية وقد عاش فى القرن السابع ( 1611-1691م ) . وله رسائل وبعض أحاديث ، وقد كتب له رئيس الدير هذه الأحاديث ، ووضعها فى كتاب مع رسائله ، وقد طبع وتُرجم إلى لغات كثيرة فى كل العالم لنفعه الجزيل .

         إن أحاديثه ورسائله تظهر صورة رائعة لعمل الصلاة المستمرة ومحبة الله . كما تظهر عظمة قيادة الروح القدس لنفس أحبت أن تتكلم مع الله طوال اليوم فى كل شئ ، وأرادت أن تتمتع بحضوره معها وبعمله فى حياتها وفى كل شئ تعمله .

     

         ولنعطى فكرة عن هذا الإنسان ، فهو قد تجند فى الجيش الفرنسى ودخل الحرب وجرح وأصيب بعاهة إستمرت معه وأثرت على كفاءته . لكنه كان قوى البنية ، وقد كان عنيفا ويستخدم قوته الجسدية فى التحطيم والإيذاء وكان هذا فى مقتبل عمره .

     

         وحدث فى يوم ما كما قال بنفسه لرئيس ديره: " أن الله شرَّفه بنعمة فوق الطبيعة عندما تغيَّر فى سن الثامنة عشرة . ففى ذات يوم من أيام الشتاء ، وبينما هو يتطلع لشجرة تتساقط أوراقها ، تأمل فى أنه بعد حين سوف تظهر أوراقها من جديد ، وبعد ذلك تزهر ثم تثمر ؛ قبل فكرة سامية عن عناية الله وقوته. وهذه الفكرة أو ( الرؤية ) لم تمحى من نفسه أبداً . هذه الرؤية قد جذبته كلياً من العالم وأعطته حبا لله جعله لا يستطيع أن يشرح كيف زادت تلك المحبة عمقا خلال أربعين سنة منذ قبوله هذه النعمة " .

     

    مقتطفات من احاديثه: ( عن كتاب إختبار الحضور الإلهى: لوجوس سنتر )

    1-        يجب أن نثبِّت أنفسنا بقوة فى حضرة الله بالحديث الدائم معه . فمن المخجل أن نترك الألفة مع الله لنعطى فكرنا للتوافه . ويجب أن نغذى نفوسنا بإدراك سام عن الله ، ومن هذا الإدراك نقتنى سرورا عظيما فى أن نكون له.

    2-        يجب أن نعطى أنفسنا تماما لله فى تسليم خالص ، سواء بالنسبة لأحداث حياتنا الزمنية أو الروحية على حد سواء .

    3-    قال: أنه دائما يُحْكَم بالمحبة دون اهتمام آخر ودون إعتبار لذاته .. واضعا فى نفسه كغاية لكل أفعاله أن يقدمها حبا بالله .. كما يقول حينما يلتقط قشة من الأرض - يفعل ذلك - لأجل محبة الله وحده ، باحثا عنه بكل إخلاص ، عنه هو وليس سواه ، ولا حتى هباته.

    4- كان يقول: أننا نحتاج فى البداية لقليل من المثابرة ليكون لنا عادة الحديث الدائم مع الله ، ونسبة كل الأفعال له . وبقليل من الإهتمام يشعر الإنسان بأنه مدفوع من محبته بدون أى إضطراب .

    5-    وعندما يعقد العزم على أى فضيلة فهو يخاطب الله قائلا: " أنا لا أقدر أن أفعل هذا ما لم تساعدنى لأفعله " ، وفى الحال يُعطى القوة ليفعلها بل وأكثر من المطلوب " .

    6-    وعندما يقع فى التقصير كان يقول: لن أفعل هذا ثانية ، ويعترف بعجزه ، ويقول لله: " سوف لا أفعل أى شئ آخر إذا تركتنى لنفسى ، والأمر يرجع إليك أن تمنعنى من السقوط وتُعدِّل ما ليس حسنا فىَّ " . وبعد ذلك لا يُقلِق نفسه أبداً بشأن هذا الخطأ .

    7-    يجب أن نعمل ببساطة مع الله ، ونتكلم بدالة معه دون كلفة ونسأله أن يساعدنا فى كل الظروف التى تصادفنا ، والله لن يتأخر عن أن يعطينا المعونة ، كما اختبر هو بنفسه ذلك .

    8-    لقد أُرسِل إلى بلدة "بيرجندى" ليعمل فى مخازن ، وهى مهمة مؤلمة بالنسبة له لأنه لم يكن كفؤاً للعمل لأنه كان أعرج ولا يقدر أن يتحرك فى المركب إلا بأن يلف قدمه فوق البراميل. ومع ذلك لم يُقلق نفسه بسبب هذا ولا حتى من جهة شراء الخمر . وقد أخبر الله قائلا: إنه شأنك. وبعد هذا وجد أن كل شئ يتم ويتم حسناً. وكان قد أُرسل إلى "أوفرجنط منذ سنة لمهمة شبيهة. وهو لا يستطيع أن يقول كيف أتم هذا العمل ، فلم يكن يحسب أنه هو الذى أنجزه حسنا جدا .

    9-    ونفس الشئ حدث فى المطبخ ، الذى كان يعتبر العمل فيه غير مُسْتحب ، وكان يحس ببُغض طبيعى قوى له ، ولكنه درَّب نفسه ليعمل كل شئ من أجل محبة الله ، وأن يصلى فى كل فرصة ، طالباً من نعمة الله أن تعمل له عمله . وقد وجد هذا سهلا جدا خلال الخمس عشرة سنة التى قضاها هناك .. و دائما كان يُسرُّ أن يؤدى الأمور الصغيرة من أجل حب الله .

    10- الثقة التى لنا فى الله تمجده جدا ، وتجتذب لنا نعماً عظيمة . إنه مستحيل ليس فقط

        أن يخدعنا الله ، ولا أيضا أن يترك طويلاً للألم نفساً إستسلمت له تماما ، وعزمت        أن تحتمل كل شئ لأجله .

    11- عندما تشغله أية ظروف خارجية عن التفكير فى الله ، فيحدث أن يأتيه من الله ما يُذكِّره ويأسر نفسه ، ويهبه إحساساً أقوى بالله ، يدفئه ويشعل نفسه أحيانا بقوة لدرجة أن يصرخ عاليا ، يغنى أو يرقص كأنه مجنون . إنه يشعر بأنه واحد مع الله أثناء أعماله العادية أكثر مما عندما يعود للأنشطة الروحية .

     

    12- من الضرورى أن نكتشف أن الله حاضر حضوراً شخصياً بيننا ، لكى نتحول أليه فى كل لحظة ونسأله المعونة ، ولنتعرف على مشيئته فى كل الأمور المشكوك فيها . ونعمل كل ما يبدو واضحا لنا أنه يريد بطريقة حسنة ن مقدمين له كل ما نعمل قبل أن نعمله ، ونعطيه الشكر عندما نكمله . فى هذه الشركة غير المنقطعة يصير الإنسان منشغلا باستمرار بشكر وتمجيد الله ومحبة الله على أفعال محبته الرحيمة اللآنهائية وكماله المطلق .

    13- يجب أن نلتمس منه فى ثقة كاملة نعمته ، دون النظر إلى ما نفكر فيه ، متكلين فقط على إستحقاقات إلهنا اللآنهائية . والله لن يتأخر أن يُقدم لنا نعمته فى كل مناسبة . لقد أدرك هذا جدا وقال: إنه لم يكن يخفق إلا إذا ابتعد عن الشركة مع الله أو نسى أن يسأله المعونة

    14- وقال أيضا: إنه خداع شديد للنفس أن يقتنع الإنسان أن وقت الصلاة مختلف عن أى وقت آخر . إننا مطالبون أن نكون واحداً مع الله سواء فى آدائنا الأشغال أو فى وقت الصلاة بساعاتها الخاصة . وصلاته ببساطة هى حضور الله ، ونفسه لا تدرك فى هذا إلا الحب والحب فقط .

     

     

    22) الكنيسة نظام وحياة

    الله ليس له أبناء منفصلين بل عائلة وبيت يجمعهم

     

    سيرة الدرس: المتنيح القمص بيشوى كامل. 

    آية الحفظ: الكنيسة بيت وعائلة: أفسس2: 19

    " فلستم إذا بعد غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله "

     

    هدف الدرس: هذا الدرس يُركز علىعلاقتنا بالله كأب لعائلة وبيت مملوء بالبنين والبنات هم أخوتي. فأعرفه وأختبره كأب ليس لي وحدي وإنما كأب لنا وأنا وسط أخوتي وواحد منهم. فأراه يحب أخوتي ويعتنى بهم ، ويعلمني أن افرح بذلك ويشركني في عنايته بهم وحبه لهم. كما أراه يحبني ويعتني بي من خلال آبائي في الكنيسة وأخوتي فأحبهم وأحبه من خلال لمساته لي بهم. " أجذبهم بحبال البشر" هو11: 4 " أتحبني.. إرع خرافي " يو21: 15 والذي لا يعطى قلبه لقلب الله الأبوي في عائلته، فبكل أسى أقول أنه لن يعرف ولن يختبر عائلة الله السماوية، وكذلك سيُحرم من معرفة الأُخوة السماوية ! ويالحزنى على إبن قطع نفسه من عائلته ويتعامل معهم بمبدأ تبادل المنفعة. وما أحلى إبن عرف بيت أبيه. الدرس يهدف أن يكون لك علاقة حية ودور عملى على أساس كلمة الله .

    قداسة البابا شنوده: إن الخلاص العظيم الذى قدمه السبد المسيح على الصليب، تنقله الكنيسة بعمل الروح القدس فيها إلى الناس.. وذلك عن طريق ثلاثة أمورهى: خدمة الكلمة ، وخدمة الأسرار ، وخدمة المصالحة والرعاية. "

    (1) نظام الكنيسة:

    الكنيسة هى: المسيح رأسها والروح القدس يسكنها والآب أبوها.

    والمؤمنون هم جسدها وأعضاؤها الفعالين والشهود.

    الكهنة (الآب البطريرك والأساقفة والقمامصة والقسوس ) وكلاؤها والشمامسة خدامها. الكتاب المقدس والأسرار السبعة قنوات ينابيع نعمتها من الثالوث.

    الملائكة وأرواح القديسين يحيون فيها ويساعدونها.

    التبشير عملها ورسالتها وسبب وجودها فى العالم.

    وللكنيسة تقليدها وتاريخها ورهبنتها وآبائها.

    وتعيش الكنيسة فى الإفخارستيا كمركز عباداتها. وللكنيسة طقسها وأعيادها وأصوامها. وتواظب الكنيسة على التعليم والشركة والتناول والصلوات بكل أنواعها.

    س1: ماذا تعرف عن نظام الكنيسة من هذه الآيات ؟

    1-    فيلبى1: 1

    2-    كورنثوس الأولى5: 8

    3-    أع2: 42

    4-    فيلبى4: 9

    5-أفسس4: 11و12

     

    6-أعمال1: 8

     

    القديس فم الذهب: (عن رهبنة مصر) هلموا إلى برية مصر لتروها أفضل من كل فردوس !..السماء بكل خوارس كواكبها ليست فى بهاء برية مصر الممتلئة من قلالى النساك"

     

    ذكصولوجية باكر

    نسجد للآب والإبن / والروح القدس        / السلام للكنيسة        / بيت الملائكة

    السلام للعذراء     / التى ولدت مخلصنا   / السلام لغبريال        / الذى بشؤها

    السلام لميخائيل    / رئيس الملائكة        / السلام للأربعة        / والعشرين قسيسا

    السلام للشاروبيم   / السلام للساروفيم      / السلام لجميع          / الطغمات السمائية

    السلام ليوحنا      / السابق العظيم         / السلام للإثنى          / عشر رسولا

    السـلام           / لأبينا مرقس           / الإنـجيلى            / مبدد الأوثان

    السلام لاستفانوس / الشـهـيـد           / السلام لجرجس        / كوكب الصبح

    السلام لجميع      / صفوف الشهداء       / السلام لأنبا انطونيوس / والثلاثة مقارات

    السلام لجميع      / صفوف لباس الصليب / السلام لجميع القديسين / الذين لرضوا الرب

    أيها المسيح ملكنا  / بصـلواتـهم         / إصنع معنا رحمة      / فى ملكوتك

     

    كيف تستفيد عمليا من الذى عرفته ؟

     

    (2) حياة الكنيسة:

     

    القمص بيشوى كامل: " الفرح رأس مال الكنيسة "

    أوشية السلامة: أذكر يارب سلام كنيستك الواحدة الوحيدة، المقدسة، الجامعة، الرسولية"

    القديس فم الذهب: " من يقول الكنيسة إنما يقول لا إنقسام بل إتحاد وإتفاق."

                                                                    فم الذهب ص305

    س2: إعط وصفا لحياة الكنيسة من هذه الآيات ؟

    1-    أفسس2: 19

    2-    أعمال13: 52

    3-    أعمال9: 31

    4-    أفسس4: 25-27

    5-    أفسس4: 30-32

     

    ذكصولوجية باكر

    ما هو الحسن     / وما هو الحلو        / إلا إتفاق أخوة     / ساكنين معا

    مـتفقـين        / بمحبة حقيقية        / انجـيليـة        / كمثل الرسل

    مـثل الطِيـب   / على رأس المسيح   / النازل على اللحية / إلى أسفل الرجلين

    يمسح كل يوم    / الشـيوخ والصبيان  / والفتيان           / والخدام

    هؤلاء الذين ألفهم / الروح القدس معا  / مثل قيثارة        / مسبحين الله كل حين

    بمزامير وتسابيح / وترانيم روحية     / النهار والليل      / بقلب لا يفتر

     

    أذكر شيئان فى حياة الكنيسة كعائلة تنوى تنميتهما فى حياتك.

