يقول الشيخ الروحانى: (طوبى لمن سكروا بمحبتك ، لأن بسكرهم بك استمتعوا بجمالك .. أما أولئك الذين لم يجربوا لذة السُكر بك ، والتمتع بشخصك فهم مساكين تعساء)
الحب والسعادة هما عاطفتان يُظهِران أجمل ما فى الحياة الإنسانية. الرب يسوع يتحمس للحب والسعادة بشدة وقد خلق البشرية ليملأها ويعطيها حبه وسعادته بلا حدود. الحب والسعادة هما أحسن وصف لقلب الله وحياته.
عندما تفكر فى الحب وتشتاق إليه ستنال القليل منه لو سعيت وراءه بكل جدية ؛ ولكن ستظل محروم من الكثير منه وجوعان له ، وستنجح قليلاً فى إعطائه أو الحصول عليه ؛ ولن تجد السبيل لتحقيق الكثير مما تتمنى.
يمكننا أن نمتلئ من الحب ونحاط به من كل ناحية إذا عرفناه والتقينا به من خلال نبعه الحقيقى والوحيد أيضاً.
الله هو الحب. يقول الرسول يوحنا "الله محبه" فالحب هو الله ، "من يحب يعرف الله" 1يو4 فبدون الله لن يختبر إنساناً الحب لأنه لمسة منه ، "ومن لا يحب لم يعرف الله" 1يو4 فعدم وجود الحب عند شخص ما هو أنه لم يعرف الله.
الحب والفرح دائمى التواجد معاً فالحب سعادة والسعادة حب ، إنهما وجهان لعملة واحدة
الله هو الثالوث ، هو ثالوث الحب وثالوث السعادة ، فلا حب ولا سعادة مشبعة من كل جانب إلا فيه.
ثالوث الآب والإبن والروح القدس هو ثالوث المحب والمحبوب والحب بذاته ، إنها علاقة عميقة بلا حدود فى حبها ، وهو ثالوث المفرِح (بكسر الراء) والمُفَرَح (بفتح الراء) والفرح بذاته إنها سعادة الثالوث التى تكفى أن تملأ كل الكون بالفرح والضحك والموسيقى والغناء والمتعة والتلذذ ، بل وبدون توقف وبلا نهاية. هذا هو الله.
حب الله وفرحه نراهما يلمعان ويفيضان على الإنسان بكل وضوح فى الآيات التالية:
"كما احبني الآب كذلك احببتكم انا. اثبتوا في محبتي. 11 كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" يو15: 9و11 حب الآب والإبن لنا يعطينا الفرح الكامل والذى لا يؤخذ منا
"أما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح. 4.. لكي يكون فرحكم كاملا“1يو1: 3-4 العلاقة الحميمة مع الآب والإبن هى الطريق الوحيد للفرح الكامل.
الله لا يبحث عن الحب فهو الحب نفسه ، وليس فيه ما يخالف الحب ، وكل ما فى طبيعة الله وصفاته هو الحب بكل ألوانه ونشاطه وعمله وانعكاساته ،
الله المحبة لا يسعى ليصل إلى الحب أو ليكمل منه ؛ فهو ملء الحب وكل الحب ولا يوجد حب أكثر مما فى الله ؛ وكل حب فى الوجود بما فيه حب الأم والأب هو من الله ولكنه أقل بكثير من حب الله ومحدود جداً فى نوعياته وأعماقه وأهدافه.
لم يخلقنا الآب ليتركنا نبحث عن الحب أو الفرح ، بل خلقنا لنكون فى المسيح وفى الثالوث فنجد أنفسنا فى قلب الحب وفيضان الفرح والسعادة والمتعة ، لقد خلقنا الآب ليعطينا حياته ويشركنا فى حبه وسعادته ويجعل حياتنا تعكس حلاوة الله وعذوبة قلبه.
أنظروا أيها الأحباء ماذا يقول المسيح كلمة الله عن الآب وعن نفسه ، عن علاقته مع الآب ومع بنى آدم مثلك ومثلى ، أم8: 30-31 "كنت عنده صانعا وكنت كل يوم لذّتهفرحةدائماقدامه. 31 فرحةفيمسكونةارضهولذّاتيمعبنيآدم". إن المسيح هو لذة الآب وهو فى حضرته بلا انقطاع وفى ملء الفرح ، وفى الوقت نفسه نراه فى وسط البشر فرحان ولذته معهم ، معك ومعى ، ولن يتغير هذا فى يوم من الأيام ، فلذاته مع بنى آدم هى حالة أبدية غير قابلة للتغيير، إنه يعلن حقيقة ستحكيها السماء والأرض.
المسيح أتى من السماء ومات وقام ليجعلنا فيه ، وشركاء حياة الحب والسعادة التى يحياها الله فى الثالوث.
المسيح يملأ المؤمنين والعائلات ، والملكوت يفيض فى الكنيسة والأمم.