    1.

    2.

    + الكنيسة هى مجال التمتع بالأب فى وسط العائلة والأخوة. فيها نختبر العائلة السماوية.

    + الكنيسة تتميز بكل سمات قرابة الدم بين أخوة الجسد والآباء ولكن بدرجة أرقى فالعائلة إلهية سماوية.

    + الكنيسة تتميز بأنها جماعة حب ومصالحة، جماعة عناية وإيمان، جماعة شركة وتشجيع وشفاء. إنها جماعة إلهية تعيش مع بعضها. وكنيسة فعالة وسط الناس دون تحزب وتقوقع.

    أفكار للتدريب وتعميق الإنتماء:

    1- الكنيسة عائلة تحيا معا وفيها: نتعلم ونتدرب ونتغذى ونخدم بعضنا والبعيدين.

    2- أبناء الله هم أهل البيت وليسوا ضيوفا فى الكنيسة. لذا فهم يساهمون فى حياة البيت وخدمته ورسالته.

    من أشعار قداسة البابا عن الكنيسة: أبواب الجحيم

    لست  فى  أرض  وُلدت       قد  وُلدت  فى  السماء

    أنت   من  روح   طهور       لست  من  طين وماء

    أنت    حق   أنت   قُدس      أنت    نور   وضياء

    لك      حقا      ابتداء        إنما     ليس    انتهاء

    إن  سُئلنا   عنك    قلنا       ألف     أنت     وياء

    من رواك  ؟  هل رواك       غير  ينبوع   الدماء ؟

    من حماك  ؟  هل حماك      غير  أقنوم   الفداء  ؟

    فاطمئنى     واستريحى       إنما   المصلوب  معك

    إن     أبواب    الجحيم       سوف  لا تقوى  عليك

    ما الذى إستفدته من هذا الدرس ؟

     

     

     

    22) القمص بيشوى كامل

    ( 1931م-1979م )

     

         أبونا بيشوى من بلدة سرس الليان محافظة المنوفية، وولد فى دمنهور سنة1931 .

    حصل على بكالوريوس العلوم، ودبلوم التربية وعلم النفس، وعلى ليسانس الآداب، وبكالوريوس الكلية الإكليريكية .

         كان مدرسا بالمدارس الثانوية بالإسكندرية، ومعيدا بمعهد التربية العالى بالإسكندرية

         كان خادما بمدارس أحد كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك إسكندرية ثم أمينا لخدمة الكنيسة، فأمينا عاما للخدمة بالإسكندرية، وفى 2 ديسمبر سنة 1959م أقامه الرب كاهنا على مذبح كنيسة مار جرجس إسبورتنج بالإسكندرية، وهنا بدأت مدينة الإسكندرية عهدا جديدا فى معرفة المسيح، ورؤية الكنيسة  المنيرة فى المدينة العظمى الإسكندرية .

    أعماله: ( وهذا بعضما ما كتبته شريكة حياته وجهاده الأخت أنجيل باسيلى ) .

         " إنشغل (أبونا بيشوى) بانتشار ملكوت الله. فكان يسعى وراء كل نفس حتى يذوّقها حنان حضن الآب السماوى .

         هكذا أيضا فى كل مكان كان يحس فيه بتواجد عدد كبير من المسيحيين، كان يبحث لهم عن قطعة أرض فضاء ليقيم عليها كنيسة لكى تستتب أمور خدمتهم . وابتدأ بأخوة الرب فى حى الحضرة .

         أقيمت الكنيسة سنة 1969. ثم استرسل فى العمل المقدس فأسس كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية ، والملاك ميخائيل بمصطفى باشا ، والأنبا بطرس خاتم الشهداء بحى سيدى بشر، والست العذراء وكيرلس عمود الدين بكليوبترا .

         وجه إهتماما شديدا لرعاية الشباب وخاصة المغتربين من الطلبة والطالبات .

         إهتم بالخدمة والخدام وتلمذ جيلا تخرج كثيرين منهم أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وآباء وأمهات .

         كان المرضى أكثر الناس تمتعا بحنانه. فكان يقضى الليالى واقفا بجانبهم يشجعهم على حمل الصليب باشتياق وفرح .

         كذلك مع أخوة الرب، كان سخيا إلى أقصى حد، يحرص على مشاعرهم بشدة . وكانت عبارته المأثورة " إن ضيَّقنا عليهم يضيِّق الرب الرزق، وإن فتحنا يدينا يرسل لنا الرب إحتياجنا وأكثر منه ". وكان الرب يعطيه بلا كيل لأجلهم .

         خدم فى المهجر فى لوس أنجيلوس المكان الذى أوفده إليه غبطة البابا كيرلس السادس. واشترى كنيسة مار مرقس هناك . لكنه فى نفس الوقت لم يهمل المناطق والولايات المحتاجة بل خصص يوم السبت لخدمتها . وابتدأ بسان فرانسيسكو، ثم دنفر فى ولاية كلورادو، ثم هيوستن، وبورت لاند، وسياتل .

         وخدم أيضا فى نيوجرسى بتكليف من غبطة البابا شنودة وساهم فى شراء كنيسة مار جرجس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين هناك .

         إهتم بالطفولة فكان أول من افتتح دار حضانة فى حضن الكنيسة فى 1972م حتى يرضعهم اللبن العديم الغش. منذ بدء خدمته الكهنوتيه كانت تراوده فكرة القيام بمشروع بيت لحماية الطفولة التى تتعرض لظروف قاسية، واشتهى أن يرتقى به إلى أعلى المستويات الروحية والإجتماعية .

         فحقق له الرب هذه الشهوة المقدسة وتم له ما أراد فى 1/1/1976م وتمتع أطفال بيتى مار جرجس باسبورتنج بأبوته الحانية وبارك الله هذا المشروع وسيبارك أيضا " .

     

    الكاهن الذى وضع نفسه عن الخروف المخطوف: للقمص لوقا سيداروس

         " وإن نسيت يا أبى لا أنسى يوم أن كنت تركض لتخلِّص فقيرة يتيمة كانت قد وقعت فى براثن شاب مجند غرر بها واستدرجها حتى أصبحت فريسة سهلة .. كنت يومها تجرى بكل طاقتك الروحية من مكان إلى مكان .. من قسم البوليس إلى النيابة العسكرية إلى الطب الشرعى وأخيراً أخلت النيابة سبيلها .. وكنا على باب الطب الشرعى .. وخرجنا معنا الفتاة فى أيدينا وهممنا بركوب السيارة ؛ ولكن كان الشاب قد أعد كميناً، هو بعض الجنود والشبان وانقضوا علينا بقوة وحاولوا خطف الفتاة من أيدينا ، وفى لحظات تجمَّع حولنا مئات من الناس مع سيارة بوليس ، ولكنك تشبثت بقوة بسيارة البوليس تمنعها من التحرك ، وكنت تصرخ لن أترك بنتى .. مش ممكن أسيبها .. وتحركت السيارة وأنت ممسك بها من الخلف، وأسرعت السيارة فصارت تجرَّك خلفها !! وأشفق عليك بعض الحاضرين ، وكانوا يصيحون فيك أن تترك السيارة لئلا يصيبك ضرر . ولما أخذت السيارة قوة إندفاعها وفلتت من يديك أحسست أن قوة ملائكية حفظتك من السقوط إلى الأرض .

         ساعتها يا أبى لم أتمالك نفسى من الدموع ، إذ رأيتك مثل مخلصك تبذل نفسك عن الخراف الضالة . ولم تترك الموقف .. بل واصلت سعيك إلى أن ردها الرب إليك وفرح قلبك المحب للمسيح .

         فى كل هذا كان هدفك واضحا غاية الوضوح .. إذ كنت تشعر أن هذه النفوس بسيطة ولم تذق طعماً لمحبة المسيح فى حياتها، وكنت تعلم أن تقصيرا فى الرعاية هو السبب الرئيسى لذلك سعيت فى أثر هذه النفوس من أجل خلاصها ، وأنت متأكد أنها إن اكتشفت موت المسيح من أجلها وحبه لها وقيمة خلاص نفسها ، فلا يمكن أن تسلِّم نفسها للعالم أو تبيع مسيحها " .     عن كتاب القمص بيشوى رجل الله

     

    أبونا بيشوى والكنيسة:   للقس مقار فوزى   كتاب القمص بيشوى حامل الصليب

    1-    علّمنا الكنيسة بعمقها وعمق طقوسها وسهولة عقائدها ، وكان مثلاً حيا أمامنا فى ممارسة الطقوس والأعياد والمناسبات وكيف كان يعيش فى المناسبة ويجعلها حية ويريد أن الشعب يشعر ويفرح بالمناسبة إن كانت اعياد سيدية أو أعياد قديسين أو مواسم مثل كيهك - الصوم الكبير - أسبوع الآلام - الخماسين ... حقاً لقد عرفنا الكنيسة عن طريقه

    2-    علّمنا رهبة الوجود فى الكنيسة وحضرة الملائكة والقديسين وحتى والكنيسة فاضية وليس بها صلاة آتى وآخذ البركة والنعمة . وفعلاً تعلم الناس المجئ للكنيسة فى أوقات هادئة ، من يصلى بالأجبية أو من يجلس يتأمل أو من يقف أمام أيقونة .

    3-    أحيا صلاة العشية والمواظبة عليها والعظات الدسمة التى كانت تلقى فى عشيات السبت والثلاثاء والخميس لدرجة كنا نشتاق إلى ميعاد العشية .

    4-    كان مرتبطا بالقديسين ارتباطا روحياً سليماً فغرس فينا حب ليالى أعياد القديسين والعشية ليلة عيد القديس وزف أيقونته ، والكل يفرح ويتعزى بالقديس وخاصة بالكلمات الروحية التى كان يقولها بحماس ليلة العيد . وكان عندما يزور مريض ينحنى ويصلى له ثم يقول له اليوم عيد القديس (...) .

    5-    كان يصلى القداس بقلبه وأحاسيسه وليس بنغم: فكان يعلّى صوته فى مقاطع معينة لها فى داخله تأثيرات معينة أو طلبة . وفى بعض الأوقات يقف على أطراف أصابع قدميه صارخا بالصلاة . ومرة رأيته يضرب بسيف يده على المذبح صارخا بصلاة حارة . وأحيانا تجده فى شدة الإجهاد والإرهاق وفعلا يكون سهران فى مشاكل أو تأملات أو مرض فيصلى القداس ، والصوت خارجا ليس من الحنجرة لكن من القلب بجهد فوق الطاقة .

    6-    علمنا أن الطقوس لا تشغله عن الروحانية فى الصلاة بل يؤدى الطقوس بخشوع وروحانية ويصلى طول القداس حتى وقت مردات الشمامسة إما يصلى معهم أو يكون خاشعا يصلّى صلوات خاصة .

    7-    تعلمنا منه أن المذبح يحل كل المشاكل ، فكان يضع أسماء من لهم المشاكل وأسماء البعيدين على المذبح وكان يخرج ورقه من جيبه بها أسماء ومشاكل يضعها أمامه ، لدرجة وجدنا مرة علّق لوحة كبيرة مكتوب عليها الآية " أما أنا فحاشى لى أن أخطئ إلى الله وأكف عن الصلاة من أجلكم " 1صم23: 12

    8-    من الأمور الهامة جدا وحدانية الروح والقلب بينه وبين زملائه الكهنة بالكنيسة هذا الروح الواحد جعل الخدمة قوية ومثَل وقدوة .                                        

    23) عش يومك بالصلاة (2)

    الإشتراك معا فى الأمور اليومية ، والحديث المفتوح

     

    سيرة الدرس: أبونا ميخائيل ابراهيم شبرا. آية الحفظ: شركة الأمور اليومية: فيلبى4: 6 " لا تهتموا بشئ بل فى كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله "

     

    هدف الدرس: فى درس عش يومك بالصلاة (1) وضع لنا الله توضيحا للمركز والقيمة التى وضعها للشركة معه طوال اليوم فى كل الأمور اليومية . أما الآن فى الدرس الثانى فالتركيز على الكيفية التى نعمل بها ذلك عمليا . ويركز على الحلم والفرح وعدم القلق والإنشغال الدائم بأمور الله واليقظة المستمرة وممارسة كل أنواع الصلاة والترنيم والتلاقى الدائم مع الروح القدس. هذا الدرس يحتاج الى تدريب بصفة مستمرة ويتوقف علي الأمانة فى ذلك نتائج كثيرة.

     

    قداسة البابا شنوده: " البعض يظن أنه فى صلاته يعطى …! يعطى الله كلاما ووقتا ومشاعر. بينما الصلاة فى عمقها هى عملية أخذ .

            تشعر فيها أنك قد أخذت من الله متعة روحية ، وبركة ، وقوة ومعونة ، وقدسية فى الحياة . بل ويكفى أنك أخذت فى وقت الصلاة صلة به. "  الرجوع الى الله ص55

     

    القديس نيلوس السينائى: " إطرح كل إحتياجاتك الجسدية أمام الله وعندئذ سيكون واضحا أنك سلمت له أيضا إحتياجاتك الروحية ."  الفيلوكاليا (2) ص31 للقمص أشعياء ميخائيل

     

    س2: ما هى النفسية التى يكون فيها أولاد الله خلال أحداث اليوم ؟ ولماذا ؟ وماذا يدور بيينهم وبين الله من حديث ؟  فيلبى4: 4-7

    س2: أين كان نحميا ؟ ومتى تكلم مع الله ؟ وما النتيجة ؟  نحميا2: 4و5و8و12

    ما هى نوع العلاقة التى بين الله ونحميا على ضوء هذه الإيات ؟

    س3: ماذا تعرف عن الصلاة كحديث متواصل بين الله وأولاده خلال اليوم ؟

    1-    أفسس6: 18

    2-    مز104: 33و34

    3-    مزمور32: 8

    4-    أشعياء30: 21

    ماذا إستفدت من هذا الدرس:

    أذكر بعض النقاط التى تنوى أن تتبعها للمشاركة مع ابيك فى الأمور اليومية:

     

     

     

    23) القمص ميخائيل إبراهيم بشبرا

    ( 1899م - 1975م )

     

    هذا الرجل المبارك ، كان قديساً ، بشهادة كل الكنيسة القبطية على كل مستوياتها. وقد قال عنه قداسة البابا شنوده: " إنه شخص من أهل السماء ، انتدبته السماء زمناً ليعيش بيننا ، وليقدم للبشرية عينة صالحة ، وصورة مضيئة من الحياة الروحية السليمة " .

         ولد فى بلدة كفر عبده محافظة المنوفية فىعام 1899 . نال الكهنوت فى كنيسة السيدة العذراء بكفر عبدة فى عام 1951م ورسم قمصاً عام 1952م . وصار كاهنا على مذبح كنيسة مار مرقس بشبرا عام 1956م مع عملاق آخر هو القمص مرقس داود راعى الكنيسة وخدم فيها إلى أن ترك أرضنا فى عام 1975 م

         وسأكتفى بنقل بعض قصص وتعليقات قيلت عنه وجميعها تختص بحياته مع الصلاة:

     

     عن كتاب مَـثلْ فى الرعاية لقداسة البابا شنوده الثالث:

    1- حينما نتحدث عن أبينا ميخائيل ، لابد أن يرتقى ذهننا إلى حياة الصلاة. وحينما نتحدث عن الصلاة الدائمة ، لابد أن ترتبط بذهننا حياة أبينا الراحل القمص ميخائيل إبراهيم. وإن أردنا تفسيراً للآية " صلوا كل حين "، لابد أن نسرح فى حياة رجل الصلاة القمص ميخائيل إبراهيم .                       القمص أشعياء ميخائيل

     

    2- " لما كنا نذهب معاً لفض أى نزاع عائلى ، أو لأى داع ، كان أول عمل يقوم به ،    قبل أن يتكلم أحد بأية ، هو أن يقودنا كلنا فى الصلاة لطلب إرشاد الله ومعونته وحضوره معنا .

    لما كان يريد أن يعرض علينا أى موضوع ، كان يطلب منا أن نرفع قلوبنا كلنا بالصلاة ، حتى قبل أن نعرف موضوع الحديث .

         كلما جاء إليه واحد من أبنائه الروحيين أو من شعب الكنيسة ، لطلب استشارته فى أمر كان ، قبل أن ينطق بأية كلمة يصلى ، ويشركه معه فى الصلاة ، ويأمره بمداومة الصلاة فى البيت إلى أن يرشده الرب ويعلن له مشيئته بصدد مشكلته .

         وكان يكتب إسمه على المذبح الذى تكدست عليه مئات من الأوراق كتبت عليها أسماء من طلبوا إليه الصلاة من أجلهم .

         كان لا يرد أى طلب لأى واحد من الشعب يطلب منه إقامة قداس لأجل مشكلته أو بسبب أى موضوع . لذلك كان يرفع القداس فى الكنيسة كل أيام الأسبوع تقريبا " . 

                                                               القمص مرقس داود

    3- كان يصلى مع كل معترف قبل الإعتراف ، ليطلب مشورة الله . فكان الكلام الذى ينطق به كأنه من الله. وذلك نتيجة للصلوات التى كان يصليها قبل ممارسة سر الإعتراف وكان يوجه المعترف إلى الصلاة ، كحل للمشاكل ، وطلب تدخل الله فى كل الأمور.

                                                                    القمص أشعياء ميخائيل

     

    عن كتاب الأبوة المستمرة مطبوعات النعمة والحق لكنيسة مار جرجس مصر الجديدة:

    1- ذات يوم جلس فى حضور أسقف وبعض الآباء الكهنة لبحث موضوع خلاف بين زوجين ولم يجد الجميع حلا ، فنظر الأسقف إلى القمص ميخائيل إبراهيم وقال له: " مش تقول رأيك يا أبونا ميخائيل ؟ " لأنه كان صامتا يسمع فقط فأجابه القمص ميخائيل: " نقوم نصلى يا سيدنا ". فأجابه " لقد صلينا قبل الإجتماع !! " . فقال له أبونا ميخائيل: " لكن لم نصلى من أجل المشكلة دى " وأمام هذا الرأى وقف الجميع للصلاة وطلب من القمص ميخائيل أن يقودها ، وبعد نهاية الصلاة إذا بروح السلام قد حلت بين الزوجين المتخاصمين ويعانقا بعضهما البعض أمام الجميع متنازلين عن كل شئ ... ويداعب أحد الآباء الكهنة القمص ميخائيل بقوله " مش كنت تقول الإقتراح ده من الأول يا أبونا ميخائيل وتريّحنا " .

    2- زوج قاسى وعنيف جدا فى ألفاظه حتى أنه أهان  كهنةً وخداماً . ووصل الأمر إلى مسامع أبونا ميخائيل إبراهيم فقال لمحدثه: " خذنى له " ؟؟ فأجابه الخادم: " كيف يا أبى وأنت شيخ ؟؟ " وأعاد أبونا ميخائيل طلبه " خذنى له " .

         وذهب معه الخادم لكى يتعكز عليه أبونا فى الطريق ... ووصل إلى باب الشقة وقرع فقال له الزوج مين ؟ ميخائيل مين ؟ ميخائيل ..كاهن الكنيسة !! فأجابه الزوج بعصبية من الداخل قائلا " مش حفتحلك " فقال له الأب من الخارج: " بلاش يا سيدى " ووقف القمص ميخائيل أمام الباب يصلى بصوته قائلا: " صوتك يارب يطفى لهيب النار . صوتك يارب يهدى النفوس " واستمر فى صلاته بكل قلبه وعندما فرغ إذا بالباب يفتح والزوج يقول له: " إتفضل يا أبونا " فسجد له أبونا ميخائيل إلى الأرض قائلا: " سامحنى يا إبنى ؟؟ " . وحاول الزوج منعه بقوله: " أسامحك عن إيه يا أبونا ؟ " فقال له الأب الكاهن وهو يسجد ثانية: " لو كنت بافتقدك باستمرار ، ماكنش ده حصل ... عايز أصالحك على بنتى وانت ابنى. وأخذه ليرضى زوجته وأولاده ويستمر هذا الزوج فى علاقة قوية بالكنيسة وبأسرته بعد ذلك .

    3- رجل صلاة بمنهج خاص: ظهر ذلك كثيرا. فمثلا إذا كان يريد صلاة الساعة السادسة    (12ظهراً) وجاء إليه أحد أولاده للإعتراف يدعوه للصلاة معه ، وعند ترديد المزامير ، كان يشعر من يصلى مع أبونا ميخائيل أنه يعيش ويحس بما يردده من صلوات . فإن جاءت آية البخور، تتردد أنفاسه فى صدره كمن يشتـَّم بحق رائحة بخور. وعندما يصلى مزمور " هوذا ما أحسن وما أحلى أن يسكن الأخوة معاً ، ويصل إلى عبارة لحية هرون النازلة على جيب قميصه، تلامس أنامل أصابعه لحيته البيضاء الطويلة المعروفة .

    4- القمص ميخائيل إبراهيم كان يبدأ إعترافه مع أولاده بعبارات معروفة يرددها فى صلواته فيقول مثلا " إبنك وضعفى يارب بين يديك ". لقد كان بحق بناءًا حكيمًا لملكوت الله فى قلوب أولاده. وضع تعاليم الإنجيل مختبرة فى حياته أمام أولاده فى الإرشاد والإعتراف. جعل المذبح حقيقة معاشة لإختبار قوة الله فى كل أمور الحياة. كذلك الصلاة هى طلبه الدائم لكل من يتحدث معه فى أى أمر: " نصلى " . وبذلك كانت كلماته مع قلتها جدًا قوية ومؤثرة للغاية. لم أسمع من أحد أولاده أنه كان يقول " أنا من رأى كذا "، بل يقول: " الكتاب بيقول لنا كذا " .

     

    5- لا تهين وكيل سرائر الله: ذات يوم كان يصلى إكليلاً، وأثناء الصلاة سمع أصوات تعلو فى الكنيسة فتوقف عن الصلاة حتى يهدأ الجميع ويشعرون أنهم فى حضرة الله ، فإذا بشقيق العريس يأتى إليه ليأمره أن يكمل الصلاة. فأجابه القمص ميخائيل بهدوء: " لما يسكتوا الأول " لكنه كرر الأمر بألفاظ لا تليق فقال له أبونا ميخائيل " الله يسامحك يا ابنى، حاضر حا أكمل " . وانتهى الإكليل وانصرف الجميع. وفى صباح اليوم التالى إذا بالباب يقرع بشدة عند أبونا فى منزله، وإذا بأم هذا الشاب الذى تعدَّى على أبونا بألفاظ تأتى مع خادم تتوسل إليه قائلة: " إبنى طول الليل حاسس إن فيه حد بيضربه بشدة ومش قادرن وفى حالة هيستيرية صعبة " هنا أدخلت الشاب حسب طلب أبونا ميخائيل فوضع يده عليه فى حب قائلاً: " يا أبنى إياك أن تهين وكيل سرائر الله ... معلهش أنا حا أصلى لك وتنام النهاردة كويس ... إنت إمبارح ما نمتش بسببى معلهش يا ابنى سامحنى " وسجد له !! .

    هذا هو أبونا ميخائيل الذى إختار أن تكون حياته معيشة مع الله فى الصلاة وثمارها الفائضة فى صداقة الله ونوال وعوده.

     

    24) الحياة الأسرية

     

    سيرة الدرس: عائلتين بالإسكندرية أيام مقاريوس الكبير. 

    آية الحفظ: عِظم قدر العائلة: ملاخى4: 6 " فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتى وأضرب الأرض بلعن "

    هدف الدرس: أن يقدس التابع الحقيقى للمسيح قيمة العائلة وحياته وسلوكه فى الأسرة. وأن تكون علاقته مع الآخرين فى أسرته تفيض بالمحبة وتشجيعهم وتعزيتهم ومساعدتهم. ومع ذلك فليحرص كل واحد على نمو حياته مع المسيح، وعدم التهاون فيها بظن أن يرضى بذلك شريك الحياة أو الوالدين أو الأبناء. فالضمان الحقيقى لأفراد عائلتك هو حياتك القوية مع الآب والإبن والروح القدس الله الواحد.

    قداسة البابا شنوده:

    1. " الذى لا يحب أسرته، لا تصدق أنه يحب فى صدق أى أحد آخر"

    2. الزوجان السعيدان يشيعان جو السعادة فى بيتهما، وينشأ أولادهما سعداء غير معقدين "

    3. "الزواج ليس إتحادا بين إثنين، وإنما بين ثلاثة، وثالث الزوجين هو الله.. هو طرف ثالث فى الزواج. لذلك عندما ينجب الزوجين إبنا، فإن هذا المولود الجديد يكون إبنا للزوج، وإبنا للزوجة، وإبنا لله ."

    الآبـاء والأبنـاء

     

    ملحوظة: فى أحيان كثيرة يهمل البنين والبنات علاقتهم مع والديهم ويركزون على علاقاتهم الخارجية مع أصدقائهم وفى الكنيسة. هذا إتجاه خطير وهدَّام. إن الدليل الحقيقى على المحبة يظهر فى البيت، ومستقبل عائلتك التى ستكوِّنها يبدأ فى بيتك الذى ولدت فيه. البيت هو مدرسة تتعلم فيها الحب الولاء والأمانة والإعتراف بالجميل. والتضحية بمحبة وإيمان هى الباب للمسيحى الناضج .

    س1: ما هى الصفة الرديئة المذكورة فى رومية1: 30 عن الأبناء ؟

    ما هى المعلومات المذكورة عن هذه النوعية من الأشخاص فى رومية1: 28  ؟

    س2: ما هى الخطية التى يسقط فيها بعض الأبناء بحسب 2 تيموثاوس3: 2 ؟

    بحسب 2 تيموثاوس3: 1 متى يكون ذلك ؟ وما تقييم الكتاب لظروف الحياة على ضوء هذا السلوك ؟

    س3: ما هى المهمة التى كلف بها الله يوحنا المعمدان بحسب لوقا1: 17 ؟

    وما الذى قاله العهد القديم عن هذه المهمة فى ملاخى4: 6 ؟ وما أهمية هذه المهمة ؟

    س4: ما هى وصايا الله للأولاد فى أفسس6: 1-3 ؟ وما مدى أهمية ذلك ؟

    س5: ماذا يطلب الله من الآباء فى أفسس6: 4 ، كولوس3: 21 ؟

    س6: بأى روح وفهم ينفذ أعضاء الأسرة الواحدة هذه التوصيات على ضوء كولوسى3: 17 ؟

     

     

    الحيـاة الزوجـية

     

    من صلوات الإكليل:

    1) " هؤلاء الذين الَّفهم الروح القدس معا مثل قيثارة " .

    2) " أنعم عليهم بالرخاء والحكمة وبركات الخلاص ، لكى يكونا بكل تقوى وكل عفاف "

    3) " وليكونا كلاهما متفقين بالعقل والمحبة والرأى السديد. ولا ينفرد أحدهما برأى دون صاحبه " .

     

    القمص بيشوى كامل:

    " كل واحد - من الزوجين - ينظر للآخر كجزء منه فى الأخطاء وفى الشئ الناجح " .

    س7: ما هى وصايا الله الآب للزوج من نحو زوجته ؟ أف5: 28و29 و كو3: 19         و 1تيموثاوس2: 8 ؟

     

    قداسة البابا شنوده:

     " لا يصح أن يفرض أحد الزوجين رقابة على شريكه فى الحياة، ويظل يزن كل تصرفاته وأقواله. فليسلك الزوجان معا ببساطة وحب، وليبرر كل منهما تصرفات شريكه تبريرا حسنا، ويلتمس له العذر فى كل خطأ، فهذا طريق السعادة ."

     

    س8: ما هى وصايا الله الآب للزوجة من نحو زوجها؟ أفسس5: 22و23و33 و1بطرس3: 1و6

    س9: هذه عبارة عن خمسة سمات جوهرية للحياة الزوجية المسيحية:

    1) الحب                    2) الثقة                    3) التكريم ( الإحترام والتقدير )                     4) التفهّم المخْلص          5) القلب المنفتح بشفافية      

    ضع كل سمة من هذه السمات أمام الآية المناسبة لها ؟

    1- فى2: 3

    2- يو15: 12

    3- يو10: 14بو15أ

    4- أف4: 25

    5- عب11: 1

     

    قداسة البابا شنوده

    املئ الكون حنانا وحنينا         واسمعينا عن خفاياك أسمعينا

    حدثينا عن هوى الأم وعن        قلبها الحانى حديث العارفينا

    واذكرى العذراء فى عليائها       كمثال   رائع    إذ   تذكرينا

    إيه  يا عذراء  كم  جُربتِ فى     مهجة  الأم  فأى  الناس أنت

    أنت   يا أماه  سر  غامض        أنت نبع من حنان حيث كنت

                                                                     من قصيدة: الأمومة

     

    + الأسرة والبيت هما المجال الذى يريد الله أن يغذيه ويملأه بكل بركات الحياة السماوية، وأن يجعل البيت أقرب شئ للسماء على الأرض . ومن خلال العلاقات الأسرية ينير الله قلب أفراد العائلة على المعرفة الصحيحة لله الآب وإبنه يسوع المسيح إلهنا .

     

    + كما أن عضو الأسرة الذى  يسئ العلاقات العائلية فهو يسئ للآب ، وأسرته كلها ، ويكون قد أصدر الحكم على حياته الروحية بالتوقف والنزيف المستمر ، ولن يعرف طعم حياة السلام والسعادة الحرة .

     

    ماذا إستفدت من الدرس والذى سيؤثر على حياتك الأسرية ؟

    وماذا تنوى أن تعمل ؟

     

    عائلتان بمدينة الإسكندرية

    زوجتان فاقتا مؤسس برية شيهيت

     

    بستان الرهبان ص40:

           طلب أبونا القديس " أبو مقار الكبير" أن يُعرفه الرب من يُضاهيه فى سيرته ، فجاءه صوت من السماء قائلا: " تُضاهى إمرأتين هما فى المدينة الفلانية "  ( جاء فى رواية بلاديوس: بينما كان الأب مقاريوس يصلى فى قلايته فى بعض الأوقات سمع صوتا يقول له: " يا مقاريوس انك لم تصل بعد إلى درجة إمرأتين فى المدينة الفلانية ". فلما سمع هذا تناول عصاه الجريد ومضى إلى المدينة. فلما تقصى عنهما وصادف منزلهما ، قرع الباب فخرجت واحدة وفتحت له الباب . فلما نظرت الشيخ ألقت ذاتها على الأرض ساجدة له دون أن تعلم من هو - إذ أن المرأتين كانتا تريان زوجيهما يحبان الغرباء - ولما عرفت الأخرى ، وضعت إبنها على الأرض وجاءت فسجدت له ، وقدمت له الماء ليغسل رجليه كما قدمت له مائدة ليأكل .

           فأجاب القديس قائلا لهما: " ما أدعكما تغسلان لى رجلى بماء ، ولا آكل لكما خبزا ، إلا بعد أن تكشفا لى تدبيركما مع الله كيف هو ، لأنى مُرسل من الله اليكما " . فقالتا له:  من أنت يا أبانا ؟ فقال لهما أنا مقارة الساكن فى برية الإسقيط ". فلما سمعتا إرتعدتا وسقطتا على وجهيهما باكتين. فأنهضهما ، فقالتا له: أى عمل تطلب منا نحن الخاطئتين أيها القديس ؟!

           فقال لهما: " من أجل الله تعبت وجئت إليكما ، فلا تكتما عنى منفعة نفسى ". فأجابتا قائلتين: " نحن فى الجنس غريبتان احدانا عن الأخرى ، ولكننا تزوجنا أخوين فى الجسد ، وقد طلبنا منهما أن نمضى ونسكن فى بيت الراهبات ونخدم الله بالصلاة والصوم ، فلم يسمحا لنا بهذا الأمر. فجعلنا لأنفسنا حدا أن تسلك إحدانا مع الأخرى بكمال المحبة الإلهية

           وها نحن حافظتان نفسينا بصوم دائم إلى المساء وصلاة لا تنقطع . وقد ولدت كل منا ولدا . فمتى نظرت إحدانا إبن أختها يبكى ، تأخذه وترضعه كأنه إبنها . هكذا تعمل كلتانا . ورجلانا راعيا ماعز وغنم ، يأتيان من المساء إلى المساء إلينا كل يوم فنقبَلهما مثل يعقوب ويوحنا إبنى زبدى ، كأخوين قديسين . ونحن مسكينتان بائستان ، وهما دائبان على الصدقة الدائمة ورحمة الغرباء. ولم نسمح لأنفسنا أن تخرج من فم الواحدة منا كلمة عالمية البتة ، بل خطابنا وفعلنا مثل قاطنى جبال البرية " .

           فلما سمع هذا منهما ، خرج من عندهما ، وهو يقرع صدره ويلطم وجهه ، قائلا: " ويلى ويلى ، ولا مثل هاتين العالميتين لى محبة لقريبى " وانتفع منهما كثيرا .

                                                                          إنتهى البستان

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    بعض الموضوعات الأساسية فى حياتنا

     

    الصوم فى حياتنا الكنسية

         هذه مقتطفات من كتابات قداسة البابا شنوده الثالث عن الصوم ، ثم مجموعة أقوال للقديسين عن الصوم أيضا مأخوذة من كتاب بستان الرهبان ، وجميعها جزيلة النفع ، وتعطى المفهوم الصحيح والمشجع للصوم وأبعاده . وقد نقلتها هنا لنحولها من خلال التأمل وعمل روح الله فى كل قول إلى خطوات روحية فنسيرعلى نفس الجوهر و المنهج

    من كتابات قداسة البابا شنوده:

    (عن كتاب روحانية الصوم ص42و43)

    الهدف السليم أننا نصوم من أجل محبتنا لله:

     " من أجل محبتنا لله ، ونريد أن تكون ارواحنا ملتصقة بالله. ولا نشاء أن تكون أجسادنا عائقا فى طريق الروح. لذلك نخضعها بالصوم لكى تتمشى مع الروح فى عملها . وهكذا نود فى الصوم، أن نرتفع على المستوى المادى وعن المستوى الجسدانى ، لكى نحيا فى الروح، ولكى تكون هناك فرصة لأرواحنا البشرية أن تشترك فى العمل مع روح الله ، وأن تتمتع بمحبة الله وبعشرته .

          حقا أن التمتع بمحبة الله وحلاوة عشرته ، من المفروض أن يكون أسلوب الحياة كلها . ولكن لا ننسى أننا ننال ذلك بصورة مركزة فى الصوم ، فيها عمق أكثر، وحرص أكثر، كتدريب وتمهيد لكى تكون هذه المتعة بالله هى أسلوب الحياة كلها .

    فنحن نصوم لأن الصوم يقربنا إلى الله:

          الصوم فيه اعتكاف ، والإعتكاف فرصة للصلاة والقراءة الروحية والتأمل. والصوم يساعد على السهر وعلى المطانيات. والسهر والمطانيات مجال للصلاة. والصوم فيه ضبط للإرادة وإنتصار على الرغبات. وهذا يساعد على التوبة التى هى الطريق إلى الله والصلح معه. ونحن نصوم وفى صومنا نتغذى على " كل كلمة تخرج من فم الله " مت4

          إذن من أجل محبة الله وعشرته ، نحن نصوم .

          نصوم لأن الصوم يساعد على الزهد فى العالميات ، والموت عن الماديات. وهذا يقوينا على الإستعداد للأبدية والإلتصاق بالله .

          إن كان الصوم إذن هو أيام مخصصة لله وحده ، وإن كنا نصوم من أجل الله ومحبته ، فإن سؤالا يطرح نفسه علينا وهو:

          هل هناك أصوام غير مخصصة لله ؟

          نعم ، قد توجد أصوام للبعض لا نصيب لله فيها. كإنسان يصوم ولا نصيب لله فى حياته على الرغم من صومه ! يصوم وهو كما هو، بكل أخطائه، لم يتغير فيه شئ ! أو يصوم كعادة، أو خوفا من الإحراج لأجل سمعته كخادم. أو أن صيامه مجرد صوم جسدانى كله علاقة بالجسد ، ولا دخل للروح فيه !

    أو هو صوم لمجرد إظهار المهارة ، والقدرة على الإمتناع عن الطعام. أو قد يكون صوما عن الطعام وفى نفس الوقت يمتّع نفسه بشهوات أخرى لا يقوى عن الإمتناع عنها !

          يظن البعض أن الصوم مجرد علاقة بين الإنسان وبين الطعام ، دون أن يكون الله طرفا ثالثا فيها.

    .. الصوم الذى لا يكون الله فيه ، ليس هو صوما على الإطلاق .

    نحن من أجل الله نأكل ومن اجل الله نصوم .

    عبارات هامة لقداسة البابا هى :

    + " يدخل (الصائم) فى حياته عنصر المنع. يستطيع أن يقول لنفسه كلمة (لا) وينفذ ذلك "

    + " غالبية المناسبات الروحية تسبقها اصوام "

    + " الصوم عبارة عن فترة روحية .. يتخذ الصوم كواسطة روحية "

    + " والصوم المصحوب بعشرة الله يتحول إلى متعة روحية " .

     

    قداسة البابا شنوده: كتاب الوسائط الروحية: الباب التاسع

    1- صوم من الوسائط الروحية الأساسية. فلماذا ؟ لأنه أولا يفيد فى ضبط النفس. من حيث أن الصائم يمنع نفسه عن تناول الطعام والشراب بصفة عامة خلال فترة الإنقطاع. ويمنع نفسه عن كل ما يتعلق بالدسم الحيوانى. وهكذا يدخل فى حياته عنصر المنع. يستطيع أن يقول لنفسه كلمة (لا)، وينفذ ذلك. وكما يمنع جسده عن الطعام والشراب، يتدرج حتى يمنع نفسه عن كثير من الأخطاء .

    2- ذلك نجد غالبية المناسبات الروحية تسبقها أصوام. فأسرار الكنيسة مثلا. كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت، لابد أن يسبقها الصوم. وكذلك نوال بركة الأعياد يسبقه الصوم. فنصوم أسابيع طويلة قبل عيدى الميلاد والقيامة، وقبل عيد الرسل وعيد العذراء. وقبل عيد الغطاس نصوم يوم البرامون. وما أجمل قول سفر الأعمال ( قبل وضع الأيدى على برنابا وشاول ): " وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى.." أع13: 2و3

    3- ليتك تتدرج فى الصوم حتى تصل ليس فقط إلى الجسد الجائع، بل إلى الجسد الزاهد.

    4- لا يكون لك فقط جسد صائم، وإنما أيضا نفس صائمة… ويصبح الصوم مجرد تعبير عن حالة النقاوة الداخلية التى وصلت إليها. ويكون الصوم عبارة عن فترة روحية تحياها… وبكثرة الممارسة تتعودها، وتصبح فضائلها بالنسبة إليك هى منهج حياة. أعنى أن ما تستفيده روحيا أثناء صومك، لا تفقده حينما ينتهى الصوم وتفطر، بل يستمر معك. حقا إنه تغير نوع طعامك، ولكن لم تتغير الفضائل التى اقتنيتها أثناء الصوم…

    5- الإنسان الذى يتخذ الصوم كواسطة روحية، هو الإنسان الذى يحتفظ فى قلبه وفى نفسه وفى إرادته، بكل ما قد إقتناه أثناء الصوم، فتستمر الفائدة معه. وإن كان الصوم قد ساعده على التخلص من عادة رديئة أو من عادة معينة، لا يعود إلى ذلك مرة أخرى حينما يُفطر.

    6- الصوم المصحوب بعشرة الله، يتحول إلى متعة روحية، بحيث يشعر الصائم بتعب إن انقطع عن صومه. وهذا ما كان يحدث للآباء المتوحدين والرهبان، الذين أصبح الصوم بالنسبة إليهم غذاء روحيا، يفرح قلوبهم ويقربهم إلى الله .

     

    من أقوال كتاب بستان الرهبان:

    1- لصوم.. البعد عن كل شَرَه، ورغبة، والزهد .. مار إسحق ص134

    2- إعتبر الصوم حصنا، والصلاة سلاحا، والدموع غسيلا، وداوم أبدا على تلاوة المزامير، لأن ذكرها يطرد الشياطين.   ص135

    3- إهرب من كثرة المأكولات لئلا تزنى بدون امرأة تحضرك. لا تأكل كثيرا لئلا يظلم عقلك، لا تغذ جسدك للشبع لئلا تهلك نفسك وحدك.   ص137

    4- يعمل القوت لقوام الجسد لا لتنعيمه، ويُأكل من جميعها بالنقص، ولا يرذل شيئا، ولا يملأ بطنه مما يختاره هواه، لأن الإفراز أفضل من كل الفضائل. الشيخ الروحانى ص139

    5- الصيام بذل الجسد، والسهر ينقى العقل، أما كثرة النوم ففيها خسارة العقل، وجفاف العينين، وتغلظ القلب .    الأنبا أشعياء الإسقيطى ص143

    6- ضبط البطن يُذهب الأوجاع، أعنى الشهوات الردية. أما شهوة الأطعمة فتجلبها. فلا تكن نهما فى الأطعمة لئلا تتجدد فيك خطاياك القديمة.   الأنبا أشعيا الإسقيطى ص148

    7- صوم اللسان أخير من صوم الفم، وصوم القلب أخير من الإثنين. مار اسحق ص339

    8- إن الصوم الحقيقى هو سجن الرذائل، أعنى ضبط اللسان، وإمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة.      القديس باسيليوس ص340

    9- كما أن الذئب لا يجتمع مع النعجة لإنتاج ولد، كذلك شبع البطن لا يجتمع مع توجع القلب لإنتاج فضيلة.        ص340

    10- قيل عن يوحنا فم الذهب .. كان يأخذ طعامه بوزن ومقدار، وهذا ما جعله أن ينسى الشهوة.     ص341

    11. قال القديس يوحنا القصير: إذا أراد ملك أن يأخذ مدينة الأعداء فقبل كل شئ يقطع عنهم الشراب والطعام وبذلك يذلون فيخضعون له. هكذا أوجاع الجسد، إذا ضيق الإنسان على نفسه بالجوع والعطش إزاءها فإنها تضعف وتذلل له.

    12. وقال أيضا: الصوم يذلل الجسد وهو معين أكثر من كل الأعمال .    ص372

     

    مار اسحق السريانى: خذ لنفسك شفاء لحياتك من على مائدة الصوامين السهارى، أولئك العمالين فى الرب، وانهض نفسك من مواتها. بين هؤلاء يتكئ الحبيب ويقدسهم محولا مرارة ريقهم إلى حلاوة تفوق حد التعبير. ويجعل السمائيين يعزونهم ويقوونهم..إنى أعرف أحد الأخوة رأى ذلك ظاهرا بعينيه.

    والآن نختم بهذا القول:

    القمص بيشوى كامل:   رحلة الصوم المقدس ص6

    المسيح بذاته صام. صام عنى فوفر لى رصيدًا من الصوم وعرفنى أنه سيكون شريكا لكل صائم فى طريق رحلة صومه. الله رسم لى الطريق وأيضا هو شريكى في الطريق.. ليس الصوم تعذيباً للجسد بل انطلاقا للروح للسير فى معية الرب يسوع فى رحلة الخلاص..

     

    تعليق أخير: الصوم هو ممارسة حريتنا فلا يتسلط علينا شئ حين نريد .

    وهو ليس كراهية للطعام وإنما تحكم فيه، وتحكم فى عاداتنا وميولنا الطبيعية.

    هو تمهيد ضرورى لإنطلاق حياة السماء والروح القدس والنعمة وفضائل الرب يسوع .

     

     

    صحة الكتاب المقدس والوحى به وعصمته الحرفية

     

    لماذا أرى الكتاب المقدس أنه كتاب الحقيقة الإلهية

    وأنه رسالة الله للإنسان وغير المتغيرة والباقية

    السبب الأول:  قصة الكتاب

    أولا:  وحدة فكرته معجزة ، وكيفية كتابته معجزة أخرى

    1-    الفكر والهدف والرسالة الواحدة فى كل الكتاب المقدس: الكتاب المقدس قد إحتاج لكتابته كله لأكثر من 1500 سنة ، أى أزمنة وعصور مختلفة وظروف مختلفة إجتماعيا وسياسيا وماديا. وفى وسط ثقافات واحتياجات مختلفة مما يجعلنا نتوقع لكتبه الكثيرة آراء ومبادى وتعاليم غير متجانسة ومتعارضة . ومع ذلك نجد الكتـَّاب وهم من الرسل والأنبياء، جميعهم كتبوا تعليمًا واحدًا متفقًا ومتكاملا، عن الله والإنسان والخليقة، وعن حقائق الحياة العظمى مثل هدف الحياة والخطية والخلاص الإلهى والعلاقة المتبادلة بين الله والإنسان . هذا أمر مستحيل، ولا تفسير له إلا أن مصدر الكتاب هو كائن فوق الطبيعة البشرية، وهو الله الذى وضع الفكر والهدف والرسالة الواحدة فى كل الكتاب المقدس . ويعبر الرسول بولس عن هذا فيقول: 1تسالونيكى 2: 13  " لأنكم إذ تسلّمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هى بالحقيقة ككلمة الله التىتعمل أيضا فيكم أنتم المؤمنين " وأيضا 2تيموثاوس3: 15و16 " تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذى فى المسيح يسوع 16 كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر " .

     

    2-    روح واحد وبشخصية واحدة خلف كل المكتوب فى كل صفحاته: الذين كتبوا الكتاب هم شخصيات كثيرة لها ثقافات ومؤثرات نفسية وتربوية ومستويات إجتماعية ومراكز متباينة. منهم البسيط ومنهم الفيلسوف ، منهم المؤرخ ومنهم الرجل العسكرى وراعى الغنم والفلاح والملك . كانوا يواجهون ضغوطاً واوضاعاً لا تتشابه، ومحاطون بوجهات نظر مختلفة، باختلاف الظروف والناس والأماكن والمبادئ السائدة فى أيامهم.

         ومع ذلك تستطيع أن تشعر بوضوح بروح واحد وبشخصية واحدة خلف كل المكتوب فى كل صفحاته . فرغم أن أسلوب ومنهج الكتابة يختلف ، ودرجة الثقافة ، وغزارة الفكر تختلف، ولكن بلا شك تشعر بتجانس وخط واحد فى كل الكتب ، وبشخصية واحدة وراء كل المكتوب ، هى شخصية الله صاحب الكتاب . ولهذا السبب وصِفت الكتب المقدسة بأوصاف تشير إلى أوصاف الله فهى فى أعمال20: 32 كلمة نعمته " وفى عبرانيين1: 3 " كلمة قدرته " وهى فى يوحنا6: 68 " كلام الحياة الأبدية " وفى يوحنا6: 63 هو روح وحياة "  ويقول الرسول بطرس فى 2بطرس1: 20 " كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص " .

     

    3- الله هو الماسك بأيدى كتاب الوحى والملهم بالروح: لهم فدور الله مع كاتبى الْوَحْى كدور الأب، الذى يمسك بيد إبنه الصغير أثناء محاولته الكتابة فيكتب معه كل حرف وكل كلمة وكل جملة، فكل من الأب وإبنه قد قاما معاً بنفس العمل. هكذا تمامًا ، فوجود الرسل والأنبياء وكتـَّاب الكلمة فى الكتب المقدسة ودورهم ، لم يمنع أن يكون الله هو الكاتب لكل صفحات الكتاب فهو الماسك بأيديهم والملهم بالروح لهم. وقد شرح الكتاب المقدس هذا ، فتقول رسالة بطرس الثانية1: 21 " لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " .

     

     ثانيـَّا: إنه قصة حب غير محدودة وإعداد للإنسان بمنهج غير محدود ، لا يصدر إلا عن إله ويكون هذا كتابه:

    1-    كل الكتاب فى تجانس عجيب، عبارة عن قصة حب قوية لا تهتز أو تبرد أو تختفى  فى أى وقت: إنه حب بين الله الخالق والإنسان ، وقد وضع فى تصميم الإنسان كل شئ يقربه منه ويجعله شبيهًا له ويشاركه فى كل ما عنده . وأيضاً أن يتبادل معه أعمق علاقة ، ووضع فى الإنسان رفعة ، فصار لا يشبعه ولا يكمله إلا الصلة العميقة مع الله . أراد الله أن يعكس على هذا الإنسان المخلوق الملء الإلهى بقدر ما يحتمل . قصة الحب والإلتصاق هذه تظهر فى الكتاب كله، وهى يستحيل أن تخطر لعقل إنسان فلذة الله  فى البشر تفوق كل تفاؤل البشر . ويصفها الكتاب المقدس فيقول أحيانًا أنها علاقة أب بإبنه " لم تأخذوا روح العبودية للخوف بل أخذتم روح التبنى الذى به نصرخ يا آبَا الآب .. الروح يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله فإن كنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا ورثة الله ووارثون مع المسيح " رومية8: 15-17 ، ومرات أخرى بأنها قصة حب عريس لعروسه " كفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك " أشعياء62: 5  ، ومرة يقول فى يوحنا15: 15  " لا أعود أسميكم عبيدًا لأن العبد لايعلم ما يعمل سيده. لكنى قد سميتكم أحباء لأنى أعلمتكم بكل ما سمعته من أبى " إنها قصة ممتدة مع الأجيال تزداد لمعانًا مع نمو الإنسان . إنها وحدة إعجازية لصفحات الكتاب بأكمله لتؤكد بذلك أنه كلمة الله الفائقة والباقية .

     

    2-    التأديب والتوبيخ يعكس حب عميق وتعلق أبوى بالإنسان: ففى فصول الكتاب كله، نرى الله وهو يقرّب الإنسان منه ويعلّمه ويقدّسه وينقّيه ولا يتنازل عن ذلك، فيكمّل ما نوى . لهذا فهو يؤدبه ويوبخه فى أحيان أخرى ، لكنه توبيخ الكامل والمحب والأب بلا إذلال أو رفض. ويشرح ذلك فى عبرانيين12: 6-9 " الذى يحبه الرب يؤدبه .. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين. فأى إبن لا يؤدبه أبوه .. أفلا نخضع بالأولى لأبى الأرواح فنحيا " . هذا تجانس آخر إلى حد المعجزة يشهد أنه الكتاب الذى يحتوى على معاملات الله الأبوية .

     

    3- يكشف الله نفسه وقوته وحبه وفكره للإنسان. ويشركه في ذلك: ونجد على امتداد صفحات الكتاب المقدس، أن الله يكشف نفسه وقوته وحبه وفكره للإنسان. ويشركه في ذلك ، إنه يدربه على معرفة الهه وحبيبه ويصر على نجاح الإنسان . ويقول دانيال12: 32 " أمّا الشعب الذين يعرفون إلههم فيقوون ويعملون " ويقول المسيح للآب فى يوحنا17: 25و26 " أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك . أمّا أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتنى وعرّفتهم إسمك وسأعرّفهم ، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم "

    4-  الترك والعقاب هو حب وضرورة تربوية ليتحذر ويتعلم:  حتى أن ترْك الله له أحيانًا او عقابه أو هجره ظاهريا ، ما هو إلا ضرورة تربوية للتنبيه وبدافع التمسّك وعدم التنازل حتى يصنع منه أعظم ما فى الوجود. يقول الله فى أشعياء54: 7-10 " لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك ، بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة وبإحسان أبدى أرحمك قال وليّك الرب . لأنه كمياه نوح على الأرض هكذا حلفت أن لا أغضب عليك ولا أزجرك . فإن الجبال تزول والآكام تتزعزع أمّا إحسانى فلا يزول عنك وعهد سلامى لا يتزعزع قال راحمك الرب "  وفى هذا نرى الإنسجام بين نبى وآخر ، وإتفاق الْوَحْى فى أزمنة الكتابة على مر العصور .

    5-  أحبنا إلى أبعد الحدود فجاء إلينا فى الجسد: لما كان كمال الحب وتحقيق الهدف يحتاج إلى مجئ الله فى الجسد وإعلان نفسه مباشرة فى عالم الإنسان ، ليتحقق الخلاص والوحدة مع الله ، لم يتردد الله المحب فى ذلك. بل قام المسيح الكلمة بالعمل ، وتجسد منذ ألفى عام. وقد أشارت الكتب المقدسة لذلك مرات كثيرة قبل مجيئه بمئات السنين. فقبل مجئ المسيح بحوالى 750 عامًا تنبأ أشعياء وقال فى أشعياء9: 6  " لأنه يولد لنا ولد ونعطى إبنًا .. ويدعى إسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام " وتحقق فى يوحنا1: 1و14 " فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله . والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمةً وحقًا "  هذا تأكيد على أن هذا كتاب خطة الله ، وقد نفذ  الله خطته فعلا وبرهن أن هذا الكتاب هو كلمة الله التى لا تسقط أبدًا .

    6-  الكتب المقدسة معا تشبه الشجرة الناضجة: هذه هى قصة الكتاب المقدس فى تجانسها ووحدتها وتطور مراحلها حتى أنك ترى  كتبه الأولى كالبذرة وهى تنمو فى الكتب اللاحقة وتأخذ أشكال متطورة وتتكامل ، ومع ذلك ترى فى بذرتها كل الملامح التى ظهرت فيما بعد مع السنين والعصور والنضج. وتلاحظ بسهولة هذه الحقيقة فى الأمور الصغيرة كما فى الأحداث الكبيرة . إنها قصة وخطة لا يمكن أن يتخيلها إنسان ، فماذا تقول إذا رأيت أنه تكلم عنها ليس إنسان واحد ، بل أربعون واحدًا فى 1500 سنة ، إنها معجزة تشهد بأن هذا الكتاب هو كتاب الله وأنه معجزة فى ذاته وتفوق قدرة كل البشر. من يدرس هذا الكتاب يلمس بنفسه المعجزة وحضور الله فى كتاب الكتب .

     

    ملحـوظة : مستحيل أن يصنع هذا التجانس مجموعة من البشر. ومستحيل أن يتخيل أعظم البشر فكر الكتاب المقدس وأهدافه التى تفوق البشرية. أمّا الحقيقة فهى ، أن الوحيد الذى يعرف ما يفعل وما يريد هو شخص واحد ، هو الله ، الذى ظهر فى الكتاب من أول صفحة فيه إلى آخر صفحة منه " فى البدء خلق الله " لأنه يريدنا. وآخر كلماته هى " نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم " لأنه يحبنا ويباركنا

     

    السبب الثانى: يسوع المسيح قلب الكتاب

    1-    الكتاب كله يتكلم عن " يسوع المسيح " ، أنه الله ، والفادى ، والذى يحرر الإنسان ويعطيه حياة أفضل وقوة داخلية . يو5: 39و46و47 ، لو24: 27و44  وهذا يظهر الوحدة العجيبة التى لا يستطيع أن يصل إليها البشر لأنها بعيدة عن معرفتهم . " يسوع هو روح النبوة " رؤ19: 10  يسوع هو الوحيد الذى قال أنا الحياة وأنا الطريق وأنا الحق وبرهن عن ذلك بحياته ، وهو الذى قال من يؤمن بى له حياة أبدية، والوحيد الذى قدم ضمان الخلاص من الآن وإلى الأبد.

     

    سبب ثالث : النبوات

    1-    النبوات بالمئات " 300 نبوة " عن يسوع وهى تسبق تجسده بمئات السنين. إنها تشمل كل تفاصيل حياته من التجسد والولادة والموت والقيامة . وأفكاره وأهدافه وأعماله ومعجزاته.

    ونبوات أخرى عن أحداث وعن وبلاد وأشخاص وجميعها تم فى حينه وأخرى لم يأتى وقتها بعد .( أريحا ، معارك حربية بين الأمم ونتائجها ، الملك كورش ، سبى شعب إسرائيل ، هدم أورشليم عام 70م ... ) .

    ماذا نستفيد من النبوات ( الهدف منها ):

    إرجع إلى عد23: 19 ، أش46: 9و10 ، أش48: 3و5 ، رو1: 4

    النبوات تكشف جوانب كثيرة تؤكد وجود الله وتظهر سماته بأنه:

    1) يوجد عقل فوق الطبيعة وراء الكون والحياة . إنه إثبات وجود الله الكلى المعرفة والحكمة .

    2) يظهر التوافق بين النبوات وما تم بالفعل ، ويشهد للنبوة . فالله لا ينقض ما قاله أبداً.

    3) كل شئ خاضع لإرادته وإدارته. هو يعمل ما يقوله، ويقول ما سيعمله ، وليس من يمنعه.

    4) تحقيق نبوات العهد القديم عن المسيح، فحوالى 300 نبوة تمت كلها فى يسوع التاريخ. تجعل المسيح يسوع واضحاً ومعروفاً بوضوح من المخلِصين وغير المنحازين . وتثبت ألوهيته أيضا . ( تذكَّر أن الترجمة السبعينية للعهد القديم تمت أيام بطليموس فلادلفيوس حوالى 250 ق.م) .

    5) تأكيد عصمة الكتاب المقدس ووجود الوحى الإلهى فى كتابة كل كتبه .

     

    آيات لكلام المسيح عن النبوات الخاصة به وإتمام تحقيقها في شخصه المبارك:

    مت5: 7 ، لو24: 27، 44 ، يو5: 39و4و46و47 ،مت13: 14 ، 11: 10 ، 21: 42 ، 26: 56 ، مر13: 26 ( نبوة دا 7: 13و14 ) ، لو4: 20و21 ، 22: 37 ، يو15: 25

    أقوال كتـَّاب العهد الجديد

    أع3: 18 ، 10: 43 ، 13: 29 ، 17: 2و3 ، 1كو15: 3و4 ، رو1: 2 ، 1بط2: 5و6 ، مت2: 4-6

    وستجد قائمة لنبوات كثيرة وتحقيقها حرفيًا فى وقتها فتشهد أن الكتاب هو كلمة الله

     

    السبب رابع : مسيح الكتاب وروحه يسدد إحتياج أعماق الإنسان

    يسوع الظاهر فى الإنجيل، وعمل روحه يسدد أعمق الإحتياجات للإنسان، كما يحقق له أعظم الشبع ( وخاصة: الأمان كالحماية والغفران  ، الإنتماء ، الحب ، القيمة ، الهدف من حياته ، تحقيق الذات فى يسوع ، الإنسجام مع الحياة والآخرين ، حياة الإنجاز والإثمار - أيضا الحرية والفرح والقوة ) المسيح يغيّرنا بالخلاص والمجد . وهذا يحدث مع أى نوع من الناس وأيّا كانت أحواله الداخلية أو الخارجية .

     

    السبب خامس : الكتاب منسوج مع المعجزات

    المعجزات التى يؤكد عليها كلام الكتاب المقدس وكونها تمت وتتم فى كل زمان هى تأكيد على ألوهية مصدر التعليم والحق الذى فى الكتاب المقدس . نرى المعجزات فى العهد القديم وفى العهد الجديد فى خدمة المسيح وخدمة الرسل والكنيسة الأولى باسم المسيح ، والمعجزات مستمرة الآن وبحسب وعود المسيح وكلمة الكتاب المقدس . والتعليم أن إرادة الله هى أن يستمر معنا فى عمل المعجزات. وأيضا رؤيتنا المتكررة لحدوث المعجزات والشفاء المعجزى فى حياتنا وحياة المؤمنين به . ومن يرحمهم رغم عدم إيمانهم به . فالله لازال فى وسطنا من خلال المسيح وحضور الروح القدس شاهدا لكتابه .

     

    السبب سادس: قيامة المسيح أعظم الدلائل

    قيامة المسيح دلائلها لا تقبل النقض . وقيامة المسيح هى التى أعطتنا الإقناع ليقين غلبة الموت والخطية. أيضا يقين الخلود والحياة الأبدية ، والقيامة هىالفرصة الوحيدة التى تضمن ذلك لنا . هذه القيامة تجد قصتها وهدفها ونتائجها فى الكتاب المقدس كتاب الله وبشارته للإنسانية كلها . وهذا أقوى دليل على أن الكتاب المقدس هو كتاب الله ، لأنه الوحيد الذى أعطى الإجابة الشافية والكافية لضمان خلود الإنسان و قداسة فى الحياة ونوال الحياة الفياّضة . وسنقدم بحث عن القيامة فى الفصل التالى .

     

    السبب سابع: إكتشاف معجزات وأسرار مختبئة خلف النصوص المكتوبة

    ال Bible code ( إرجع لكتاب Bible code ، وكتابات ياكوب رامسيل )

     

    السبب الثامن أسباب خارجية: ( من خارج الكتاب المقدس ) رصيد إضافى

    1- المخطوطات ( تاريخ قربها من زمن النص الأصلى، وعددها وترجماتها أمر فريد ).

    2- كتابات آباء القرنين 1و2 تحوي كل العهد الجديد بجميع آياته. دليل لعدم التغيير فيها.

    3- ما كتبه مؤرخى القرن الأول والثانى والثالث من المسيحيين ومن أعداء المسيحية .

    4- شهادة التاريخ لحياة الكنيسة وإيمانها الذى يطابق تعليم الكتاب ( صلب المسيح وتعاليمه ومعجزاته وعبادة المسيحيين له. وقوته الكنيسة وقداستها ). الكتاب هو معجزة

     

     

     

    نبوات وتحقيقها فى يسوع

    نبوءات تتعلق بولادته

    يولد كنسل امرأة  تك3: 15 ( غلا4: 4 ، مت1: 20 ) .

    يولد من عذراء  أش7: 14 ( مت1: 18و24و25 ، لو1: 26-35 ) .

    أنه ابن الله  مز2: 7 ،1أى17: 11-14 ، 2صم7: 12-16 ( مت3: 17 ،16: 16 ، مر9: 7 ، لو9: 35و22: 70 ؛ أع13: 30-33 ؛ يو1: 34و49 ) .

    نسل إبراهيم  تك22: 18 ، 12: 2و3 ( مت1: 1 ، لو3: 16 ) .

    نسل اسحق  تك21: 12 ( لو3: 23و34 ، مت1: 2 ) .

    نسل يعقوب  عد24: 17 ، تك35: 10-12 ( لو3: 23و34 مت1: 2 ، لو1: 33 ) .

    نسل يهوذا  تك49: 10 مي5: 2 ( لو3: 33 ، مت1: 2 ، عب7: 14 ) .

    نسل يسى  أش11: 1 ، 11: 10 ( لو3: 32 ، مت1: 6 )

    من بيت داوود  أر23: 5 ، 2صم7: 12-16 ، مز132: 11 ( لو3: 31 ، مت1: 1 ، 9: 27 ، 15: 22 ، 20: 30و31  ،  21: 9و15 ، 22: 41-46 ، ؛ مر9: 10 و 10: 47و48 ؛ لو18: 38و39 ؛ أع13: 22و23 ؛ رؤ22: 16 ) .

    يولد فى بيت لحم  مى5: 2 ( مت2: 1 ، يو7: 42 ، ؛ مت2: 4-8 ، لو2: 4-7 ) .

    تقدم له هدايا  مز72: 10 ، أش60: 6 ( مت2: 1و11 ) .

    هيرودس يقتل الأطفال  أر31: 15 ( مت2: 16 ) .

     

    نبوءات تتعلق بشخصه

    وجوده الأزلى مى5: 2 ، أش9: 6و7 ، 41: 4 ، 44: 6 ، 48: 12 ؛ مز102: 25 ، أم28: 22و23 ( كو1: 17 ، يو1: 1و2 ، 8: 58 ، 17: 5و24 ، رؤ1: 17 ، 2: 8 ، 22: 13 ) .

    يدعى رب  مز110: 1 ، أر23: 6 ( لو2: 11 ، مت22: 43-45 ) .

    سيكون الله معنا  أش7: 14 ( مت1: 23 ، لو7: 16 ) .

    سيكون نبيا  تث18: 18 ( مت21: 11 ، لو7: 16 ، يو4: 19 و6: 14 و 7: 40 ) .

    يكون كاهنا  مز110: 4 ( عب3: 1 ، عب5: 5و6 ) .

    يكون قاضيا  أش33: 22 ( يو5: 30 ، 2تى4: 1 ) .

    هو الملك  مز2: 6  ، زك9: 9 ، أر23: 5 ( مت27: 37 ، مت21: 5 ؛ يو18: 33-38 ) .

    مسحة خاصة من الروح القدس  أش11: 2 ؛ مز45: 7 ؛ أش42: 1 ، 61: 1و2 ( مت3: 16و17 ، 12: 17-21 ؛ مر1: 10و11 ؛ لو4: 15-21و43 ؛ يو1:32 ) .

    غيرته لله  مز69: 9 ( يو2: 15-17 ) .

    نبؤات تخص عمله

    رسول سابق يعد له  أش40: 3 ؛ ملا3: 1  ( مت3: 1و2 ، 3: 3 ، 11: 10 ؛ يو1: 23 ؛ لو1: 17 ) .

    يبدأ عمله ورسالته فى الجليل  أش9: 1  ( مت4: 12و13و17 ) .

    خدمتة بالمعجزات  أش53: 5و6أ ، أش32: 3و4  ( مت9: 35 ، 9: 32و33 ، 11: 4-6 ؛ مر7: 33-35 ؛ يو5: 5-9 ، يو9: 6-11 ، 11: 43و44و47 ) .

    معلم بالأمثال  مز78: 2  ( مت13: 34 ) .

    دخوله الهيكل لغرض خاص  ملا3: 1  ( مت21: 12 ) .

    دخوله أورشليم على حمار  زك9: 9  ( لو19: 35-37أ ؛ مت21: 6-11 ) .

    حجر صدمة وعثرة لليهود  مز118: 22 ؛ أش8: 14 ، 28: 16  ( 1بط2: 7 رو9: 32و33 ) .

    نور للأمم  أش60: 3 ، 49: 6  ( أع13: 47و48أ ، أع26: 23 ، 28: 6 ) .

     

    نبؤات بأحداث بعد دفنه

    قيامتة من الموت  مز16: 10 ، مز30: 3 ، 41: 10 ، 118: 17 ، هو6: 2  ( أع2: 31 ، 13: 33 ؛ لو24: 46 ؛ مر16: 6 ؛ مت28: 6 ) .

    68: 18أ  ( أع1: 9 ) .

    جلوسه عن صعوده للسماء  يمين الله  مز110: 1  ( عب1: 3 ؛ مر16: 19 ؛ أع2: 34و35 ) .

     

    نبؤات تمت فى يوم واحد

    خيانته من صديق  مز41: 9 ، 55: 12و14  ( مت10: 4 ، 26: 49و50 ؛ يو13: 21 ) .

    يباع بثلاثين قطعة فضة  زك11: 12  ( مت26: 15 ، مت27: 3 ) .

    إلقاء مال بيعه فى بيت الله  زك11: 13ب  ( مت27: 5أ ) .

    إعطاء مبلغ المال لشراء حقل الفخارى  زك11: 13ب  ( مت27: 7 ) .

    ترك تلاميذه له  زك13: 7  ( مر14: 50 ، مت26: 31 ، مر14: 27 ) .

    اتهامه من شهود زور  مز35: 11  ( مت26: 59و60 ) .

    صمته أمام الإتهامات  إش53: 7  ( مت27: 12 ) .

    يجرح ويرض  إش53: 5 ؛ زك13: 6  ( مت27: 16 ) .

    يُصفع ويُتفل عليه  أش50: 6 ، مى5: 1  ( مت26: 67 ؛ لو22: 63 ) .

    يسخرون منه  مز22: 7و8  ( مت27: 31 ) .

    سقوطه تحت الصليب  مز109: 24و25  (يو19: 17 ؛ لو23: 26 ؛ مت27: 31و32)

    سمّروا يديه ورجليه  مز22: 16 ؛ زك12: 10  ( لو23: 33 ؛ يو20: 25 ) .

    يُصلب مع لصوص  أش53: 12  ( مت27: 38 ؛ مر15: 27و28 ) .

    يتشفع فى مضطهديه  أش53: 12  ( لو23: 34 ) .

    يرفض من شعبه  أش53: 3 ؛ مز69: 8 ، 118: 22  ( يو7: 5و48 ، يو1: 11 ؛ مت21: 42و43 ) .

    يبغضوه بلا سبب  مز69: 4 أش49: 7  ( يو15: 25 ) .

    أصدقاؤه يقفون بعيدا  مز38: 11  ( لو23: 49 ؛ مر15: 40 ، مت27: 55و56 ) .

    يهزون رؤوسهم عليه  مز109: 25 ،22: 7  ( مت27: 39 ) .

    الناس تتطلع إليه على الصليب  مز22: 17  ( لو23: 35 ) .

    توزيع ثيابه وإلقاء قرعة على قميصه  مز22: 18  ( يو19: 23و24 ) .

    يعانى من العطش  مز69: 21 ، مز22: 15  ( يو19: 28 ) .

    يطلب ماء فيعطونه خلا  مز69: 21  ( مت27: 34 ؛ يو19: 28و29 ) .

    صرخة لله بسبب تركه إياه  مز22: 1أ  ( مت27: 46 ) .

    يسلم روحه بنفسه لله  مز31: 5  ( لو23: 46 ) .

    عدم كسر عظامه مثل الآخريْن  مز34: 20  ( يو19: 33 ) .

    طعن جنبه بالحربة  زك12: 10  ( يو19: 34 ) .

    ظلمة على الأرض فى وقت الظهيرة  عا8: 9  ( مت27: 45 ) .

    دفنه فى قبر رجل غنى  أش53: 9  ( مت27: 57-60 ) .

     

    قيامة المسيح

    أهميتها ودلائلها

    أهمية قيامة المسيح في الإيمان المسيحي:

        المسيحية هي حقيقتين رئيسيتين. وعليهما يقوم كل شئ آخر فيها . فالمسيحية هي:

    1- أن المسيح هو إبن الله الوحيد .     2- و قيامة المسيح من الموت .

    إنهما حقيقتين أثبت من الجبال وأعلى من السماء، وعليهما تقوم بقية الحقائق ومنهما يستمدون قوتهم وقيمتهم.

         لهذا كان جوهر الرسالة المسيحية وبشراها هو القيامة، وهذا  بارز كالعمود الفقري فى تعليم وتبشير الرسل كما يظهر من:    

    لو24: 48       -     يو15: 27      -    أع1: 8         -    أع2: 24و32    -  

     أع3: 15       -    أع4: 33         -    أع5: 32       -   أع10: 39و41   -     أع13: 31       -    أع15: 22      -  أع23: 11        -    أع26: 16       -       1كو15: 4-9   -   1كو15: 15      -   1يو1: 2

     

     ولكن ما أهمية قيامة المسيح من الأموات:

    1- إنها شهادة تخرج ونجاح عمل المسيح على الصليب وحصد ثماره ( فقيامة المسيح سلمتنا شهادة رفع الدينونة والعقوبة - الخلاص من الخطية والشيطان والموت وصوره)

    2-    واستخراج شهادة وفاة للموت والإنتهاء منه ومن آثاره إلى الأبد .

    3-    المسيح بقيامته أعطى يقين للبشرية من الآن أن الإنسان يمكنه أن يحيا إلى الأبد ، وقيامة المسيح هى الدليل الوحيد لصحة هذه البشرى ، والمسيح هو بالتالى الشخص الوحيد القادر أن يعطيها ، والطريق لذلك هو قبول المسيح فى داخل الإنسان ثم الحياة بالمسيح ومعه .

     

    كيف نعرف أن قيامة المسيح قد حدثت فى التاريخ والزمان والمكان ؟

    أولا علينا أن نقدم تعريفًا صحيحًا للتاريخ .

    تعريف التاريخ: يرى جوش ماكدويل أن "التاريخ هو معرفة الماضي المبنية على شهادة موثوق بها ". وهذا تعريف يساعدنا فى التأكد من صحة الحدث التاريخى.

     

    وتقول المسيحية أن قيامة المسيح وبقاؤه حيًا بلا موت إلى الأبد، ليست فقط عقيدة وحقيقة إيمانية، بل هى واقعة تاريخية تمت فى الزمان والمكان ، وهى مؤيدة بشهادات موثوق بها .

    فهل شهادة رسل المسيح عن حدوث قيامة المسيح تاريخيا يمكن اعتبارها شهادة موثوق بها ؟

    الإجابة على هذا السؤال هي: نعم وألف نعم. أنه يمكن الثقة تماما بشهادة الرسل عن قيامة المسيح.

    وإليك الدليل لأن نضع ثقتنا فى شهادة الرسل:

    1-    استشهاد كل الرسل من أجل هذه الشهادة وأنهم كانوا شهود عيان للقيامة: رسل المسيح الإثنى عشر ( وأيضا يعقوب أخو الرب أسقف أورشليم ) ، قد ماتوا  شهداء بالقتل او الصلب او الرجم " ما عدا يوحنا، لكنه قاسى طويلا فى النفى ".  وكان السبب فى قتلهم جميعًا هو:                                                    

    1) نداؤهما بقيامة المسيح .              2) وبأنه ابن الله الذى يعبدونه .     

    والرسل لم يعتمدوا على شهادة أو إقناع آخرين بقيامة المسيح وإنما على رؤيتهم الشخصية للمسيح القائم . لذا فهناك احتمالين فقط فى الحكم على شهادتهم:

     1. أنهم كاذبون يخدعون الناس.       2. أنهم كانوا صادقين .

        فكونهم يُعذبون ويُـقتلون من أجل شهادتهم بقيامة المسيح ولا يتراجعون، فالمنطق الوحيد هو أنهم لم يضحوا بحياتهم لأجل كذبة إخترعوها، بل لأنها شهادة صادقة إستحقت أن يموتوا من أجلها . وإليك طريقتهم فى تأكيد صحة ما يتكلموا عنه " كشهود عيان " من آيات كلمة الله:

     

    2بط1: 16 " لأننا لم نتبع خرافات مصنّعة ، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه (كالمسيا المنتظر) بل قد كنا معاينين أيضا عظمته His majesty and Sovereign power (أى قوة ومجد وجسده المتجلى مقدما على الجبل قبل القيامة ) " .

     

    1يو1: 1-3 " الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا . الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب وأبنه يسوع المسيح " .

     

    لو1: 1-4 " إذ كان كثيرون قد قاموا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة. رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شئ من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى إليك أيها العزيز ثاوفيلس. لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به ".

     

    أع1: 1-5 " الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به. إلى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما أوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين أراهم نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه منى. لأن يوحنا عمد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير " .

     

    2-    التحول الجبار والمفاجئ للرسل في أيام قليلة بعد الصلب :

    في ثلاثة أيام يتحولون من هاربين مرتعبين من الخوف مختبئين، ويائسين وحزانى، إلى فرحين مؤمنين يبشرون كل الجماعة المؤمنة بالمسيح الذين رؤوه هم أيضا بدورهم بعد القيامة. ثم يصيروا شهودًا شجعان ويواجهون الشعب والقيادات الدينية والرومان بعد عدة أساليع عنما حل عليهم الروح القدس .

     

    3-    يعقوب أخو الرب لم يؤمن إلا بعد حادثة القيامة: يعقوب لم يؤمن به أبدا، وكان يخجل ويخزى من أقوال المسيح عن نفسه التي قال فيها: " أنا الحياة ، أنا الحق ، أنا أكلمكم من البدء ، قبل أن يكون إبراهيم "2000ق م" أنا كائن ، من يؤمن بي له حياة أبدية " وكان يظن أن يسوع صار مجنونا وكان يسخر منه. ولكن بعد أيام من صلب يسوع وموته نرى يعقوب صار إنسانا آخر وأصبح مبشرا بقيامة المسيح وقال عن نفسه في رسالته بالعهد الجديد " يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح " ومات شهيدا ورجموه على يد حنانيا رئيس الكهنة اليهودى. كيف نفسر هذا التحول الغريب ؟ الإجابة الوحيدة المنطقية هي في 1كو15: 7 " وبعد ذلك ظهر ليعقوب " بعد قيامته .

     

    4-    حياة الرسل تؤكد صدق القيامة واستحالة الكذب: أخلاق الرسل ومبادئهم وحياتهم تتنافى تماما مع أي احتمال أن يكذبوا على الناس والعالم ليضللوهم ويخدعوهم بشيء لم يحدث مدعين أنه حدث، بأن المسيح قام من الأموات. كما أن تعاليمهم السامية في الأخلاق والنبل والصدق التي غيرت حياة العالم فى أيامهم وارتقت به، ولا زالت، والتي لم ير العالم ما يساويها من قبل أو فيما بعد وحتى اليوم، إنما تؤكد على أن القيامة التي هي العمود الفقري لإيمانهم هي شهادة صادقة .

     

    5-    التفاسير المضادة لحدوث القيامة واتهام الرسل ضعيفة أمام الحقائق والدلائل:

         ومن هذه التفاسير المضادة:

    التفسير الأول لقيامة الجثة من الأموات هو نقل الرسل للجثة إلى مكان آخر. ولكن هذا لا يفسر التغيير الجوهري في شخصيتهم وحالتهم النفسية العالية منذ الأسبوع الأول بعد القيامة مباشرة.

    والتفسير الثاني أن صلب يسوع قد تحول إلى أسطورة بلا أساس من الصحة التاريخية. ولكن الأسطورة تحتاج إلى زمان طويل من السنين وعمليات من الإضافة تتم مع الزمن. أما القيامة، فإن المسيح صلب يوم الجمعه وأقر التلاميذ بقيامته من الموت يوم الأحد التالى هذا ينفى إحتمال أنها أسطورة، وخاصة أن كل أفكارهم عن المسيح ليس فيها توقع أن يصلب ويموت .

     

    6-    قيام كنيسة مسيحية كبيرة وقوية في عدة شهور لا يفسره إلا قيامة المسيح وحلول الروح القدس الذي هو ثمرة القيامة: إن حادثة قيامة المسيح في اليوم الثالث من صلبه وحلول الروح القدس عليهم بعد خمسين يوم من قيامته هما وراء التغيير العجيب للرسل ، والتفسير الوحيد لقوة شهادتهم وتبشيرهم والمعجزات التي حدثت باسم المسيح بواسطتهم.وأيضا إيمان ثلاثة آلاف بقيامة المسيح وبأنه ابن الله الوحيد من أول حديث وجهه بطرس في وجود بقية الرسل، لليهود المتجمهرين، ونشأت المسيحية فى هذا اليوم. وقد زاد عدد المؤمنين بقيامة المسيح إلى عدة آلاف أخرى في الأسابيع القليلة التالية، كل هذا يفسره فقط قيامة المسيح وحلول الروح القدس الذي وعدهم به قبل قيامته .

     

    7-    الحوادث التي صاحبت القيامة وشاهدها الرسل وجماعتهم وردود فعلهم، هي دليل على يقين قيامة المسيح:

    تلاحظ أن ردود الأفعال المتشككة أمر متوقع وصادق. ثم التثبت من قيامة المسيح يأتى منطقيا وطبيعيا من خلال الدور الواضح الذى قام به المسيح، والذى يلغى الشك

    + فمن سمع منهم بقيامة المسيح قبل أن يرى بنفسه اعتبر هذا هذيان ولم يصدقوا وتحيروا " مرقس16: 11-13 ، لوقا24: 11و22 " .

    + ومن رأى بعض ظواهر للقيامة لم يزد عن الإحساس بالتعجب " لوقا24: 12 " .

    + وكثير من الذين رأوه أول مرة شكوا وظنوا أنه قد يكون روح " لو24: 37و38 " .

    + ومريم المجدلية تكلمت معه وهى تبكى وظنته أي شخص إلا المسيح ولم تعرفه إلا عندما سمعته ثانية ينادى اسمها بصوت معروف لها فالتفتت إليه وعرفته " يوحنا20: 11-18 " .

    + واثنان سارا معه مسافة في الطريق ومن كثرة يأسهم وعبوسهم لموت المسيح فشلا أن يعرفاه، ولكن بعدما شرح لهم النبوات وعندما أخذ خبزًا وبارك وكسر انفتحت أعينهما وعرفاه " لو24: 13-35 " .

        كل الردود الأفعال الأولية هذه للقيامة هي رد فعل الطبيعي باستحالة عودة المسيح من القبر والموت، وتصور أي شئ آخر إلا القيام من الموت والقبر. وهذا يتفق مع المنطق وردود الفعل النفسية ، ويؤكد صدق الرواية والشهادة .

         لهذا فإن المسيح ساعد تلاميذه والنساء والجميع على التيقن بدون أى شك أن ما يروه هو المسيح قد قام ثانية وذلك بأن:

    1. جعلهم يجسوه ويلمسوه " متى28: 9 ، لوقا24: 36و37 " .

    2. طلب من المحتاج أن يرى مكان طعنة الحربة ومكان المسامير فى يديه وأن يجسها بنفسه " يوحنا20: 27 " .

    3. أكل وشرب معهم ليتأكدوا أنه ليس روحا فقط " لوقا24: 41-43 ، يوحنا21: 13-15 " .

    4. ذكـّرهم بما قاله لهم سابقا أنه سيصلب ويقتل ويموت ثم سيقوم في اليوم الثالث لوقا24: 5-8و44 " .

    وإليك ما قاله لهم يسوع عن قيامته قبل إحداث الصليب وعلى مدى ثلاث سنوات وسمعوه منه شخصيا.

    وهذا في حد ذاته دليل قوى على القيامة، فالقيامة لم تأتى كشيء مفاجئ غير متوقع وإنما أكد عليها المسيح مرارا وتكرارا ، وإن كانوا لم ينتبهوا لأقواله إلا أن القيامة جاءت لتحى أقواله المسبقة عنها:

    متى12: 38-40 ، 16: 21 ، 17: 9و22و23 ، 20: 18و19 ، 26: 32 ، 27: 63

    مرقس8: 31-9: 1 ، 9: 10 ، 9: 31 ، 10: 32-34 ، 14: 28و58

    لوقا9: 22-27 ، يوحنا2: 18-22 ، 12: 34 ،         يو14-16

             والقيامة حسب منطق المسيح هي التي تعطيه الحق والسلطان وهى آيته الأساسية قبل غيرها وهى دليل أنه: المسيا والملك مت12: 38-40 ، يو2: 18-22 .

    5. شرح لهم النبوات التي تكلمت عن موته وقيامته من الأموات وأنه حقق بذلك هذه النبوات " لوقا24: 25-27و44-46 " .

    6. شرح لهم ضرورة هذا الموت الفدائي وحمْل عقوبة ودينونة الخطية وقيامته المنتصرة على الخطية والموت " لوقا24: 46و47 " .

    7. رآه الكثيرين وخاصة الرسل الإحدى عشر ليس أقل من خمس مرات وقضى معهم ساعات طويلة كل مرة، فهذا ينهى كل شك ويؤكد قيامة المسيح الثابته لهم .

    8. وجدوا في جلساته الكثيرة وساعاتها الطويلة نفس شخص المسيح الذي قضوا معه ثلاث سنوات كاملة بليلها ونهارها، حركاته وانفعالاته ومشاعره وطريقة كلامه وقلبه وهدفه ومبادئه وكل ما لا يوجد إلا فيه وحده .

    9. عمل معهم بعض معجزات مشابهة لما كان يعمله قبل الصليب " صيد السمك الكثير " .

    10. كان تعليمه بعد القيامة مطابقا لتعليمه قبل الصليب .

    11. ما قاله لهم قبل الصليب عن إرساليته ثم تكليفه ورسالتهم، كان مطابقا لما قاله لهم بعد القيامة " مت28: 18-20 ، مرقس16: 15-18 ،  يوحنا20: 21-23 ،21: 15-17 " .

     

    ملحوظة: لقد إستفدت كثيرًا كتاب برهان يتطلب قرار لجوش ماكدويل فى هذا الفصل.

     

     

    فهرس الأقوال

    ملحوظة: الأرقام التى بين القوسين ( ) تدل على عدد الأقوال التى فى الدرس

     

    حرف أ :

    القديس أثناسيوس الرسولى: الدروس: 5 و 13

    الإجبية المقدسة: الدروس: 5 و 7 و 8 و 9 و 19

    القديس إسحق السريانى: الدروس: 2 و 12 و 13 و 14(2) و 21

    القديس أغريغوريوس الثيئولوغوس: الدروس: 1 و 5 و 7 و 15 و 18 و 19

    القديس أغريغوريوس النيسى: الدرس: 7

    القديس أغناطيوس الأنطاكى: الدروس:16 و 17

    القديس أكليمندس السكندرى: الدرس: 12 

    القديس أمبروسيوس: الدرس: 8 ، 18

    القديس أنطونيوس الكبير: الدروس: 1 و 6  وسيرته

    العلامة أوريجانوس: الدروس: 7 و 17

    القديس أوغسطينوس: الدروس: 6 و 8  وسيرته

    القديس إيرينيئوس ( أبو التقليد ): الدرس: 1 و 18

     

    حرف ب :

    القديس باسيليوس الكبير: الدروس: 5 و 8 و 11 و 13 و 21

    بستان الرهبان: الدروس:  9 (2) و 17

    القمص بيشوى كامل ( قديس إسكندرى معاصر ) : الدروس: 1و 2 و 9 و 16(2) و 17 و 22  وسيرته ، وأقواله فى موضوع الصوم.

    القديس بيصاريون: الدرس: 9

     

    حرف ت :

    القديس تادرس ( تلميذ القديس باخوميوس ): الدرس: 18  وسيرته 

    القمص تادرس ى ملطى: ( علاّمة معاصر وحبيب للمسيح ) الدروس: 1 و 3(2) و 4 و 8 و 9 و 14 و 16 و 19 و 20

    كتاب التسبحة ( الأبصلمودية السنوية): الدروس:  1(2) و 9 و 19 و 22(2)

     

    حرف ث :   ثيوفان الناسك: الدرس  15

          

    حرف ج :  الراهب جريجورى دكس:  الدرس:  16

     

     

     

    حرف ش :

    قداسة البابا شنودة الثالث:  الدروس:  1 (2) و 2 (3) و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 8 (2) و 9 (5) و10 (2) و 11 (3) و 12(4) و 13 و 14 و 15 (5) و 16 و 17 و 18 و 19 و 20 (4) و 21 (3) و 22 و 23 و 24 (2)  وسيرته ، وأقوال قداسته فى موضوع الصوم.

    القديس أنبا شيشوى الكبير:  19

     

    حرف ط :  طقوس القداس والأسرار:  1 و 5 (2) و 7 و 15 و 18 (2) و 19

     

    حرف ك :

    القديس كبريانوس:  9

    القديس كيرلس الأورشليمى: 8 ،  18

    القديس كيرلس عمود الدين ( الكبير ):  9

     

    حرف م :

    القديس مرقس الناسك:  8

    القديس مقاريوس الكبير:  5 و 6 و 15 (3) و 17  وسيرته

    القمص ميخائيل إبراهيم بشبرا ( قديس معاصر ): 10 و 19  وسيرته

     

    حرف ن : القديس نيلوس السينائى:  23

    حرف الهاء : القديس هيلارى أسقف بواتيه:  12

     

    حرف ى :

    القديس يعقوب السروجى:  8

    الأنبا يؤانس أسقف الغربية المتنيح:  8 و 9 (2)

    القديس يوحنا الدرجى ( السلّمى ):  9 و 15

    القديس يوحنا القصير:  9

    القديس يوحنا فم الذهب:  8 و 10 و 12 و 18 و 20 و 22 (2)

    القديس يوحنا كاسيان: 13

                          

     

    سير القديسين المصاحبة للدروس وشخصيات أخرى

    ملحوظة: الرقم أمام كل شخصية وهو نفسه رقم الدرس الذى ستجد السيرة فى نهايته .

    1. شخصية الآب - القديس أبوللو      2. القديس يوحنا سابا ( الشيخ الروحانى )

    3. القديس أنطونيوس                  4. شخصية الأسبوع: الغنى الغبى و بيلاطس الوالى

    5. سيرة الشيخ با يترموث وتلميذه كوبريه والوثنى الكسندر

    6. شخصية الأسبوع: عيسو أخو يعقوب

    7. لمحة عن قدوس القديسين: الرب يسوع المسيح ( الذى وضع نفسه )

    8. المرأة التى عمدت طفلها بدمها      9. القديس أوغسطينوس

    10. القديس تادرس ( تلميذ الأنبا باخوميوس )

    11. القديسة بربتوا ( حديثة الإيمان التى هزأت بتجارب الشيطان )

    12. داود النبى ( صاحب المزامير )   13. القديس موسى الأسود

    14. القديس بولس الرسول             15. البابا كيرلس السادس

    16.  خبرات فى القداس               17. القديس مقاريوس الكبير

    18. قداسة البابا شنوده الثالث (أطال الله حياته)

    19. القديس باخوميوس ( أب الشركة ) 20. الراهب لورانس ( إختبار حضور الله )

    21. القمص ميخائيل إبراهيم بشبرا     22. القمص بيشوى كامل

    23. عائلتين بالإسكندرية  (فى زمن القديس مقاريوس الكبير)

    24. القديس أغريغوريوس الصانع العجائب

     

     

     

     

    دروس أسرار الكنيسة

     

    1) سر المعمودية   درس 8

    2) سر الإعتراف   درس 14

    3) سر التناول ( الأفخارستيا) دروس 16و17

    4) سر التثبيت ( سر الميرون )  درس 18

    موضوعات يحسن دراستها أثناء دراسة "دروس الكتاب للتأسيس الروحى" وقد وضعنا ثلاثة منها فى نهاية الكتاب وهم: الصوم ، وصحة الكتاب المقدس ، وقيامة المسيح .

     

    موضوعات عقيدية

    يحوى هذا الكتاب موضوعان فقط. يحسن دراسة الموضوعات الأخرى مع هذه الدروس

    1. صحة الكتاب المقدس وعصمة النص.  ص141
    2. قيامة المسيح أهميتها ودلائلها           ص149
    3. عقيدة الأسرار فى الكنيسة.
    4. قانون الإيمان.
    5. الكهنوت فى الكنيسة.
    6. شفاعة القديسين.
    7. الخلاص (علاقته بفداء المسيح والكهنوت والأسرار وزمانه والجهاد والنعمة)

    موضوعات طقسية

    يحوى هذا الكتاب موضوع واحد فقط. يحسن دراسة الموضوعات الأخرى مع هذه الدروس

    1. الكنيسة بيت الله (المبنى).
    2. الصوم فى حياتنا الكنسية.              ص137
    3. التعرف على الأجبية وأهميتها.         درس13
    4. الألحان الكنسية.
    5. التعرف على الأبصلمودية وأهميتها.
    6. السجود فى الصلاة.
    7. الشموسية.
    8. الأعياد الكنسية.

     

    تاريخ الكنيسة

    يحسن دراسة هذه الموضوعات مع هذه الدروس

    1. دخول المسيحية مصر.
    2. أهم العلامات فى القرن الأول والثانى.
    3. مدرسة الإسكندرية.

    4. الإستشهاد.

 

قراءة 27495 مرات

النشرة البريدية

نشجعكم للتسجيل فى القائمة البريدية لاستلام اخر اخبار الموقع و المستجدات

اختبار

إبراهيم وهدى خادمان للمسيح وهما من خلفية إسلامية. بدءا على مدى أكثر من ثلاثين عاماً فى خدمة التلمذة وتفسير كلمة الله ومساعدة المؤمنين فى اكتشاف خطة الله لحياتهم وإعدادهم للخدمة . المزيد >>

المسيح للجميع

المسيح للحميع هو موقع مسيحى خدمى المسيح للحميع هو موقع مسيحى خدمىالمسيح للحميع هو موقع مسيحى خدمى المسيح للحميع هو موقع مسيحى خدمى المسيح للحميع هو موقع مسيحى خدمى المسيح للحميع هو موقع مسيحى خدمى المسيح للحميع هو موقع مسيحى خدمى